Home»Régional»يامعشر العرب والمسلمين لا تركنوا إلى أمريكا فتلحقكم لعنة الذل والهوان

يامعشر العرب والمسلمين لا تركنوا إلى أمريكا فتلحقكم لعنة الذل والهوان

0
Shares
PinterestGoogle+

من غرائب هذا الزمان العجيب بأهله وقيمه أن يصنف العرب والمسلمون تصنيفا أمريكيا غريبا. فإذا ماكان الإسلام دين واحد ؛ والعروبة جنس واحد ؛ فإنهما ليسا كذلك في القاموس البرغماتي الأمريكي ؛ فالعرب والمسلمون بالتصنيف الأمريكي نوعان : عرب ومسلمون أصدقاء ؛ وعرب ومسلمون أعداء ؛ أصدقاء معتدلون ؛ وأعداء متطرفون . نحن بالمقياس الأمريكي بضاعة صالحة؛ وأخرى فاسدة. فينا مشرف ونجاد ؛ ومبارك وبشار ؛ وعباس وهنية ؛ المالكي أو الحكيم وصدام ؛ والسنيورة ونصرالله ….
ثنائيات متناقضة حسب التصنيف الأمريكي ؛ والمصلحة الأمريكية في بقاء هذه الثنائية إلى ما لا نهاية ؛ لأن الا سلام الواحد ؛ والعروبة الواحدة هي نهاية المصالح الأمريكية . فالإسلام الواحد معناه القوة النووية في كل بلاد الإسلام؛ وهو ما يغير معادلة العالم؛ والعروبة الواحدة معناها القوة القادرة على طرد إسرائيل من قلب العالم العربي.
إن الثنائية المفروضة على الصف الإسلامي والعربي بواسطة الطرح الأمريكي إنما هي بلغة القرآن الكريم نزاع بين المسلمين والعرب يترتب عنه فشل وذهاب الريح. ولعل ركون جهات إسلامية وعربية لأمريكا يعني في النهاية نهاية طرفي الثنائية بمصير واحد؛ وهو في الأخير مكسب أمريكي ليس غير.
والغريب ألا نجد ثنائية مثل ثنائيتنا في المنظومة الغربية ؛ فلا نجد بوش وبلير كطرفين الواحد يمثل الاعتدال والآخر يمثل التطرف بل هما معا وجهان لعملة واحدة قيمتها العدوان.
والأمة المسلمة والعربية منقسمة على نفسها من حيث الولاء لطرفي الثنائية الطرف المعتدل والطرف المتطرف وفق التصنيف البرغامتي الأمريكي. الأمة في الشوارع منقسمة تناست عدوها المشترك ومصيرها المشترك؛ وهدفها المشترك اتخذت أهدافا جديدة قوامها الثنائية الملعونة. لقد حز في نفسي كلام أحد الوحدويين الناصريين في برنامج الاتجاه المعاكس الذي تقدمه فضائية الجزيرة القطرية عندما سوى بين إيران وإسرائيل ؛ وفضل الخضوع لأمريكا عوض الوقوع تحت رحمة إيران حسب تعبيره؛ فبوجود مثل هذا الكلام تكون أمريكا قد حققت مبتغاها وفرقت بل وسعت الهوة فغدت سحيقة ؛ واتسع الفتق على الراتق. والغريب أن تتناسل ثنائيات جزئية عن الثنائية الكبرى فتصير لكل طرف فيها أطراف متناحرة ؛ وهي ذات منطلق واحد تجسده الوحدة في الدين عبر الحيز الإسلامي ؛ وفي الجنس عبر الحيز العربي
إن الركون إلى الغرب بزعامة زعيمة العولمة ؛ هو ركون إلى ذلة فهل من مستوعب كلام مواطن لا يعتمد طاقة زرقاء اليمامة ؛ وإنما ينظر بفراسة قلب مؤمن بالله ومحب لأمته وكاره لأعدائها ؛ فاحذروا معشر المسلمين والعرب الركون إلى أمريكا فيمسكم الذل والهوان .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *