الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بوجدة: بين العشوائية في التسيير و الارتجال في التدبير
انسجـــــــاما مع مقتضيات و توصيات الميثاق الوطني للتربية و التكوين باقرار اللامركزية و اللاتمركز في تسيير و تدبير شؤون قطـــــــــــــاع التربية و التكوين، أحدثت الأكاديميات الجهوية و ذلك بهدف تطبيق السياسة التعليمية الوطنية مع منح و نقل اختصاصات مهمة على مستوى الجهة كاعداد المخططـــــــــــــات التنموية في مجال التمدرس طبقا للتوجهات و الأهداف الوطنية، و وضع الخرائط التربوية التوقعية على مستوى الجهة بتنسيق مــــــع كافة الشركاء مع مراعاة الخصوصيات و المعطيات الاجتماعية و الاقتصادية و الثقــــــافية الجهوية،و كذلك الاشراف على البحث التربوي و على الامتحانات و الحركات الانتقـــــــالية و الادارية، و اعداد سياسة للتكوين المستمر لفائدة الموظفين و وضعها موضع التنفيذ …. و على العموم تضطلع الأكاديميات بدور ريادي في تقديم الخدمات في كل مجــــالات التربية و التكوين.
الا أن ما يلاحظ داخل دهاليز أكــــــاديمية الجهة الشرقية بوجدة، هو الغياب الكامل لمفهوم الجهوية الذي غلب عليه طابع الارتجـــال في التسيير و العشوائية في التدبير نتيجة لتخلف هذه المؤسسة عن متابعة المستجدات الحاصلة على المستوى الوطني و حتى على مستوى نيابات التعليم التي تقع تحت نفوذها.و في هذا الاطــــــار، فقد أعلنت الأكاديمة فشلها عندما عجزت حتى عن حل أبسط المشاكل التي تتخبط فيها المؤسســـــات التعليمية، و اقليم فجيج خير دليل على ذلك، فما تعيشه جماعات بني كيل و عبو لكحل و بومريم و تـــــــــــــالسينت و بوشاون و معتركة من خصاص في الأطر التربوية و بنيات تحتية مهترئة و نقص حــــاد في التجهيزات الأساسية جعل جل المؤسسات التي تنتمي الى هاته الجمــــــــاعات لا تعرف دخولا مدرسيا حقيقيا الى حد الآن.أما حديث الأكــــــــــــــاديمة عن انطلاق عملية التدريس بالاعدادية الجديدة بجماعة بومريم و الذي كــان مقررا برسم هذه السنة فقد أصبح في خبر كان،هذا في الوقت الذي عين فيه طـــــــــاقم اداري و تربوي بهذه المؤسسة التي لم تعرف طريقا الى الوجود، ليحول هذا الطـــاقم و معه ما يناهز 200 تلميذا الى مؤسسة أخرى تبعد حوالي 45 كلم، و نتيجة لذلك، عرفت داخلية المؤسسة المستضيفة اكتضـــاضا خانقا، فبعد أن كانت طاقتها الاستيعابية 120 تلميذا، أصبحت بفضل التخطيط العشوائي 320 تلميذا.هذا دون أن نغفل الارتبــــــــاك الذي أحدثه هذا التحويل في البنية التربوية للمؤسسة المستقبلة و الذي تطلب تعديلهــــــــــا أكثر من 15 يوما، الشيء الذي نتج عنه أقسام بأعداد مرتفعة، و ايقاعات زمنية مخلخلة و جـــداول حصص مبعثرة.الا أن الغريب في الأمر، هو ما أقدمت عليه هذه الأكاديمية من تحويل ل 16 تلميذا منتصف أكتوبر من م/مدارس الساقية الحمراء الى م/مدارس مولاي علي بن عمر و التي لا يفصل بينهما سوى وادي تالسينت ارضــــــاء لمن أرادت ارضاءه دون مراعاة مصلحة التلاميذ خاصة و أن هذا الوادي يعرف فيضانــات متكررة في فصل الشتاء.
و ان أردنا التحدث عن دور أكاديمية وجدة في تنمية و تطوير التربية البدنية و الرياضــة المدرسية ،فنستحضر هنا ما عــــــانته الفرق المدرسية لاقليم فجيج التي انتقلت الى مدينة وجدة للمشاركة في الألعاب الجمــــاعية المدرسية،فقد فوجئ مسؤولو الفرق عند وصولهم الى ثـــــــــانوية المغرب العربي بوجدة قصد المبيت هناك(حسب فاكس الأكاديمية الى نيابة فجيج)، بعدم توصل مقتصد الثــــــــــــانوية بأي اشعار من طرف الأكاديمية في هذا الشأن،
و عطفا و كرما منه، فقد تكفل بايواء أحد الفرق الثلاثة، و أي أيـــواء نتحدث عنه، فداخلية ثانوية المغرب العربي التي برمجتها الأكاديمية لاحتضان هاته الفرق ممتلئة عن آخرهــــا،
و لا يوجد مكان سوى افتراش الأرض و التحاف السماء،الشيء الذي حدا بمسؤولي الفرق الى تسجيل احتجاجهم لدى الجهات الرسمية و الأمنية التي تكفلت بالمناسبة بالتوسط لــدى أرباب الفنادق بأقل الأثمان.
أما اذا أردنا التحدث عن ممارسة أكاديمية وجدة لاختصاصاتها في مجـــــال تدبير الموارد البشرية،فيكفي أن نذكر بعدد الأساتذة الفائضين بنيــــــــابة وجدة(أزيد من 150) في الوقت الذي توجد بالجهة مناطق في أمس الحاجة الى العنصر البشري.و هنا نتســـــاءل ما جدوى اصدار المذكرة رقم 97 المتعلقة بتحديد الفـــــــــــــائض ان لم تفعل؟هذا ان كنا نتحدث عن أكاديمية تتابع المستجدات و التطورات المحلية و الافليمية و الجهوية و الوطنية، فما حدث من خروقات شابت نتـــــائج الحركة الجهوية الادارية برسم موسم 2006/2007 يوحي لنا بأن أكـــــاديمية الجهة الشرقية توجد خارج التغطية الادارية و التربوية الوطنية.فقد نظمت الأكاديمة بتـــــــــــاريخ 08-07-2006 حركة ادارية جهوية و اعتمدت في ذلك على القرار الوزاري 764-04 بتاريخ 20 أبريل 2004.و بالفعل تم تعيين أحد الحراس العامين بثانوية بدر التأهيلية بتــــالسينت بتاريخ 05-09-2006.ومارس مهامه لمدة شهرين تقريبا ليفاجأ بقرار يلغي تعيينه بتـــــــــــــاريخ 30-10-2006 بدعوى أن القرار الوزاري قد تم تتميمه و تعديله، و بالرجوع الى تـــــــــاريخ التعديل و التتميم نجد أنه تم في 7 مارس 2005 و لم تتوصل به الأكـــــــــاديمية الا في 13-10-2006 أي بعد مرور سنة و 9 أشهر و بعد تنظيم الأكـــاديمية لحركتين اداريتين(2005/2006) و (2006/2007) بقرار أصبح لاغيا و غير معمول به.
و هنا لا بد من التساؤل و المساءلة:هل كانت أكاديمية وجدة ترقد في سبات عميق؟و لماذا الغـاء مناصب بعينها و الاحتفاظ بأخرى؟ و لن نستغرب بعد كل هاته الأخطاء التي ارتكبتها الأكــــــــــاديمية أن تقدم على خطا آخر و ليس أخير،فما معنى أن يتم الغاء المنصب بتاريخ 30-10-2006 و يمنح لمستفيد آخر بأسبوع قبل ذلك أي بتاريخ 23-10-2006؟؟؟الشيء الذي يمنحنا حارسين عامين بمنصب مالي وحيد لمدة أسبوع.
Aucun commentaire
اخوتي اسمحوا لي بالتدخل في الشق الذي يتعلق بالخروقات التي شابت نتائج الحركة الجهوية موسم 2006/2007.فبالفعل فقد مارست الأكاديمية مجموعة من السلوكات الغير قانونية و التي أفضت الى حرمان أحد الأساتذة من هذا المنصب بعد أن عين به، و في حوار مسؤول مع السيد مدير الأكاديمية اعترف هذا الأخير بمجموع الأخطاء التي ارتكبها في تنظيم هذه الحركة خاصة فيما يتعلق بالقرار الوزاري 764.04 الصادر بتاريخ 20 أبريل 2004 بدعوى أن الأكاديمية لم تتوصل بهذا القرار المعدل و المتمم.الا أن ما يلاحظ هو تحميل الأكاديمية مسؤولية خطئها الى الأستاذ في الوقت الذي كان يجب عليها تحمل أخطائها لوحدها.و هنا أود أن أأكد أنه كان يجب على الأكاديمية أن تخرج بقرار شجاع بمراجعة كافة النتائج عبر اصدار مذكرة استدراكية و الغاء جميع المناصب قصد وضعها للتباري من جديد.أما و أن تقوم الأكاديمية بمراجعة بعض النتائج فقط و الغائها كما حصل بنيابة الناظور مع مديرين(أشير هنا أنه تم الاحتفاظ بهذين المديرين) فهذا يكرس سياسة الترقيع التي أصبحت تشتغل بها أكاديميتنا بالجهة الشرقية كما تقول القاعدة القانونية « لا تنتفي النتيجة الا بانتفاء الأسباب المؤدية لها. و المذكرة التي على اثرها استفاد هذا الأستاذ ما زالت قائمة بحد ذاتها و لم يتم الغاؤها.
قد وعد السيد الوزير بتقويم عمل الاكاديميات قبل نهاية غشت 2006 لاستدراك الهفوات و ما اكثرها. وأنا أقرأ المقال لا أفرق بين اكاديمية الجهة الشرقية و الاكاديمية التي انتمي إليها فجميع الخروقات موحدة و ربما في جل الاكاديميات حتى لا اقول كلها.فعوض أن نقترب من مشاكل التلميذ و ظروف الممارسة التربوية ذاخل الاقسام انشغلنا بالتعيينات و التكليفات المشبوهة ……………. و ما زالت التكليفات تنجز يوميا في شكل برصة تحدد كوطا لبعض النقابات حتى تتمكن الادارة من تمرير مخططها و اصبح من حق الجميع ان يتكلف كما يشاء و السلاح هو ضم الاقسام و لاحرج ان يعمل استاذ بخمس او ست مستويات و رغم وجود فائض في الموارد البشرية.اما عن صرف الميزانية فذلك موضوع آخر لم تخضع بعض الاكاديميات لأي إفتحاص و لامراقبة و ما وقع باكاديمية الجديدة يبرهن ان الفساد مستشري في المنظومة التربوية.والاصلاح التربوي في ضل هذه الممارسات اصبح في كف عفريت و لا اتصور انه ستتاح فرصة أخرى للاصلاح اذا فشلنا في تطبيق الميتاق.و الوزارة تتحمل مسؤولية تاريخية جسيمة اذا لم تتحرك بسرعة للتحكم في الوضع فربما هناك لوبي يعمل في الخفاء و يشده الحنين الى المركزية و الاسترزاق على حساب ابناء الشعب.