تساءلت مع نفسي -متى ننصاع للقانون افرادا و جماعات-نحن المغاربة- ولا نحابي احدا في تطبيقه وياخد كل واحد ما يضمنه له القانون و ويقوم الاخر بما عليه من واجبات ؟ متى نجازي المستحقين و نعاقب المخالفين و المتقاعسين في اداء الواجب ؟ يسرق منا السارق ولا يعاقب.ويظلم منا الظالم ويعيث في الارض فسادا و لامن يزام.ويرتشي الراشي للحصول على المال والمنصب ويمكث دهرا ولا يحاسب على ما قدم و اخر للامة من نفع و ما ارتكب في حقها من غش و تزوير و اختلاس اموال وتضييع لفرص تقدمها بين سائر الامم.

و تساءلت عن الاسباب الكامنة و راء هدا الوضع الدي لا نحسد عليه فوجدت اننا نسهم جميعا في استفحاله.بل اصبحنا نؤمن و ننشر ثقافة تكرس الوضع و لاتروم التغيير.فلا استنكار ولا احتجاج ولا رفض او مقاومة ولو باللسان ولا حتى بالقلب -اضغف الايمان-.يسقط المتلاعبون بحقوق الناس والمقصرون في الواجبات ونتدخل و نشفع لهم و بدلك يتمادون في غيهم و لا يرعوون.ويكثر فينا القيل و القال من مثل الله يهنيه.ماعليهش.ربي يخلصه.كل شاة تعلق من كراعها…الخ وبدلك نسهم في تجميد القوانين و عدم تفعيلها في الواقع.مع ان القوانين لم توجد الا لاصلاح الاوضاع و اعطاء كل دي حق حقه.

ان اكبر ما يهدد واقعنا و مستقبلنا يكمن في استخفافنا بالقانون-على علاته- وعدم تطبيقه في احيان كثيرة بل والتعامل مع النصوص بانتقائية و اجتهادات مغرضة مما يلحق الضرر بالافراد و المجتمع ويؤثر على صورة الامة بين الامم ويقف حجرة عثرة في سبيلها الى الرقي و الازدهار.