Home»Régional»الهاتف النّقّال من مصائب هذا الزمان .

الهاتف النّقّال من مصائب هذا الزمان .

0
Shares
PinterestGoogle+

في البداية لا أريد أن يؤخذن كلامي على أني متشدد ،أو من معتنقي الفكر الوهابي المتخلف، ولا أحبذ أن يفهم كلامي من طرف الشباب الذين في عمري أو يكبرونني ، أني أنكر الإبداع والخلق كما أني لا أستطيع أن أنكر ثورة حقيقية حدثت في وسائل الاتصال وهذا شيء معروف ونستجدي ذيوله في المجتمع . وفي عرضي هذا أنا متأكد من وجود شريحة كبيرة تدعم طرحي لأسباب سنذكرها .
بلا شك أن الهاتف النقال كان قفزة نوعية قام بها الإنسان المعاصر، وصار أكثر اتصالا بالحضارات البشرية الأخرى لمجرد امتلاكه لهذا الجهاز ، وكثير من الأمور والحوائج التي تستعصي على صاحبها قضائها ويتطلب ذلك القيام بسفر ، وجهد كبيرين أصبح الأمر الآن هينا بمجرد الضغط على زر الاتصال ،وفي غضون دقائق معدودة يكون المرء قد أنهى مهمته على أكمل وجه ، ويربح الجهد والوقت في نفس الوقت ن بتكلفة غالبا ما تكون زهيدة مقارنة بالخدمة المقدمة ، ولا ننسى أن نذكر بان هذا الجهاز له فضائل جمة في تقصي أخبار الأهل والأصدقاء وكل من تربطنا بهم علاقة ود ، وبلا شك فهذا يعتبر تطورا مهولا وكبيرا قام به الإنسان المعاصر، وخلق وإبداع ما لم يكن في حسبان السابقين أو حتى الحلم به . حتى أن هذا الجهاز أصبح مكمن نسج الاسطورات والقصص الغريبة ، يحكي لي صديق أن احدهم استطاع أن يتحكم في أبواب منزله وبعض الأجهزة المنزلية بواسطة هذا الجهاز الذي يكون في الغالب لا يتجاوز حجمه كف اليد . هل تصدقون هذا ؟ شخصيا لازلت في شك . ولازلت أسير في ركب السابقين عندما استنكروا حصول البشر على هذه التكنولوجية .
"إننا نحيا في زمن عجيب " مقولة يرددها كل من ضاقت به السماء وطرحته الأرض على بساطها القاحل .هل يجوز أن ننعت الزمان بالغرابة ؟ أليس الزمان ورقة نكتب عليه نحن إنجازاتنا ؟ أليست الطباع الإنسانية هي التي تتعرض للتغيير باستمرار ؟ شخصيا أجزم بان الطباع الإنسانية هي التي تغيرت وتغيرت حسب نزواته وقدرته على استغلال الطبيعة والإمكانيات المتاحة له ، وحاليا وصل به التغيير إلى حد التجرد من الأخلاق لحساب السيطرة على منافذ تحقق له نزواته . ودعونا نكون أكثر وضوحا ونكشف على جانب خبيث من تطور هذا الإنسان و ستلاحظون أني افرق جيدا بين تطور الإنسان أو بالتحديد ‘ الأخلاق‘ وبين التطور التكنولوجي .

أكون سعيدا عندما أسمع وارى مجموعة من الأطفال يسيرون في زقاق حارتي ويتبادلون الحديث عن أخر ما أنتجته شركات " الموبايلات " لكن لا يروقني الأمر عندما يضغط هؤلاء الصغار على عائلاتهم بشتى الوسائل من اجل اقتناء هذه الموبايلات ويصطحبونها إلى حصص دراستهم ويتشدقون بها فيما بينهم ويشوشون بها على زملائهم ويثيرون غضب الأساتذة والمعلمين ، ويتشاحن الطرفين ليتحول الأمر إلى عراك بالأيدي ، هل هذه هي الأخلاق التي سنربي عليها أجيالا تحمي الأمة من أي خطر ؟ ما فائدة الهاتف النقال عندما يكون مصدر هذه المشاكل ؟ ثم دعوني ااخذ رأيكم في قضية مهمة وهي : عندما يجتمع ثلة من الشباب أمام قنوات اللحم الأبيض يتابعون أخر" الكليبات" الهابطة التي تدغدغ مشاعرهم ويتسابقون للتعليق بالرسائل القصيرة على " مقبلات الووا " بألفاظ مستفزة للمشاعر ومنافية للأخلاق، وما يقلقني أكثر عندما يكون هذا الشاب أو الشابة يخسر عشرات الدولارات يوميا في سبيل هذه الرسائل القصيرة ويفرغ جيوب عائلته في سبيل الإنفاق على هاتفه النقال . وليكن في علم الجميع بان هذه القنوات الموجهة بالأساس إلى الشباب وتتوخى الكسب السريع وتضع أشرطة متحركة للرسائل القصيرة من اجل ذالك ، أصبحت اليوم تتكاثر كما يتكاثر الأرانب كما قال احدهم وأصبح الانحطاط في المجتمع مهول بسبب انتشار عادات كهذه .والغرب الذي كنا نلومه على الفساد والفسوق أصبحنا نسبقه في هذا المجال بمسافة كالتي بين الأرض والسماء .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. يحي بنضيف
    27/12/2006 at 22:32

    لسم الله.وبعد.الاخ عبد المجيد.ان ما تسميه في مقالك تشدد هو التزام بشرع الله تعالى الدي يهدف الى تماسك المجتمع واحتفاظه على طهره وهويته المتميزة عن غيره من المجتمعات الاباحية والتي تظهر بعض بوادرها عندنا بدعوى الحرية و الانفتاح على الاخر وبدعوى التحرر يسود الفسق نهارا جهارا و لا من رادع . وها انت ايها الاخ الكريم تشكو من سوء استعمال الهاتف النقال الدي يعتبر و احدا من منجزات العصر التكنولوجي. ليس العيب في منجزات العصر و المسلمون عامة ليسوا ضد استخدام العلم و منجزاته فيما يفيد الناس ولكن هم ضد من يروج للحداثة وغيرها من المفاهيم من اجل ابعاد المسلمين عن دينهم الدي يعتقدون بان فيه الحل و فيه السلامة في الدنبا و في الاخرة ويخطط لكي تصبح بلاد المسلمين سوقا لخردة الغرب. ان المتشدد الحقيقي هو الدي يؤمن بالمنهج التغريبي ويفرضه فرضا على غيره سواء بالقول او بالفعل. اما الفكر الوهابي وغيره من المداهب فله ناسه و اهله و لهم عدرهم وحججهم و دلائلهم ولاداعي للمز و الهمز ولنا في قوله صلى الله عليه و سلم خير معين في تعامله مع المخالفين والمعارضين فلنقرا سيرة الحبيب ولنعلمها لابنائنا و حفدتنا. والسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته./.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *