Home»Régional»ثقافة الكلاب بين المنفعة والتسلية والسطو والاعتداء

ثقافة الكلاب بين المنفعة والتسلية والسطو والاعتداء

0
Shares
PinterestGoogle+

من نعم الله عز وجل على البشر نعمة التسخير ؛ وهي من أعظم النعم إذ سخر الخالق المستحق للحمد والثناء ما في الوجود من مخلوقات جامدة وحية للإنسان؛ ومن بين المخلوقات المسخرة الحيوان وهو صنفان : أليف يألف الإنسان ويألفه الإنسان ؛ ومتوحش ينفر من الإنسان وينفر منه الإنسان . والحيوان باعتبار منفعته بالنسبة للإنسان صنفان أيضا : صنف يدخل ضمن التغذية البشرية ؛ وصنف يدخل ضمن خدمة الإنسان بما في ذلك الزينة والتسلية.
والكلب مخلوق له علاقة تاريخية بالإنسان إذ تكشف النقوش الأثرية على هذه العلاقة حيث يقف في بعضها هذا الحيوان إلى جانب الإنسان في مغامرات الصيد. وللكلب في مختلف الأساطير و الديانات حضور يختلف باختلاف المعتقدات فالبعض يقدسه والبعض يتخذه طعاما والبعض يتسلى به والبعض ينتفع به …..وفي الدين الإسلامي نجد ذكرا لهذا الحيوان الأليف في سورة الكهف حيث شارك الفتية الرقود نومهم العميق معبرا عن علاقة هذا النوع من الحيوان الحميمة مع الإنسان في السراء والضراء.
وقد أوصى الإسلام بنوعين من الكلاب : كلب الصيد وكلب الرعي ؛ وما دونهما لا تؤمن ألفته ولولا أنهم أمة من الأمم لأمرنا بقتلها كما جاء في الأثر ؛ و قد أمرنا بالفعل بقتل نوع معلوم منها لسر يعلمه الله ورسوله عليه السلام.كما رفع الاسلام من شأن كلب الصيد حتى أن ميتته تؤكل ولا تؤكل ميتة غيره.
ولقد دخلت تقليعة اقتناء الكلاب وتربيتها المجتمعات العربية من خلال الاحتكاك بالمجتمعات الغربية إبان احتلالها وأقصد اقتناء يكون لغاية الترف والتسلية لا المنفعة بالنسبة لسكان الحواضر ؛علما بأن الكلاب في البوادي ضرورة من الضرورات لا مندوحة عنها.
وفي ثقافة الحواضر تقتنى أنواع من الكلاب معلومة ؛فهي إما صغيرة الحجم تكسوها أصواف وتتخذ للزينة خاصة عند الجنس اللطيف في مجال التباهي؛ وإما كبيرة الحجم معروفة بضراوتها وشراستها وتستعمل استعمالات مختلفة تمتد من انخراطها في سلك الشرطة إلى الانخراط في سلك العصابات وما بين المنزلتين.
ولقد بدأ اقتناء أنواع قاتلة خلال العقد الأخير في بلاد العالم وبلادنا العربية؛ وهي موجودة في بيوتات المترفين لغرض المباهاة أولا ولأغراض أخرى.
ولعل اللافت للنظر في المدارات الحضرية ظهور الكلاب الضالة وهي من الأنواع غير الأصيلة ؛ وغير المرغوب فيها إلى جانب الكلاب التي تكسب لعراقة أصلها ولنفعها المادي والمعنوي.
وأرباب الكلاب أصناف ؛ وقد يكون لاقتناء الكلاب مبررات ولكن الغريب أن تربى الكلاب عند فئة من المتسكعين ومحترفي الجريمة لممارسة اللصوصية والسطو والاعتداء باستخدامها.
لقد آلمني سماع خبر عملية اعتداء في مدينتي بطلها كلب من نوع الدرواس وهو كلب حراسة كبير الرأس أفطس الأنف درب على اعتراض السابلة والاعتداء عليها ؛ وكان من ضمن ضحاياه شيخ مسن يعمل حارسا ليليا للسيارات وهو شاهد عيان قص علي قصة اعتداء هذا الكلب الشرس عليه وعلى غيره من المارة ؛ وقد نقل الجميع إلى المستشفى للعلاج بما في ذلك الحقن بحقن مضادة لداء الكلب الخطير في حين ظل الكلب طليقا يعيث في الأرض فسادا دون معرفة الجهة التي تستخدمه الاستخدام السيئ والمغرض .
وسمعت بمجموعات من الشباب العاطل في بعض أحياء المدينة يحترفون التحريش بين الكلاب لغرض الكسب السيئ وهو نوع من القمار على شاكلة التحريش بين الديكة في بعض البلدان الأسيوية. ومعلوم أن دين الإسلام يحرم التحريش بين الحيوانات ويعاقب عليه عاجلا وآجلا.
إن ثقافة الكلاب في بلادنا العربية والإسلامية تعرف تناقضا صارخا بين ما نعتقد وما نحن عليه في واقع الحال ؛ وهو ما يحتم على الجهات ذات السلطة أن تتولى تسوية ملف الكلاب سواء تعلق الأمر بالضالة أم المملوكة علما بأن هذه الأخيرة قد تكون مصدر إزعاج للناس في المدن عندما يتواصل نباحها بالليل وقد خلقها الله لليل أصلا فهي تحرس عن طريق النباح المتواصل والذي يحرم الجيرة المجاورة لبيت المكلب النوم والراحة علما بأن علاقة الجوار تقتضي في قوانيننا استشارة الجيران قبل فتح الورشات التي تعتمد الضجيج بفعل ما تستخدم من آلات ؛ ولكنها قوانين معطلة في حال نباح الكلاب. كما يتوجب على السلطات أن تطارد الكلاب الضالة لما تطرحه من خطورة ؛ وتلاحق من يستعمل الكلاب استعمالا سيئا بدءا بالسطو والعدوان وانتهاء بالتحريش. فهل ستصغي الآذان للنصح أم يكون الحال كحال الكلب في كتاب الله عز وجل حيث يقول : (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ) صدق الله العظيم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. عبد العزيز قريش
    13/12/2006 at 00:15

