متشردون ينطفؤون بشوارع مدن الجهة الشرقية
يعيشون
ظروفا قاسية ويعانون من مختلف الأمراض
في صمت،
متشردون
ينطفؤون بشوارع مدن الجهة الشرقية
عبدالقادر
كتــرة
لا أحد
يعلم ما يكابده هؤلاء المتشردون من أطفال
ورجال وكهول وحتى نساء طلية اليوم بنهاره
وليله، على أرصفة الشوارع والطرقات، وأركان
الأسواق والساحات، والمقابر وخرب البنايات،
وفوق المزابل والمراحيض المكشوفة تحت الحرّ
وأيام القرّ…هؤلاء المتسكعون الذين لفظهم
المجتمع وصنفوا في خانة « المنبوذون »،
يعانون من الجوع والعري والأمراض والأوساخ
والقاذورات حتى أصبحت أجسادهم تفوح روائح
كريهة تزكم الأنوف وتثير القيئ وتبعد المارة
بل تُرعبهم دون أن تبعث في قلوبهم الشفقة
والرحمة، ويتجنبون لمس أيديهم الممدودة
استجداء قبل نهرهم لإبعادهم…
يعيشون
على هامش الهامش، ويتعاطون لجميع السموم
من « ديليون وديسولسيون » وكحول الحريق
ومواد مخدرة قاتلة لا يمكن للمرء أن يعلمها،
يصابون بأمراض تنخر أجهزة الجسد وأعضاءه
بدءا بالجهاز العصبي مرورا بالرئتين والقلب
وانتهاء بالجهاز الهضمي، »وضعية قاسية
تتسب في مختلف الأمراض المزمنة وغير المزمنة
إن كتب لهؤلاء طول العمر كأمراض الجهاز
التنفسي وأمراض المفاصل بسبب البرد، دون
الحديث عن الأمراض العلقية والنفسية وعن
تدمير الجهاز العصبي بالنسبة لبعض هؤلاء
بسبب التعاطي لتلك السموم… » يوضح عبدالمجيد
كمي أحد الأطباء الاخصائين في الأمراض
العقلية والنفسية والإدمان على المخدرات.
عثر صباح
يوم الاثنين 12 يوليوز الجاري بساحة الناظور
على جثة متشرد في الأربعينيات من عمره،
اتخذ قيد حايته المكان للمبيت مع العلم
أنه كان يعاني أمراض. وسبق لمصالح الدرك
الملكي التابعة لسرية دار الكبداني أن
عثرت يوم الخميس 08 أبريل الماضي، على جثة
أحد المتشردين تحت قنطرة بالطريق الرابط
بين جماعة دار الكبدني وجماعة ابن الطيب
بتراب جماعة وردانة بإقليم الدريوش في
ظروف غامضة. وانتشلت عناصر الوقاية المدينة
جثة شخص في الرابع والخمسين من عمره،مساء
يوم الأربعاء 21 أبريل الماضي، من بئر لمحلّ
غسل وتشحيم السيارات في مدينة وجدة، كان
معروفا بإدمانه على الخمر… كما أن هناك
بعض المتشردين ضحايا جرائم قتل بعد اشتعلال
فتيل الصراعات المجانية بينهم لأتفه الأشياء
داخل بيوت خربة أو ضيعات خالية ، كجريمة
قتل شهدتها بحديقة لالة عائشة، صباح يوم
الإثنين 12 أبريل الماضي، بعد العثور على
جثة شخص في السادسة والعشرين من عمره لقي
حتفه متأثرا بجراحه جراء تعرضه لطعنات
بسكين على مستوى الخصر والحوض والفخذ
والجهاز التناسلي.
ينتصب
هؤلاء المهمشين المشردين أمام المطاعم
الشعبية ينتظرون أن تجود عليهم بطن متخمة
بما عافته من طعام بعد التخمة، بل منهم
من يتزاحم معه بعض الحيوانات الضالة من
قطط وكلاب يتسابقون على الغوص في قمامات
الأزبال للظفر ببعض ما يمكن أن يسكن آلام
الجوع، فتارة يطرد الكلب القطط، وأخرى
ينهر المتشرد الكلب، وفي بعض الأحيان قد
ينسحب أمام القطيع…
لقد بلغ
عدد الأشخاص الموقوفين من أجل التشرد
من طرف المصالح الأمنية الولائية بمدينة
وجدة خلال السنة الماضية 135 شخصا منهم 46
شخصا بالغا من بينهم 16 امرأة ، و89 قاصرا
من بينهم 12 فتاة، وهي أرقام لا تعني شيئا
أمام واقع مألوف ومفروض…
لقد بلغ
عدد الأشخاص الذين يعيشون أقصى حالات التهميش
5509 في مدينة وجدة. وهي أرقام رسمية كانت
نتائج عملية إحصاء قامت بها مصالح العمالة
قصد إيجاد حلول في إطار المبادرة الوطنية
للتنمية البشرية للتخفيف من معاناة هذه
الفئـات التي تعاني التهميـش والتكفل
بالأشخاص في وضعية صعبة. همت عملية الإحصاء
أطفال الشوارع والأطفال المتخلى عنهم
والنساء في وضعية صعبة والأشخاص المسنين
والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمعتوهين.
ورغم أن أرقام هذه الإحصائيات المنجزة
سنة 2005 لا تمثل الأعداد الحقيقية والهائلة
للفئات المقصية والمهمشة بحكم الواقع المعاش
إلا أنه اعتراف بواقع مُرٍّ وحياة غير كريمة
وهي عينة لفئات عريضة من شرائح المجتمع
بعمالة وجدة، قد تفوق ال10 آلاف في مدينة
كبيرة ومكتظة بالسكان كمدينة وجدة فوق
عددها النصف مليون نسمة، كما قد يتجاوز
العدد ال20 ألف بمختلف مدن الجهة الشرقية
التي يتجاوز عدد سكانها المليوني نسمة…
ومن غرائب
الواقع المؤلم أنه رغم بناء بعض من المؤسسات
الاجتماعية الخاصة بهؤلاء الأشخاص الذين
يعيشون أقصى حالات التهميش في إطار المبادرة
الوطنية للتنمية البشرية واحتضان عدد من
هؤلاء إلا أن هذا الواقع المؤلم يشير إلى
استفحال هذه الظواهر وتكاثرها وتناسلها
وتتجسد في انتشار هؤلاء المستكعين والمتشردين
ببأعداد كبيرة بمختلف أنحاء مدن الجهة
الشرقية الكبرى بل يتخذون من أرصفة الشوارع
الرئيسية أسرة إسمنتية لهم، ويمنحون صورا
قاتمة للتخلف والظلم والتهميش والإهمال،
ويؤثثون مشاهد المدينة حيث أصبحت مألوفة
لدى المواطن والزائر والسائح….
1 Comment
شكرا للسيد عبد القادر على مقاله ،لكن يبقى السؤال الجوهري هو :هل هذه المؤسسات تقوم بالدور الذي أنشئت من أجله.الجواب هو لا .لا. لا.
قوموا بزيارات ميدانية مفاجئة وسترون الفرق بين التقارير التي تقدمها هذه المؤسسات والواقع.
جل المؤسسات فارغة و لا من رقيب.
كيف يعقل أن يكون عندنا هذا العدد من المؤسسات والمدينة مليئة بالمتشردين والمتسولين والعجزة و…و…
أتمنى أن تتدخل أعلى سلطة في المدينة للتخفيف من هذه المظاهر التي لا تشرف مدينتنا ، فلا يكفي تنظيف الشوارع او تبليطها وتزفيتها والاكثار من الفضاءات التي ستصبح غدا مأوى لهذه الأصناف التي ذكرنا آنفا.وهو أيضا لا يشرف مدينتنا هذه البوابة الحدودية .