لماذا لجأتم إلى القضاء مادمتم تشككون في نزاهته؟
لقد برأ
القضاء ابتدائيا التلميذ الذي اتهم بكسر
ذراع الأستاذ نور الدين صايم، أستاذ مادة
الفلسفة بثانوية القاضي بن العربي بوجدة،
لقد نزل هذا الحكم كالصاعقة على الأسرة
التعليمية التي ربحت المقابلة قبل لعبها،
وكانت تنتظر حكما لصالحها بعد حملة التجييش
التي تزعمتها النقابات الاحتفالية ، التي
لم تعد تجد شيئا تهتم به، بعد فراغها من
مهزلة عملية الانتشار وإعادة الانتشار،
وركبت الحادث لتحقق الإجماع المنافق، وتصدر
البيانات الموحدة،كأنها تسعى إلى الوحدة
النقابية،بينما هم يقابلون بعضهم البعض
بوجه أبي بكر الصديق ، وبقلب أبي لهب،لقد
استغل النقابيون مأساة الأستاذ لمحاولة
استرجاع عذريتهم المفقودة
، وحرصوا على تسجيل النقط على بعضهم البعض،
وحفظ ماء الوجه، وهم الذين اغتنموا أول
مناسبة للتنصل من التزاماتهم و تضامنهم
مع زميلنا المعتدى عليه،
لقد حضروا جميعا في تاوريرت، وعلموا بما
وقع لزوجة الأستاذ التي حرمت من لقاء الوزير،
كأنها ستلتقي الرئيس الأمريكي أوباما،
وأخبرت بعضهم شخصيا داخل القاعة، ولا أحد
احتج أو أشار إلى الحادث،وكان بإمكانهم
التعبير عن مواقفهم الثورية أمام الوزير
والسادة أعضاء المجلس الإداري، لكنهم لم
يفعلوا ولن يفعلوا، إنهم يستأسدون علينا،
ويتأرنبون أمام المسؤولين،
نحن نعرفهم ونعرف ممارساتهم ، أنهم ظواهر
صوتية مبحوحة، إنهم يأكلون مع الذئب ويبكون
مع الراعي… لقد كان واضحا لنا منذ البداية
أن البيانات النارية ، و »حملات التضامن
الكلامية » لن تفيد الأستاذ الضحية في
شيء، ولن تؤثر على قرارات القضاء،
خاصة بعد اطلاعنا على حيثيات النازلة،
وتأكدنا من التدبير السيئ والهاوي للحادث،
حيث لاحظنا أن مقاربة الإخوان كانت مقاربة
حماسية وانفعالية أكثر منها مقاربة قانونية
،مع ارتكاب العديد من الأخطاء الإجرائية،
وسارعنا إلى الصلح، ليس دفاعا عن التلميذ
كما ادعى المغرضون، وإنما حفاظا على كرامة
الأستاذ أولا وأخيرا، وقلنا
آنذاك « أن الأستاذ أستاذنا والتلميذ
تلميذنا »، وأخبرنا الرأي العام عبر جريدة
» وجدة سيتي »، بفشل المحاولة الأولى،
وإصرارنا على المعاودة،إلا أننا تعرضنا
لحملة شرسة تشكك في نوايانا الحسنة والصادقة،
علما أن الإخوة التي شاركوا في عملية الصلح
مثلوا فعاليات مجتمعية محترمة مشهود لها
بالنزاهة والأمانة، وكان بالإمكان الحصول
على صلح مشرف، يحفظ مكانة وكرامة الأستاذ
ويرد له اعتباره،إلا أن الإخوان فضلوا
اللجوء إلى القضاء، وهذا من حقهم، ونسوا
المثل القائل « أن الرابح في الشرع خاسر »،
ورغم ألامنا وأحزاننا على تضييع الفرصة
التي لا تعوض،أعلنا كأساتذة عن تضامننا
المطلق واللامشروط، مع « السي نور الدين »،وحافظنا
على قضيته حية من خلال الإعلام، ومن خلال
مختلف لقاءاتنا الجمعية على الصعيد الوطني
،رغم أننا كنا دائما نقول أن المتهم بريء
حتى تثبت إدانته.
لقد اتهمنا
البعض بالانحياز إلى التلميذ وألمنا ذلك
كثيرا،و عاب علينا البعض استنادنا إلى
« شرع الله » للدعوة إلى الصلح، رغم
أن الإسلام شرع الصلح،
وحث عليه مادام لا يحل حرامًا، ولا يحرم
حلالا، ويقضي علي المنازعات التي من شأنها
أن تشيع الحقد والكراهية في قلوب الناس،
وقد تؤدي إلي عواقب غير محمودة،
لقد انطلقنا من قول الله تعالى « لا خير في
كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف
أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء
مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما ». لقد فعل الإخوة ما
أرادوه، وعليهم أن يقيموا
مسعاهم بكل موضوعية، ويعترفون بأنهم « باعوا
جلد الذب قبل اصطياده »، وغرروا بالأستاذ
الضحية،وفسروا خطأ لجوء عائلة التلميذ
إلى الصلح، واعتبروه اعترافا ضمنيا بمسؤولية
ابنها على الاعتداء الذي تعرض له الأستاذ،
ووضعوا بيضهم في سلة القضاء،وصكوا آذانهم
عن الحلول التصالحية،رغم أن القضاء نفسه
يشجع الصلح بين الأطراف، قبل القصاص، وها
هم اليوم يستغربون حكمه، ويتأسفون له،
فلماذا لجأتم إلى القضاء
مادمتم تشككون في نزاهته؟ إنه نفس القضاء
الذين صفقتم له يوم أدان زوجة أحد قضاته،
معذبة الطفلة » زينب »،فليتذكر الإخوة
أن لا أحد منا حضر النازلة ، لا
أساتذة المؤسسة ولا إداريوها ،وبالتالي
لا أحد منا يملك الحقيقة، والقضاء يحكم
بالأدلة والشهود،وليس استنادا إلى بيانات
النقابات والعرائض، ويمكن أن يصيب أو يخطأ،وبالرغم
من كل ما يمكن أن نقوله مزايدة في حق قضاءنا،
فنحن مطالبين باحترام أحكامه، وأظن
أنه لا داعي للبحث عن كبش فداء لتحميله
مسؤولية ما حدث،لقد تم ارتكاب العديد من
الأخطاء أدت إلى هذه النتيجة، لقد علمت
بحكم المحكمة وأنا أحضر اجتماعا في الرباط
، وتعجب الحاضرون، وتساءلوا
عن عجز أسرة التعليم في مدينة وجدة التي
تحمي الحدود وتدود عن الثغور، ومختلف
نقاباتها ومن وراءها أحزابها وما تضمه
من محامين عن توفير محام جيد للمرافعة،والدفاع
عن الأستاذ، وكان القوم على استعداد لإيفاد
لواء من المحامين المهرة والمتمرسين، لو
أن المجيشون طلبوا ذلك…فليعلم الإخوة
والأخوات أن أسرة التعليم لا زالت محترمة
ومقدرة، ولا زال رجل التعليم رقما صعبا
في أي معادلة، وأن ما حدث للأستاذ هو حالة
شاذة والشاذ لا يقاس عليه،رغم أن بعضنا
يستحق الجلد على مؤخرته بقضيب من شجرة الزيتون
المباركة، أولئك الذين يسيؤون إلى المهنة
بممارساتهم المشينة من تحرس جنسي ، و ابتزاز
مالي للتلاميذ بواسطة الساعات الإضافية
المؤدى عنها، وهدر زمنهم الدراسي من
خلال تبادل الحديث خلال أوقات العمل،وترك
التلاميذ لوحدهم داخل القسم ، والمس بكرامتهم…وهنا
نبتعد عن » شرع الله »، ولا نحلل حوالتنا،
ولا أبرئ نفسي… إن مجتمعنا يمر بمرحلة
انتقالية أخلاقيا ، كباقي دول العالم بفعل
الآثار السلبية للعولمة ، والفهم السيئ،
والخاطئ أحيانا، لحقوق الإنسان وحقوق
الطفل، كما أن نضالاتنا لا زالت بدائية
ومتخلفة لا ترقى إلى مستوى التطلعات.
لقد خسرنا
معركة ولم نخسر الحرب،ولا زالت مراحل التقاضي
مفتوحة أمامنا من استئناف وطعن وإبرام،
و »ما ضاع حق وراءه طالب »،إننا نأسف
أن يكون وضع أسرتنا التعليمية بهذا المستوى
من التخلف والانحطاط، فنحن عاجزين على
التضامن الفعلي والجاد مع زميل تعرض لاعتداء،
وحتى الذين تضامنوا معه ، لم تكن لهم الشجاعة
الأدبية لكتابة أسمائهم كاملة ، فكيف تريدون
من هؤلاء أن يطبقوا » شرع أنجاد » أو
» قانون نامة »؟
لقد همني وأحزنني شخصيا ما يقع للأخ العزيز »
نور الدين »، لأن نظرتنا كانت صائبة،
ورأينا آنذاك ما لم يراه المجيشون وسماسرة
العمل النقابي، والغيورين على رجال التعليم
من خلال الخطابات الغوغائية، والحالة هذه
لايسعني إلا أن أقول »اللهم
إني أعوذ بك من الهم والحزن
،وأعوذ بك من العجز والكسل
، وأعوذ من الجبنوالبخل،
وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال » ، منا
الدعاء ومنك الإجابة يا
حي يا قيوم
10 Comments
يا سيد حومين عليك بموقف ثابت وما معنى الجمع بين الدعوى إلى الصلح وبين الدعوة للاستئناف والنقض والإبرام ؟ وما معنى أنك لم تخسير الحرب ؟ وما معنى المساندة غير المشروطة للأستاذ بل بد أن تكون مشروطة بكونه مظلوما لا ظالما فهل أنت مع الأستاذ أم مع التلميذ أم معهما فلا معنى لهذا المقال وعليك أن تحاول مرة أخرى الصلح عوض النفخ في القضية وصب الزيت على النار
الأستاذ كان ضحية فعل إجرامي خطير فكون القضاء لم ينصفه فذلك موضوع آخر والظلم ظلمات يوم القيامة.أما تهجمك بشكل مستفزعلى الفعاليات النقابية فهو مالايستسيغه عقل ولا تقبله طوية سليمة.النقابات قامت بدورها الضاغط بالأسلوب المتاح لها قانونا وتعاطف أسرة التعليم مع الأستاذ الضحية كانت في المستوى المطلوب.البقية على من يرقص على الحبلين.
ليس من عادتي الرد على الأشباح و »الملاحظين »، وليس من مهامي محو أمية أشباح المثقفين، وإذا لم تتمكن من تحديد موقفي من خلال مقالي الذي يندرج في سياق مجموعة من المقالات والتدخلات العملية التي ترتبط بخيط مبدئي واحد، راسخ وواضح ،وإذا لم تتمكن من إدراكه ، فإنني لست في مدرسة ابتدائية لأشرح الكلمات ، وكان عليك أن تكتفي بفهم العنوان،وتترك للآخرين البقية، اكتب إسمك يا سيدي، فنحن في بلد ديموقراطي، وحرية التعبير مكفولة …ورغم ذلك أسامحك على سوء ظنك بي، إنني طريح الفراش،وأخشى أن ألقى الله ،وأنا أقول ما لا يرضاه. حسبي الله ونعم الوكيل.
في قانون العدالة اما أن تكون ظالماأومظلوما أما الجمع بينهما فهذا يدخل في قانون السفسطة الذي يخول الخلط بين الحليب والماء وليس الخلط بين الماء والحليب وهنا تكمن العقوبة مع العلم أن الحقيقة واحدة والنص يخالف المعنى وهذا ماينطبق على صاحب المقال الذي عكس بوضوح انحيازه للأستاذ المتضرر وانحيازه للتلميذ المشتكى به والحقيقة الضائعة في خبر كان مرة مع الصلح ومرة مع الأستئناف والطعن والأبرام أقول للأستاذ الفاضل أكشف الحقيقة دون مراوغات نحن في عهد الشفافية والوضوح أما زمن الهرطقة والهندقة فلقد ولى مع الزمان الغابر
Soyer clair M er Houmin votre récit est confus!!
Etes vous avec l’éléve ou avec le prof sur quoi vous vous basez.!?
Avez vous contacté M er Saim,en personne?ou juste sur oujda city?
Savez vous que le père Mahi n’est pas au niveau,il a menacé M er Saim plusieurs fois , au… à … au commissariat en disant ghadi nwslha fine matssawarech à sa place que faites vous?tanazoule!!plus de dignité pour le corps enseignant SOLH,le papa ne veut pas courir le risque de SOLH il veut juste TANAZOULE C’est vraiment injuste de sa part.
que protege tous les enseignents hasbouna allah wa ne3ma alwakil
سيدي الفاضل أتساءل لو كنت مكان الأستاذ وذراعك مكسورة وكرامتك مهانة ماذا كنت ستفعل؟؟ هل ستقبل الصلح ، هل ستستسلم لحكم القضاء ؟؟ فالشعور بالغبن صعب جدا فلا نشعر بأن رجال التعليم لا يزالون محترمين ومقدرين بعد هذا الحكم و مع هذا الاختلاف في مواقف رجال التعليم . غريب ما يحدث ونسمع.
ما الذي أدى الى العزوف عن الإنتخابات؟ عدم ثقة المواطن في الأحزاب التي تخوضها. مثلها في ذلك مثل النقابات. جل الأشخاص الذين يمثلون هذه النقابات انتهازيون ولا يكترثون لخدمة الآخر. همهم الأول و الأخير خدمة أنفسهم. هذا هو حال الأحزاب و النقابات على حد سواء. لماذا لم تؤازر النقابات زوجة الأستاذ الصايم و كانت الضروف سانحة نظرا لتواجد الأطراف المعنية كلها بما فيها وزير التعليم. سمعنا بأن زوجة الأستاذ عوملت بإذلال و لولا ظهور الصحافة التي أنقذتها لوجدت نفسها في متاهات أخرى. و تبقى النقابات المرآة التي ترى فيها أسرة التعليم نفسها و على رأسهم أساتذة آخر الزمان . أف من هذا التعليم و من » رجالاته » و من زمانه.
عنوان مقالك مستفز للغاية. إنك تمجد القضاء و أعطيت المثل بزوجة القاضي و الخادمة زينب. و خلصت الى فكرة مفادها أن القضاء كان نزيها و منصفا ولم يتوانى في أداء مهمته على أحسن وجه عملا بمنطق » دولة الحق و القانون « . ألآ تعلم سيدي بأن من أنصف الخادمة زينب هي الهيآت الحقوقية التي تبنت القضية و كذلك الدور الكبير الذي لعبه الإعلام على المستوى الوطني و العالمي( الجزيرة خصوصا ). ماذا لو استعان الأستاذ الصايم بقناة أو منبر أجنبي؟ هل كان ليهان؟ هل كان لوزير العدل أو التعليم أن يغمضا جفنيهما كما هو الحال؟ و أخيرا هل كان للأستاذ أن يخسر قضيته؟ كان حريا بك أخي أن تطرح سؤال عنوانك على صاحب الجلالة الذي غير و زير العدل. هل إصلاح القضاء الذي أصبح هاجس أمة كاملة جاءت من عبث؟ و أخيرا، هل أنت تعيش داخل البلد أم على هامشه؟
Vous voulez quoi exactement monsieur houmine??