    سلام الله عليك سيدي وأستاذي محمد شكري. فمقالك هذا أحالني على صنف من الكلاب ما هي كلاب لكنها كلاب أكثر شراسة من صنفها واخطر افتراسا. تستوجب الاحتراس والاحتراز والحراسة؛ فساد تربيتها ظهر في سطوها على العباد أجسادا ومالا؛ لا تبقي للمدينة ولا للحي ولا للوطن حرمة ولا كرامة في سبيل عيش رغيد بقيت كلابا. الواجب على المسؤولين وذوي المروءة البحث عنها وإعادة تربيتها بما يتناسب مع وظيفتها التي جلبت من أجلها. والله يبعد هذا البلد الكريم من شر دوابه بما فيهم الكلاب. آمين يا رب العالمين.

  2. محمد شركي
    13/12/2006 at 12:07

    أخي عبد العزيز حياك الله
    أجل هذا تعليق جيد وقد سمعته من أحد الاخوة الفلسطينيين على صفحة دنيا الوطن ؛ وقلت له ان الله تعالى شبه بعض الآدميين بالأنعام وصفهم بأنهم أضل من الأنعام ؛ كما شبه بعض الآدميين بالكلاب اللاهثة ؛ لهذا لا نستغرب وجود بشر بمواصفات الكلاب الضارة لا النافعة
    تحياتي أخي العزيزفأنت دائما رائع بمقالاتك الرائعة العلمية الرصينة الهادفة وتعليقاتك الموفقة والمشجعة دام قلمك شامخا ودمت لنا سليما تشملك رعاية الله عز وجل

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *