الكذب يجوز في حق الأموات ولكنه لا يجوز في حق أحياء يرزقون
نشر مكتب اتصال أكاديمية الجهة الشرقية كعادته مقالا إخباريا مفاده أن الأكاديمية عقدت اجتماعا يومي 29 و30 مارس بمقر المركز الجهوي التربوي بوجدة لتدارس وضعية تنفيذ البرنامج الاستعجالي. وكعادة المقالات الإخبارية للأكاديمية : العام زين ، وكل شيء على ما يرام ، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين . إن مكتب الاتصال في الأكاديمية هو الجهة الوحيدة المغردة والسابحة خارج السرب كما يقال . ففي الوقت الذي تتناقل جميع الفعاليات في الحقل التربوي أخبار نعي البرنامج الاستعجالي على المستويات المحلية والجهوية والوطنية نجد هذا المكتب ينشد أنشودة غريبة غير منسجمة مع واقع معيش. إن حديث البعض عن البرنامج الاستعجالي يأتي بقدر استفادتهم من جانبه المادي ، فطالما تهافتوا على البرنامج الاستعجالي الذي لم يتعد حدود اللقاءات والاجتماعات هنا وهناك من أجل تبرير صرف مال هذا البرنامج في لقاءات واجتماعات أبعد ما تكون عن معرفة واقع الحال بله تكون قادرة على معالجته .
فواقع الحال أن المنظومة التربوية في أسوأ حال ، وفي أسوأ موسم دراسي ، ولم تعرف التسيب الذي عرفته هذه السنة لأسباب مردها أن الأمور آلت إلى غير أهلها وحانت ساعة المنظومة. لا شيء يسير حتى وفق ما كان عليه الحال فيما مضى السيء ، فمنذ انطلاق الموسم الدراسي الحالي ، وهو على وشك الانتهاء والأمور على غير ما يرام ، دخول مدرسي متعثر ، و في غير موعده ، دراسة متعثرة باستمرار ، إجراءات ورقية متتالية يسبق اللاحق فيها السابق ، مشاكل بالأطنان في كل مؤسسة تربوية ، فلا تكاد تزور مؤسسة إلا ويبادرك المسؤول عنها بالبكاء والشكوى. أشغال ترميم في بعض المؤسسات حولتها إلى أوراش لا تمت بصلة لقطاع التربية ، انفلات كبير لدى المتعلمين في بعض المؤسسات التي عرفت تسيبا غير مسبوق تسبب في هدر الزمن الدراسي بشكل فظيع جدا …. وأمور كثيرة من شاء أن يقف عليها فلينزل إلى الميدان عوض القبوع في مراكز التكوين التي لا يتجاوز فيها الوضع مضغ أو لوك الهذر واللغو ، في انتظار استراحات الشاي ، وجبات الغذاء والانصراف إلى مكتب الجابي لإصابة المستحقات من السحت . لقد أهدر المال الكثير في باطل تحت ذريعة تنفيذ وتنزيل البرنامج الاستعجالي ، ولا زال النزيف متواصلا ، وواقع الحال أسوأ مما كان ، ومكتب الاتصال لا يخجل من تقديم اللوحات الوردية لواقع مؤلم .فإذا كان الكذب يجوز في حق الأموات فإنه لا يجوز في حق أحياء يرزقون .
وما أقصر حبل الكذب ، و لأمر ما يقول المثل العربي : « الخبر يجيبوه التوالي » كما يقول صنوه المثل الأمازيغي : » لخبار أنجاز » . ستبدي لنا الأيام حقيقة اللوحات الوردية التي يطلع بها مكتب اتصال الأكاديمية ، ووددنا لو وجد فينا بطل الأحاجي التي سمعناها في الصبا يقول لمن يأكل السحت : » عق ما كليت يا المسحوت » أي أخرج ما أكلت يا آكل السحت. اللهم لا كذب على الأمة فواقع المنظومة في أسوأ حال ، وليس من استعجال إلا في حال هدر المال العام في هذر وهراء ، و كذا الاستعجال في الطمع في هذا المال الذي يسيل لعاب كل طماع ووصولي وانتهازي يركب ظهورهم كبار العابثين بمال الأمة الحرام ، ويبررون بهم طرق هدره في باطل ، ويشهد لهم بالعمل والنجاح من لا يتورع عن الكذب والزور، ولا يبالي بقول الله تعالى : (( ولا تكن للخائنين خصيما ))
5 Comments
بارك الله فيك استاذنا الفاضل فو الله انك لتضع الاصبع على الجرح و لكن لا حياة لمن تنادي ،لقد اعماهم التهافت على اكل اموال المتعلمين بالبهتان ،و حسبنا الله فيهم ،اما انت استاذي الكريم فقد برات ذمتك امام المخلوق عسى ان يكرمك الخالق
تحية و تقدير لك الأستاذ الشركي
صراحة أحيي فيك الجرأة و الشجاعة و كما يقال « الساكت عن الحق شيطان أخرص » فكم من شيطان أخرص من داخل المنظومة التربوية يا ترى؟
شكرا للاخ محمد الشركي على هدا المقال والدي سلط فيه الضوء على الهدر الدي يطال المال العام بمبرر التكوين والدي لا يحمل منه الا الاسم .فكل من استفاد من هده التكوينات يجمعون ان جودة ما يقدم متدنية بسبب الارتجال وعدم توفير الشروط الضرورية واللازمة ورغم دلك فهي تسيل لعاب الدين يعرفون من اين تؤكل الكتف
السلام على من اتبع الهدى نعم أيها الأخ الكريم تدخلاتك دائما في الصميم فعن أي برنامج استعجالي يتحدثون؟؟ وأي إصلاح هذا الذي يتحدثون عنه في غياب استراتيجية واضحة نابعة من صميم واقعنا التعليمي الذي بات يندى له الجبين…عن أي إصلاح يتحدثون وهمهم الوحيد الجري وراء الماديات حتى وإن كان ذلك على حساب القيم والمبادئ هذا أصلا إذا كانت لهم قيم ومبادئ …الكلام يطول ولن نستطيع مهما قلنا أن نعبر عما نشعر به من الاستياء تجاه ما أسموه البرنامج الإستعجالي وليس في حقيقته إلا برنامج استنزاف المال العام…لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
Allah yaghfar al had nass!!Dnoub wlidatna 3lihom!!