حركة ليلية لا تعرف التوقف بمستعجلات المستشفى الإقليمي الدراق ببركان التي تعيش في كثير من الأحيان على إيقاع ليالي حالكة من جراء تدفق أعداد من المواطنين القادمين من    مختلف أحياء مدينة بركان والمدن والقرى المجاورة . سباق مستمر بين سيارات اسعاف خاصة وأخرى تابعة للوقاية المدنية ووسائل نقل متنوعة ومنها حتى الدراجات النارية والعادية من أجل معانقة مستعجلات توزعهم على الغرف المتوفرة وقاعة الإنتظار وسط الأنين والتوجعات حتى يأتي الدور أو حق الأسبقية للحالات الحرجة .

احتجاج من هنا أو هناك وصراخ ينتهي في بعض الأحيان ملاسنات بين والمرضى و مرافقيهم وطبيب مداوم واحد  يساعده ممرض واحد لتبدأ المحنة المشتركة التي يتقاسمها طاقم طبي غير كاف وجيوش من المرض التي تطالب بحقها في التطبيب والعلاج . هذا وفي الوقت الذي كان فيه المستشفى المذكور دعمه بشريا من أجل التخفيف من الخصاص المهول تم نقل حوالي سبعة ممرضين خلال السنة الجارية فيما غادر أربعة أطباء اثنان منهم كانا يعملان بالمستعجلات . » إلا الوزارة ما قادراش توفرنا حتى لي يعالجنا إسدوا هاد المستعجلات وخليونا ندبروا على راسنا . » قال مريض وهو يضع يده على بطنه من كثرة الأوجاع ثم استطرد قائلا :  » واش طبيب واحد آش غادي يدير مع كل هاد المرضى . » .

وكانت أطراف حزبية وجمعوية قد احتجت مفيدة لجريدة الأحداث المغربية بأن الخصاص البشري بمستعجلات المستشفى الإقليمي الدراق ببركان يساهم في تردي الخدمات الصحية بالإقليم وفي تذمر واستياء الوافدين عليه من المرضى الذين لا يجدون الرعاية الكافية بتواجد طبيب وممرض لا يلبيان كل الحاجيات لهذا وجب في نظرها تحرك عاجل من وزارة الصحة لكي تسد الخصاص بإرسال عدد من الممرضين والأطباء . من جانبها أفادت وزيرة الصحة لجريدة الأحداث الأحداث المغربية خلال زيارتها الأخيرة لمستشفى الدراق ببركان بأن مشكل  الخصاص وطني والمجهودات تبذل من أجل احتوائه رغم رفض التحاق أعداد من الأطباء بأماكن عملهم . معاناة يومية تثقل كاهل المستعجلات والمرضى على حد سواء وترقب من أجل التفاتة وزارية لكي تنقد ما تبقى من بقايا مستعجلات انهارت أمام تدفق المرضى وطاقم طبي متكون في الغالب من طبيب وممرض لا يستطيعان إكمال رحلة شاقة ومتعبة بين مد المواطنين وجزر الخصاص البشري