Home»Régional»الحداثة وأزمة القبول .

الحداثة وأزمة القبول .

0
Shares
PinterestGoogle+

*بقلم /أمياي عبد المجيد

بداية يجب أن نؤكد بان مفهوم الحداثة قد أعطيت له من حيز النقاش أكثر مما يستحق وان كانت قضية الحداثة هي قضية عمومية تشغل بال كل المواكبين لها عبر العالم إلا أن في العالم العربي وكما جرت العادة غول واعتراه خسوف في الفهم أيضا .
إن الزعم بإجهاض أو عرقلة الحداثة لإحياء الموروث الأصلي على النهج العقلاني لدينا ، أمر يكاد يكون كلاما فارغا، وموقع شبهات، هذه الشبهات تتكون لدى الحداثيون أساسا من نوايا المعارضين لمشروع الحداثة ، وغايتهم سواء ، أكانت غاية عدوانية لكل ما يقال عنه دخيل . أم أن هؤلاء لا يستطيعون التحرر من أنقاض التقليد ؟ وفي كلتا الحالتين يكون تكون الفكرة مرفوضة من طرف هؤلاء ، ودائما كنت أأكد لأصدقائي الذين ناقشتهم في هذا الصدد أن الحداثة هي المشروع الإنساني الذي سمح باستحضار التجارب الملزمة للتحديث ، وأضفيت الجدية في التغيير على كل ما تبنته الحداثة ، كما برهنت المتعاقبات المتغيرة باستمرار لأنماط التفكير، والقيادة على إفراز نخبة لها قابلية على السير بهذا الصرح العربي إلى بر الأمان، ومواكبة الأمم الأخرى ، وإذا كان المجتمع العربي لا يزال في مفترق طرق بين المشروع الذي يجب أن يتبناه ،والياته الضرورية ، فان الحداثة لم تنل الحظ الكافي من الدراسة والشرح ألمفاهيمي لدى العموم ، والتظليل أحيانا من ذوي الأطماع الشخصية والانغماسات التقليدية من بعض المثقفين . وليس من محبذات العقل أن نتكاسل ونخلق أساطير تاريخية تلزمنا اجتناب نبش الموروث والتقليد بدعوى ربما تصل بالبعض حد التقديس وإنما الصواب في اعتقادي في هذا الجانب هو تنمية الحس النقدي واسترجاع هذا التقليد على أسس منطقية وذات تراتبية عالية قابلة للمناقشة والتحديث ولا تكليسها وإجهاضها روتينيا وتقاعسا .
وليس من الصواب أيضا أن نسلم بفكرة الاختراق الخارجي وندجج أبنائنا بسلاح الممانعة،ن والمقاطعة حتى نتحول إلى كتلة يشار إليها بالإبهام على أننا مصدر الانغلاق، والانحصار الذاتي ، والمحبذ في هذا الجانب أو المشكلة التي يجب معالجتها في هذا النحو هي .. كيفية جعل مجتمعنا يؤمن بالاختلاف وبمشاريع الأخر الذي ابتكر أشياء تنقصه ( المجتمع العربي ) وبالتالي عليه أن يستفيد منها قدر المستطاع ولا عيب في ذلك مادامت لدينا نية في تحقيق الأفضل ،ولدينا أيضا قابلية كبيرة في الحوار العالمي الذي أصبح يطلق عليه حوار الحضارات . فمجرد القبول بضرورة حوار موسع بين الحضارات الإنسانية يحتم علينا القبول بأطروحة الجانب الأخر، كما يفوض لنا حق القبول والرفض .. وباعتبار الحداثة نتاج إنساني كوني تصب أولويتها في خدمة الإنسان، وحرياته الفردية وصيانة حقوقه ، فهذا المشروع يكون حينها اقرب إلى القبول وليس التسليم الكامل حتى نحتفظ بحق النقد في حالة وجدنا ثغرات تعتريه وهذا مشروع للتخلص التدريجي من الديكتاتوريات أيضا .
وفي السياق السابق الذي يفرض مشروعيته وأحقيته في حفاظ الحقوق الفردية لا يمكننا أن نفرض على هذا الفرد أو ذاك أن يكون رهين سياسة معينة وذوق معين ، ولا إيقاعا حياتيا معينا ، وإن كانت الحداثة السياسية كما يحب الكثير تسميتها هي اقرب إلى إثبات وجودها أو هي على الأقل الأقرب إلى التحقيق ،بدليل وجود هيئات ونظم سياسية تدعم هذا المشروع وتملك سلاح الضغط . فان جوانب الإبداع الأدبي بالخصوص ، والشعري بخاصة لا يزال يرزح تحت أنقاض الماضي ورهين التشدد الأحادي الذي يفرض نمطا إبداعيا معينا ، بدعوى الحفاظ على شكل القصيدة المتوارثة وبالتالي فهذا حتما يولد ملل لدى المتلقي وإحساسا بعدم مواكبته للتغيرات التي تحدث أو انقطاعا بالعالم الحديث . وللذين يعرقلون مشاريع الحداثة الإبداعية نقول : بان أسئلة الكتابة التي تطرح باستمرار قادرة على انتزاع اعتراف منكم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. عبد المجيد
    27/12/2006 at 17:01

    جميل أن نرى مثل هذه المواضيع الفكرية واسمح ليث أخي ان ألتقط من مقالتك بعض المفاهيم لأعقب عليها أولا قولك ان الحداثة منتوج انساني أمر لا يسلم باعتبار ان مفهوم الحداثة ظهر في سياق تاريخي وجغرافي معينين أما الجغرافيا فلا يخفا أنها أوربا وأما التاريخي فهو زمن الصراع بين الكنيسة و العلماء ولنا عودة لمناقشة الموضوع بتفصيل

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *