كلمة الأستاذ محمد البور النائب الإقليمي لنيابة الناظور بمناسبة اليوم العالمي للمدرس
كلمة
بمناسبة اليوم العالمي للمدرس
إلى
السيدات والسادة المدرسات والمدرسين
بالتعليم
العمومي والخصوصي
سلام تام بوجود
مولانا الإمام المؤيد بالله
وبعد،
يسعدني أن أتقدم إليكم في يومكم العالمي بأطيب التهاني وأصدق المتمنيات. هذا اليوم
العالمي الذي تعترف فيها شعوب العالم وحكوماته، بدوركم الكبير والمهم، في بناء
صروح الحضارات الإنسانية، وترشيد مسيرة الناشئة وتربيتها وتثقيفها، وتطوير
مهاراتها ونبوغها.
وإن بلادنا، كسائر أمم العالم، وهي تخطو
خطواتها نحو التقدم والتنمية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله،
تدرك دوركم في تقدمها، فبفضل عملكم الدؤوب وتضحياتكم، استطاعت بلادنا، خلال هذا
العقد أن تضمن شروط نجاح أوراش الإصلاح التربوي المؤثر بقوة في كل إصلاح اقتصادي
واجتماعي، الذي تبدو مؤشراته واضحة في ارتفاع أعداد التلاميذ المتمدرسين، ونسب
تعميم التمدرس، تراجع معدلات الهدر المدرسي، وزيادة معدلات النجاح في الامتحانات
الإشهادية، وغير ذلك من المعطيات والأرقام التي تشهد بقيمة الجهد الثمين الذي
تبدلونه، جنبا إلى جنب مع كل الفاعلين والشركاء. فقد كنتم دوما مساهمين في التغيير
عن طريق تشجيع الأسر على تمتيع أبنائها وبناتها بحقهم في التعليم المدرسي، وتحسين
ظروف تعليمهم.
إنكم تقدمون في عملكم اليومي الأفكار وتثرون
طرائق جديدة للتفكير والعمل. وتعملون على تثبيت المبادئ والقيم والمُثل. اللازمة
لبناء السلام والتنمية الدائمة في العالم والتي تقوم على التقدم الاجتماعي
والعدالة والديمقراطية ومكافحة الفقر. ونتيجة تكوينكم الأكاديمي العالي وتأهيلكم
المهني الرفيع، أضحيتم مسؤولين عن تعليم حديث وفعال للتلاميذ، وحريصين على تطوير أساليب
التدريس حتى تستجيب للتطورات المتسارعة في التكنولوجيا والعلوم الإنسانية، وتركز على التلميذ
وتجعله محوراً لها، في نظام تعليمي مفتوح وعن بعد ومدى الحياة. ومن شأن ذلك أن
يعزز لدى تلاميذ اليوم ومواطني الغد روح المسؤولية
المهنية والمبادرة، ويحملهم على توسيع آفاقهم وزيادة معارفهم.
إننا كلنا، سواء منا العاملون بالأقسام أو
بالإدارة التربوية، مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى، بالعمل على تقوية العلاقات
بين المدرسة والبيئة المحلية، وتدبير العمل التربوي وفق منظور جديد، ومقاربة
تشاركية، تدمج التلاميذ وأوليائهم وسائر الفاعلين في مناخ إيجابي داخل المدرسة، يخدم
جيل مدرسة النجاح، ويرتقي بأحواله ويلبي حاجاته ويستجيب لرغباته وطموحاته، وذلك
شرط تحقيق الجودة، وتطوير الخدمات المدرسية، ورفع كفاءة وفعالية المؤسسة التعليمية
حتى تبلغ النجاح المسطر لها، والذي يوضح شروطه الميثاق الوطني للتربية والتكوين،
ويحدد مؤشراته المخطط الاستعجالي.
إن تحقيق جيل مدرسة النجاح يستلزم كثيرا من
اليقظة وترسيخ الثقافة التقويمية، وتفعيل الدور الريادي للمدرسات والمدرسين، الذين
تراهن عليهم بلادنا لأجل بناء المشروع التربوي الحديث الذي يحقق التنمية البشرية
والتقدم الاقتصادي، ويرسخ قيم الديمقراطية.
في عيدكم العالمي
أقدم لكم تهنئتي ومتمنياتي الصادقة بالصحة والعافية والتوفيق، وأعبر عن تقديري
لكم كلكم، وبالذات أولئك الذين يعملون في الأوساط القروية وفي الظروف
الصعبة. وأدعوهم إلى الشعور بالفخر
والاعتزاز لأنهم يمارسون هذه المهنة الشريفة التي اختاروها
حبا وطواعية، وإلى الاستمرار في الإخلاص لها والعمل على تطويرها وإشاعة آدابها
المهنية السامية.
وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى، في ظل رعاية
مولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله. وكل عام ووطننا بخير.
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد البور: النائب الإقليمي لنيابة الناظور
1 Comment
كلمة رائعة تسجل بحروف من ذهب، وفقكم الله لما يحب ويرضى