Home»Régional»مناجاة

مناجاة

0
Shares
PinterestGoogle+

لا أدري ما أود كتابته..ولا أعرف التعبير اللائق عما يجول في خاطري..رغبة ملحة ترغمني على التحطيط فوق صفحاتك العذراء يا ورقتي..بياض لونك يجذبني لرسم حروف مزخرفة تشكل كلمات متشابكة..كلمات تخفف من هيجان أحاسيسي المبعثرة..من ضياع السبيل للطريق الهادف..

مهملة في فضاء يسبح في عالم موهوم..تائهة بين أوراق خريفية..بين شظايا زمن كئيب..هائمة بين أرض وسماء بدون وجهة وجيهة..طائرة من غير أجنحة بين غيوم الحيرة واليأس..يأس أمل من وجود أمل على لقاء الحبيب..أمل لقاء ونيس أنيس في رحلة لا منتهية..أمل على وجود بر الأمان في زمن لا أمن فيه..أبحث وأبحث وأبحث..أبحث على ميناء أستقر فيه..لأنزل فيه سلاحي المستسلم اليتيم..

راحة مفقودة بين طيات الجبين..بال مشغول بمآل مسيرته..يتساءل عن موطن هادئ هادف..يستنجد بمغيث من مصير محتوم..مصير كل منهزم مغلوب..كل يائس بائس..مصير كل من فقد لحياته معنى العيش بحرية..حرية استنشاق الهواء الصادق..حرية مواجهة كل دخيل ظالم.. مواجهة لسان العدو المستهزئ..كلامه القاتل ومعانيه الجارفة لأفكار شيطانية..

أفتقد لمن يعرفني على نفسي..لمن يصالح بيني وبينها..أستعطف كل قادر واعي..كل مستطيع باسل..أستعطفه لمساعدتي على لقاء نفسي..كياني..شخصي..إنني أبحث عني بين أدراج مكتبة متقاعدة..بين أقلام منكسرة وأوراق محترقة..علني أجد بقايا بصمات تدلني على المسلك الصحيح لملاقاة نفسي..نفسي التي ذابت من حرارة الحزن..تلاشت بين حطام الكبرياء وانهزام الصرامة..

ورود ملمسها يسر العيون لمن رآها..تبهج كل كئيب محروم..تحرر كل أسير مظلوم..ورود ناعمة رطبة لا توحي على الغدر..لا تشهر أشواكها السامة.. لا توحي على تلاعبات مالكها ولا على خداعه..ستار حريري يمده الخائن لسجينه ليغطي على جريمته البكماء..ستار يخبئ من وارئه ضباب القسوة..غبار التمرد..ضجيج المكر..

وبسذاجة..يمد السجين يده لتقي وردته الناعمة..لأخذ ستاره الحريري دون أن يكلف عناء تفيكره لما يكن له القدر..دون محاورة نفسه عن صفته لأخذه تلك الهدايا..هدايا الوحش الأليف..هائما في حلمه بدون يقظة..يحضن عطايا خائنه..و..فجأة..يتحسس بشيء يوقظه من غفلته..شيء يؤلمه في قلبه..ثم يرى دما زاحفا حوله..ليكتشف في آخر المطاف أشواك نعومة الورود..يكتشف قساوتها وجرحها..إلى أن يسقط أرضا ممدودا على غيوم سوداء متحركة..متألما متأثرا بلذغات الخديعة..وبعد زمن يصحو من غفوته..يصحو من سباته ليجد أنه كان ضحية لعبة دنيئة..ليجد بصمة أشواك الورود وقد خلفت نقشا عميقا في قلبه اللين..حفرت جرحا عميقا في أعماقه..

يستقظ على ناقوس الغدر وجرس الخداع..يستيقظ بنفسية مدمرة وخاطر محطم وعين دامعة..يشكو ألمه للدنيا..يشكوه لبحر الخلود..يفيض دمعه دما..يهطل بركانا جحيما لهيبا..يبكي..يصرخ..يستغيث..لا من يسمع.. لا من يأبه..لا من منجد…ولا حــيـــاة لـمــن تــنــــادي…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *