كتاب في معرض ـ الرجال من المريخ والنساء من الزهرة
كعادتها في كل رمضان، قامت جمعية النبراس للثقافة بتنظيم معرض للكتاب سيمتد من فاتح رمضان إلى غاية التاسع عشر منه.
وهو معرض حوى الكثير من الكتب المهمة والجديرة بالاقتناء والقراءة، منها الكتاب الشهير » الرجال من المريخ والنساء من الزهرة » لجون غراي. وهو كتاب يسعى لخلق تيار مجتمعي يهدف الحد من الطلاق بتعزيز قوة التعرف على المميزات التي يمتاز بها كل جنس دون الآخر، وهي نتيجة فطرة وطبيعة لأنه آدم ولأنها حواء. لا لأنه هشام وهي مريم.
فاللقاءات الأولى بين الرجل والمرأة تختلف اختلافا كبيرا عما سيأتي بعدها، لكون العلاقة لا تزال جديدة ولا زال كل واحد يحب أن يكسب الآخر وبذلك سيكون كل واحد على استعداد لقبول كل الأخطاء وسيتجاوز عن أشياء كثيرة هي في قناعاته الرسمية غير مقبولة إطلاقا مما يجعل الحياة الزوجية عبارة عن قنابل موقوتة قد تنفجر في أي وقت.
لتفادي هذه القنابل مطلوب من كل طرف أن يتعرف الخصائص والمميزات الطبيعية لدى الطر ف الآخر .
ولنضرب مثالا على ذلك، إن الرجل يجلس في المقهى لساعات مع رفاقه يتنادم معهم الحديث ويتبادل الضحكات والنكت ويناقش تقارير الأمم المتحدة في العراق، ويناقش قرصنة درب غلف…وسيكون سعيدا وهو يعرض عليهم ما قرأه في عمود رشيد نيني..يا لسعادة هذا الرجل..ويا لتعاسة تلك المرأة التي تتجرع مرارة الوحدة في بيتها تنتظره ليعود حتى تقرأ عليه تقرير اليوم وماذا فعلت وأنجزت..وعندما يعود الرجل إلى بيته أول شيء يقوم به هو قوله لزوجته: لقد تعبت اليوم دعيني أنام. وهكذا ينام الرجل ويترك المرأة لم تلب حاجات طبيعية وحقا عاديا في الكلام خصوصا وأن حواء تتكلم في اليوم الواحد أكثر من 4000كلمة ..حتما ستكتم في داخلها هذا القمع وهذا الحرمان وستتسلل العصبية والتوتر في مشاعرها والجفاء كلما تكررت المسألة وشعرت بهذا التهميش..وستبدأ رزمة من ردود الأفعال تجاه مجموعة قضايا تافهة في البيت. فيتساءل الرجل مندهشا مستنكرا: ما لهذه المرأة الناشز..لقد مللت هذه الحياة وهذه المعيشة؟ أنا أعاني في بيتي الويلات من جراء سلوكات هذه المرأة.
وهكذا يحمل زوجته المسكينة كل مشاكل الحياة وأنها عبارة عن حجرة عثرة في سعادة الأسرة. وهو الآخر مسكين لأنه لا يعلم شيئا عن خصوصيات المرأة واحتياجاتها وخصائصها الطبيعية..كما لا يعلم أنه هو بالكثير من تصرفاته من تسبب في هذا الجفاء وهذه التعاسة…
هذه واحدة مما يقدمه جون غراي في كتابه الشيق عن خصوصيات المرأة وخصوصيات الرجل..
لا داعي لضرب أمثلة أخرى كي نصور فيها حواء عندما لا تعرف خصوصيات آدم..وآدم عندما لا يعرف خصوصيات حواء ..ويكفينا أن نعرف أن كل جنس إلا ويريد أن يكون الجنس الآخر شبهه، يريد ما يريد و يشعر كما يشعر. فالرجال يتوقعون خطأ أن تفكر النساء وتتواصل وتستجيب بالأسلوب الذي يتبعه الرجال، والنساء يتوقعن أن يشعر الرجال ويتواصلون ويستجيبون بالأسلوب الذي تتبعه النساء.
لكن نسينا، كما يقول جون غراي،: أنه يفترض أن يكون الرجال والنساء مختلفين، ونتيجة لذلك تكون علاقاتنا مليئة باحتكاكات وصراعات غير ضرورية. ومن الواضح أن إدراك واحترام هذه الاختلافات يؤدي إلى تناقض الارتباك حين تتعامل مع الجنس الآخر بدرجة مذهلة. وحينما تتذكر أن الرجال من المريخ وأن النساء من الزهرة فكل شيء يمكن فهمه.
وهكذا، على مدى 188 صفحة ومن خلال ثلاثة عشرة فصلا، يجعلنا جون غراي نعيش حلاوة التعرف على الجنس الآخر فنتشوق للمزيد من معرفته حتى نحسن التواصل والتعامل معه كي نعاشره من موقع أننا نعرفه ونعرف كل شيء عن طبيعته وطبيعة حاجياته المختلفة وأنماط سلوكه المتفردة.
Aucun commentaire