Home»Régional»استفحال ظاهرة الإساءة للمشاعر الدينية للمسلمين

استفحال ظاهرة الإساءة للمشاعر الدينية للمسلمين

0
Shares
PinterestGoogle+

ظاهرة الإساءة للمشاعر الدينية للمسلمين ليست جديدة في العالم الغربي وغير الغربي ؛ ولكنها لم تعرف الطفرة التي عرفتها بعد أحداث الحادي عشر من شتنبرالتي باتت المبرر الشرعي في نظر العالم الغربي لكل إساءة تنال من مشاعر المسلمين وهم يمثلون أكثر من ثلث سكان المعمور. ومعلوم أن هذه الإساءة لها عواقب وخيمة آنية ومستقبلية. فبالرغم من كون تصريحات الجنرال الأمريكي أبي زيد الأخيرة والتي كشف فيها عن قلقه من احتمال وقوع حرب كونية ثالثة بسبب ما سماه الإسلام المتطرف هي مجرد مناورة لتبرير عدوان الولايات المتحدة ضد العالم الإسلامي خصوصا العربي منه؛ فان تنبِؤه لايجاوز الحقيقة ذلك أن تنامي مشاعر العداء ضد الغرب في بلاد الإسلام بسبب إساءة هذا الغرب لمشاعر المسلمين من شأنه أن يجعل احتمال حرب كونية احتمالا كبيرا جدا.
ولعله غير خاف على أمة من الأمم خطورة المساس بالمشاعر الدينية لغيرها من الأمم ؛ وأقل ما ينتج عن أمر كهذا هو حرب طاحنة وطويلة الأمد ؛ خصوصا وقد عرف التاريخ البشري مثل هذه الحرب في فترات تاريخية معتبرة من قبيل ما يعرف بالحرب المقدسة في الغرب المسيحي ؛ والجهاد في الشرق الإسلامي . ولا زال الطرح القائل بأن الحربين الكونيتين الأولى والثانية هي استمرار للحروب الصليبية واردا ومبررا حتى لو بدت أطراف الصراع غربية في هاتين الحربين.
إن تشبيه الجنرال الأمريكي لما سماه بالإسلام المتطرف بالفاشية يعكس مدى تغلغل فكرة الإساءة لمشاعر المسلمين في العقلية الحربية الأمريكية خصوصا والغربية عموما ؛ وهو ما يولد العداء لهذا الغرب ؛ وهو عداء حطم أرقاما قياسية منذ أحداث الحادي عشر من شتنبر؛ بل لقد كانت الأحداث نفسها ردة فعل على الإساءة ؛ وهي إساءة فكرية وثقافية وسياسية تتمثل في الانتصار الأعمى لدولة إسرائيل بدعم لا محدود ولا مشروط وتحيز تجاوز حدود التعصب الأعمى.
ولقد عرفت ظاهرة الإساءة لمشاعر المسلمين في الغرب قفزة نوعية؛ حيث نجح الغرب في توظيف عملاء من المنتسبين للعرب والمسلمين للقيام بدور الإساءة فكريا وثقافيا وسياسيا ؛ وأصبح هؤلا ء العملاء ينوبون عن الغرب في استفزاز بني جلدتهم؛ وأصبحنا نقرأ ونسمع في وسائل الإعلام تصريحات عدائية واستفزازية للمسلمين تبلغ أحيانا درجة الوقاحة؛ وهو ما يؤجج نار الحقد على الغرب من جهة ؛ وعلى عملائه من جهة أخرى.وربما كانت إساءة العملاء أشد على المسلمين من إساءة الغرب ؛ وفي هذا الإطار جاءت إساءة وزارة الثقافة المصرية للباس الإسلامي ؛ وهي إساءة لا تختلف عن إساءة فرنسا ومثيلاتها التي منعت طالبات العلم من زيهن الإسلامي نظرا لدلالته الدينية في مجتمعات علمانية ؛ فالقول بأن دلالة الزي الإسلامي تحيل على التخلف والرجوع إلى الوراء ؛ هو مس مباشر بمشاعر دينية تعتبر هذا الزي شأنا دينيا لا يختلف عن باقي الشؤون الدينية التي لا بد من احترامها مادامت تكون لحمة الهويةالاسلامية.
فإذا ما قبلت الطقوس الدينية من الجاليات المسلمة في الغرب كالصلاة والصيام …. الخ فمن الغريب أن تمنع هذه الجاليات من الزي الديني؛ وليست الأمة الإسلامية وحدها التي يدخل الزي ضمن طقوسها فكل الديانات سواء الوضعية أو السماوية تقدس زيها ويعتبر من خصائص هويتها .
إن خلو الدساتير في البلاد الإسلامية من بند يحرم المساس بالمشاعر الدينية للمسلمين ويعاقب على ذلك هو الذي يغري كل من هب ودب للنيل من هوية المسلمين؛ ومن العملاء من ينتدب نفسه ناطقا رسميا باسم الإسلام ليبرر الإساءة إليه من خلال النيل من أتباعه ؛ وكأنه بالإمكان وجود إسلام بدون مسلمين.
إن الذي أغري وزارة الثقافة المصرية باستفزاز مشاعر الأمة الإسلامية هو غياب الرادع القانوني ؛ وهو نفس السبب الذي يشجع بعض المنابر الإعلامية على التمادي في الإساءة تحت غطاء النيل من طائفة تنتسب للإسلام؛ وهي في الحقيقة إساءة للاسلامين خلال معتنقيه ؛ مع ادعاء أصحاب الإساءة مشروعية تمثيل الإسلام دون غيرهم.
فالي متى سنظل نسمع بأصحاب الإساءة من بني جلدتنا إلى جانب إساءة الغرب ؛ وفي نفس الوقت تكال لنا تهم التطرف والإرهاب والفاشية وهلم جرا من أجل استئصالنا أو تجريدنا من هويتنا . إن من يحرم الزي الإسلامي على المسلمات ؛ أو يعرض بهن بسببه كمن مد يده لينزع لباسهن ؛ وهو اعتداء على الكرامة الإنسانية ؛ وهي كرامة أعطاها الخالق للمخلوقات (ولقد كرمنا بني آدم ) فمن يملك حق مس الكرامة الآدمية مهما كان مركزه الاجتماعي؟ ومن يملك أن يعبث بمشاعر الناس خصوصا الدينية ؟
إن محاكمة وزير الثقافة المصري ؛ ومسئول الخطوط الجوية المغربية كفيلة بردع العابثين بمشاعر الأمة الإسلامية ؛ فهل من منتصح يقبل النص قبل أن يصير ما توقعه الجنرال الأمريكي حقيقة ؛ ذلك أن الكرامة لايوجد ثمن يعوضها ؛ ولا يؤمن جانب من خدشت كرامته.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. صباح الشرقي
    22/11/2006 at 17:51

    أستاذي الفاضل محمد الشركي المحترم،،، تحية خالصة،،،تحية خالصة ،،
    طرح مفيذ وقيم،أجل سيدي فهناك أحداث لا تكفي ولا تقوى العبارات على أدائها، السبب هم أولئك الجبابرة الذين مسحوا الحذاء ونصبوا على دينهم الأشراك،إستكبروا وعصوا وتألهتوا، إستدرجهم الله وأمهلهم ،،، يخافون أسيادهم ولا يخشوا الله ، عقيدتنا وديننا الإسلام هي أول الحروب لأنهم حاولوا الإستلاء وتدنيس سلطان الله و شريعته ، فالكفار يحاولون أن يشرعوا على غير منهج الله لأنهم يريدون أن يستولوا على حق الله في التشريع وحق الإنسان في عقيدته، ستكون أول حروبنا وأول المواقف الإيمانية القائمة على هذا الأمر،،، يجب علينا أن لا نبتأس، لأن الله رسخ الهوى تحت أقدامهم ، هو الرعب وشر الفتنة الموقدة الذي أبتلاهم بها و… إنه على كل شيء قدير ،،، لكم التوفيق والإستمرارية

  2. nederland
    23/11/2006 at 17:41

    fin hia horiat atta3bir ya naaaas???
    europiyin igolo 3lina nas mat3asbin ,matchaddin,maghloukin.
    wallah 3andhoum assah.

  3. ام مهتمة
    24/11/2006 at 22:19

    استادي الفاضل اقدر فيك هده الغيرة علي الرسول الكريم و علي العقيدة الاسلامية جزاك الله عنا كل خير .اتمني لك التوفيق والاستمرارية في هدا الطريق السوي السليم طريق الله .
    اختك في الاسلام السيدة كريمة

  4. أخت في الله
    25/11/2006 at 18:21

    جازاك الله عنا خيرا يا أخي .ان عندك حسنات كبيرة عند الله انت تدافع عن الاسلام انت مسلم حقيقي الله يعاونك على فضح الكفار والمشركين انا اقرا المواضع التي تكتبها انها جميلة جدا اكتب وكل المسلمين معك .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *