Home»Régional»رجل الأعمال امبارك اشنيور يقول للنهضة: لا تسألوا كم أزال الوالي من شجرة، بل اسألوا كم غرس؟

رجل الأعمال امبارك اشنيور يقول للنهضة: لا تسألوا كم أزال الوالي من شجرة، بل اسألوا كم غرس؟

0
Shares
PinterestGoogle+

تقديم:

السيدامبارك
اشنيور واحد من الشباب المغربيالطموح، هاجر
إلى أوروبا قصد الدراسة والتكوين.. وهناك استطاع، بجديته
ومثابرته، أن يتحدىالعوائق
والصعاب، وأن يندمج في المجتمعالفرنسي،
ويحقق النجاح … وتمكن، من خلالنشاطه
الجمعوي والتجاري، أن يقدم لبلاده،ولشباب وطنه،
في فرنسا، خاصة في شمالهاخدمات جليلة …
غير أن نجاحه هذا أثار عليهنقمة بعض
الرسميين المغاربة هناك، الذيناجتهدوا في
إقصائه ومحاربته،وعلى رأسهم
القنصل المغربي في ليل،.. ممادفعه إلى
العودة إلىأرض الوطن
حيث سيباشر عملية إعادة اندماجهوسط أسرته
ومجتمعه، ويبدأ في نشاطه الجمعويكرئيس مؤسس
لجمعية « أحب ميديترانيا السعيدية،وممارسة
مهامه كرجل أعمال…

فيهذا الحوار
الذي ننشره على حلقتين يستعيدالسيد امبارك
اشنيور تجربته في الغربة … وظروف عودته إلى وجدة،
ويتحدثعن مشاريعه واستثماراته
في وجدة والسعيدية،وعن واقع
الاستثمار في الجهة الشرقية،ورؤيته إلى
مستقبلها.

●أجرى الحوار: يحيى الشيحي 

●النهضة:  متى غادرت المغرب
للاستقرار في فرنسا،ولماذا؟.

*السيد اشنيور: رحلت من المغرب نحو فرنسا
سنة 1988،وكنت حينها طالبا جامعيا، مسجلا فيشعبة البيولوجيا، كما أني
كنت بطلا في رياضةالجودو، معروفا على المستوى الجهوي والوطني،حيث
كنت لاعبا دوليا، وضمن الفريق الوطنيللجودو… ذهابي إلى فرنسا
يندرج في إطاررغبتي في متابعة دراستي هناك، خصوصا وأنالأجواء
في جامعة وجدةلم تكن مساعدة بتاتا على التحصيل، أضف إلىذلك
أن حلم الهجرة نحو الخارج راودني كأيشاب مغربي… المهم أني
اخترت شمال فرنساللاستقرار والدراسة، واتخذت مدينة ليل،بالضبط،
مسكنا لي.

في العام الأولسجلت
في كلية « Ville neuve d’asiq »، شعبة العلومالبيولوجية، وفي السنة الثانية اجتزت مباراةولوج
مدرسة التجارة والتأمين (DKV)، فرع فرنسا،لأن الشركة ألمانية، وفي سنة 1993 تخرجت منالمدرسة،
لأصبح نائب مدير شركة التأمين (DKV)، وبعد ذلك مديرا لها…
 

●النهضة: نعلمأن كل
الوافدين الجدد على أوروبا يعانونمن مشاكل السكن ولقمة العيش، والاندماج،ما هي
المشاكل التي واجهتك وأنت في بدايةمشوارك في فرنسا، وهل عانيت من مسألة الاندماجفي
المجتمع الفرنسي؟

*

السيد اشنيور: في الحقيقة لم أعان من مثل
هذه المشاكل،فالإمكانيات المادية كانت متوفرة، وكذلكالسكنى
(لقد كنت مدربا في رياضة الجودو)،وقد ساعدتني زياراتي وتنقلاتي السابقة،في
فرنسا، وعلاقاتي، في إطار رياضة الجودو،على الاندماج بسرعة في
المجتمع الفرنسي،وإن كنت شعرت خلال السنة الأولى بنوع منعدم
المساواة مع الفرنسيين، لكن مواظبتيوجديتي، وكفاءتي، فضلا عن
صدقي، جعلتنيأندمج وأحظى بثقة رجال الأعمال الفرنسيين،مما
جعل الشركة التي كنت أديرها تتوج كأولشركة حاصلة على أكبر عدد
منالأرقام القياسية، وبأحسن رتبة شهرية منحيث
رقم المعاملات، وأحسن أجرة شهرية… وبفعل جديتنا أصبحت أول شركة تأمين في شمالفرنسا،
وهو ما جلب لي الاحترام والتقديرمن طرف العديد من رؤساء شركات التأمين،الذين
حاولوا أن يضمونني إليهم. كما أني وضعت استراتيجية للوصول إلىإلىنسج
علاقات مع كبار أثرياء فرنسا، قصد استقطابهمللاستثمار في المغرب، خاصة
في جهته الشرقية، وهو ما جعلني أنضم إلى مجموعة ال »13″ (Groupe 13)، وهي المجموعة
التي تتولى الترخيصأو رفض طلبات المستثمرين الجدد.
 

●النهضة: ماذا
استطعت أن تقدم إلى المغرب، وأنت فيفرنسا؟

*

السيد اشنيور: لقد وهبت حياتي وشبابي
للمغرب، وأصارحكبأنه لم يكن يمر يوم في حياتي هناك دون ذكرالمغرب،
والتحدث عن المغرب، وسبل المساهمةفي تنميته والنهوض به. وهكذا عملنا علىخلق
جمعية، ذات مستوى عال، تهدف إلى تجميعوالتعريف بالأطر والكفاءات
المغربية العالية،الموجودة في فرنسا، خاصة في شمالها، وجاءتهذه
المبادرة بعد تنسيق وتفكير رفقة صديق،ينحدر من مدينة فاس، ويدعىجعفر
الصقلي، وهو من أكبر المدراء المعروفينعلى الصعيد العالمي، في
مجال الأوتوماتيك،والذي حصل لي شرف تأسيس جمعية « الأطرالعليا
للمغاربة (Synergie) رفقته، وقد أخذتشهرة على المستوى الفرنسي، كما أننا قدمنا،رفقة
السفيرين أبو أيوب، ومولاي عباس القادري،هذا الذي كان يعزني
ويقدرني كثيرا، وهويشغل الآن مهمة سفير المغرب في بودابست،هدية
إلى جلالة الملك والعائلة المالكة،خلال أول زيارة رسمية له إلى باريس، بعدتوليه
كرسي العرش…

وفي سنة 1999 سهرناعلى
تنظيم وإنجاح سنة « زمن المغرب فيفرنسا »، والتي أعتبر
أنها كانت سنة ناجحة،بكل المقاييس، من حيث العطاء،والأنشطة والعروض المقدمة،
وقدتوج الحفل الختامي لسنة « زمن المغربفي
فرنس » بحضور جلالة الملك الراحل الحسنالثاني، في أخر زيارة له
إلى فرنسا، قبلوفاته، حيث صادفت ذكرى 14 يوليوز،العيدالوطني
الفرنسي، وقد سبق استعراض الحرسالجمهوري الفرنسي بالمناسبة، استعراضلتشكيلة الحرس الملكي، نال
إعجاب وتقديرالمتابعين، وكنت خلالهألاحظ جلالة الملك الراحل
وهو يقف بكل فخرواعتزاز يشاهد اللوحات الاستعراضية التيقدمتها
تشكيلة الحرس الملكي، هذا الاستعراضكان باهر وأثر في النفوس،
لدرجة أنه أسالدموع العديد من الحاضرين، وضمنهم مسؤولونفرنسيون،
ولازلت أتذكر أنبعض الوزراء الفرنسيين أكدوا للصحافة أن « استعراض الحرس الملكي أفضل
من استعراضالحرس الجمهوري »

(La troupe de la garde royale est mieux que la
troupedugarde republicain)

 وهو ما كان له تأثير وصدى
كبير، خصوصا فيالشمال الفرنسي حيث لمسنا وجود تقدير واحترامللمغرب
وتاريخه وثقافته وتقاليده الأصيلة،من ذلك أن المدرب وحيد (Wahid) ومدرب فريق ليل،الذي
صعد بصحبته إلى القسم الأول من البطولةالفرنسية، ومدرب الرجاء
سابقا،(الذي
كان من سفراءجمعية « أصدقاء المغرب في فرنسا »، والذي كانيقدرني
، وكان مستعدا للتعاون مع فريق المولوديةالوجدية)، كان متأثرا
بثقافة وتقاليد المغرب،ومعجبا بنمط  عيش المغاربة، لدرجة أنهأثث
فيلته على الطراز المغربي ….

ولعل النجاحالباهر
الذي حققته سنة « زمن المغرب فيفرنسا »، هو ما دفع
إخوانناالجزائريين إلى تنظيم سنة « زمن الجزائرفي
فرنسا » عام 2000، أيفي السنة الموالية.

تأثير سنة « زمنالمغرب
في فرنسا » استمر طويلا، ولا أدلعلى ذلك، زلة لسان أحد
أصدقائي من الوزراءالفرنسيين حينذاك، وهو يتحدث في افتتاحسنة
الجزائر في فرنسا، إذ عوض أن يقول « زمنالجزائر »، قال « زمن
المغرب »،وهو
ما أثار ضحك الحاضرين، وبعد انتهائهمن إلقاء كلمته، التفت إلي:
وقال: »أهذا ما فعلت لي السيد اشنيور؟ »..

وبعدها قلتلماذا
لا نضمن استمرارية « زمن المغربفي فرنسا »، ومن هنا
جاءت فكرة خلق جمعية « أصدقاء المغرب في فرنسا »التي كنتأنا
رئيسها المؤسس، وهي جمعية تجمع كبارالتجار، الذين يتعاطفونمع
المغرب، وكان هدفها التعريف بالثقافةوالتقاليد المغربية
العريقة، وخلق توأماتبين المدن الفرنسية ونظيراتها المغربية…

كما أذكرك بأنه،خلال
هذه الفترة، كانت لدي علاقات مع الطلبةالقادمين من المغرب إلى
فرنسا،خاصة الذين اختاروا التسجيل في إحدى كلياتليل،
إذ كنت أقدم لهم العون والدعم والمساعدة،وأذكر أني استطعت أن أفرض
نقل إجراءات تسجيلالطلبة المغاربة، ومسألة أماكن استقرارهممن
داخل الولاية، إلى داخل الجامعة التييدرسون فيها، كما عملت على
تيسير مأموريتهمفي الإقامة والاستقرار.

لقد كان لديحضور
وازن في وسائل الإعلام الفرنسية،وكانت لدي علاقات وطيدة مع بعض القنواتوالمحطات
الإذاعية الفرنسية، مما جعلهميصطحبونني وإياهم، في زياراتهم إلى بعضالمدن
المغربية، مراكش، أكادير، الجديدة…

لقد كنا، فيجمعية
« أصدقاء المغرب فيفرنسا » نجتمع، عند كل مناسبة، ونتداول في كل مايتعلق
بالمغرب، وعلى جميع المستويات… وهذا دفع بعض الفرنسيين إلى الاستثمارفي
المغرب، خاصة في أكادير، مراكش، والصويرة… وقد دعاني الأمير فيليب، أمير بلجيكا
إلىغرفة التجارة الفرنسية – البلجيكية، أين طلب مني أن أسهر على
تسييرفرع شركة (Europeine security الأوروبية، لم يكن لها فرع في فرنسا. كماالتقيت
السيدة سها عرفات، أرملة الزعيمالفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، عندما حضرتإلى
ليل في إطار مؤتمر للنساء.

  ●

النهضة: لقد كنت من
الداعين إلى توأمةوجدة مع ليل الفرنسية، فهلا حدثتنا عن ظروفهذه
التوأمة، ولماذا لم تأت الثمار المرجوةمنها؟

*السيد اشنيور: في سنة 2002 كتبت رسالة
إلى السيدة مارتينأوبري

Martine Aubry، اقترحت عليها فيها توأمةمدينة ليل مع إحدى المدن
المغربية.
 

● النهضة: ولماذالم
تقترح مدينة وجدة، وأنت أحد الغيورينعليها؟

*

السيد اشنيور: كانت مدينة ليل ستصبح 
في سنة 2004 عاصمةأوروبا للثقافة ، وخشيت أن لا تؤخذ وجهةنظري
بعين الاعتبار، خاصة وان وجدة،في تلك الفترة، كانت لاتزال مدينة مهمشة.

وفي عام 2003 كانهناك
معرض للصناع التقلديين المغاربة،في ساحة الجنرال دوغول، وهي من أكبر ساحاتمدينة
ليل، وهناك التقيت بالسيدة مارتينأوبري، عمدة ليل، وكان حينها الوزير المغربيمحمد
الحليمي حاضرا، وفي خيمة من الطرازالمغربي، نصبتها في ساحة المعرض، سألتالسيدة
مارتين عن مآل اقتراحي الوارد فيالمراسلة التي وجهتها لها سنة 2002، في موضوعتوأمة
ليل مع إحدى المدن المغربية، مؤكدالها استعدادي لمناقشة الأمر وإياها لشرحتصوري،
وأحسم وإياها في اختيار المدينةالمغربية المؤهلة لهذه التوأمة،غير أنها فاجأتني بقولها:
« بما أنكم أنتمالثلاثة: أنت وعبد اللطيف بنعزي، والأستاذمحمد
بشاري، (لم أكن أعرفه من قبل)، من مدينةوجدة، لماذا لا تكون
التوأمة مع وجدة ؟ »،أجبتها هذا شرف لي وشرف لزملائي، ولمدينتي،وأنا
أسعد إنسان على وجه الأرض، لأن وجدةمدينتي، فأعدت سؤالها إن
كان الأمر صحيحاأم أنه مزحة فقط، فقالت لي بأنها مثل والدها « جاك دو لور »، لاتتراجع
عن كلامها ووعودها، فأشرت لها مازحاأن الذي يوجد بجانبي صحفي
يشتغل في أكبرالجرائد في شمال فرنسا، وأنه سينشر بالحرفكل ما
قلته لي ، فلم تعترض. وهكذا نشر الخبرعلى أعمدة الصحافة وانتشر
بين الوجديينفي شمال فرنسا… ولقد أخبرت عبد اللطيفبنعزي
بما جرى حينما التقيته خلال ندوةصحفية، في دار السبتي، في وجدة، فيما التقيتالأستاذ
بشاري، في رحاب القصر الملكي،في تطوان، وخلال مأدبة الغذاء التي كان قد أقامها على شرفنا صاحب السمو
الملكيالأمير مولاي رشيد، والوزير الأول حينذاكإدريس
جطو، أخبرته بما توصلت إليه رفقةعمدة مدينة ليل، غير أنه أجابني مستغرباكيف
أن Martine Aubryعمدة ليل، التي ستصبح فيسنة 2004 عاصمة الثقافة في أوروبا، تقبل توأمةليل
مع وجدة « المعججة » ؟! .

لكن ما أن اقتنعالسيد
بشاري بالحقيقة، حتى بدا في محاولاتترمي إلى إبعادي عن
التوأمة والتحضير لها،والتي عملنا على مدى سنتين من أجل إخراجهاإلى
حيز الوجود، حيث لم يحترم اقتراحاتي،وجرى تهميشي، لقد كان
مقترحي هو أن نعقدتوأمة قطاعية حيث تجري توأمة قطاع التعليممع
التعليم، وتوأمة السياحة مع السياحة،والرياضة مع الرياضة،
وخاصةالباطرونا مع الباطرونا….

أما السيد عبداللطيف
بنعزي، الذي أكن له كل التقدير والاحترام،فقد ساهم في دعم التحضير
للتوأمة، بعيداعن الأضواء، وقد جاءإلى ليل رفقة زوجته،
وأفادنا بتجربته وخبرته..

لقد كانت لدياستراتيجية
ونظرة ثاقبة، لم يتم فهمهاواستيعابها، فرجال الأعمال في تلكالفترة كانوا يميلون إلى
اليمين، بينماكانت عمدة ليل اشتراكية، ولم يكن رجال الأعمالالفرنسيون
يكنون لها المودة، إذ كانوايلقبونها بمدام « 35 ساعة » (35h)، في إشارةمنهم إلى إصرارها على
إقرار مدة 35 ساعةعمل في الأسبوع، لفائدة العمال، وهو مالم
يرق للباطرونا الفرنسيين، ولذلك قلتللسيد بشاري أن يشتغل إلى
جانب عمدة ليل،وأتولى أنا التنسيق مع رجال الأعمال، بحكمترأسي
لجمعية « أصدقاء المغرب في فرنسا »،التي كانت تضم عددا كبيرا
من رجال الأعمال،وكان غرضي هو جلبهم إلى الاستثمار، في وجدة…خاصةوأني
كنت لاعبا للغولف، وربطتني علاقاتمتينة مع أكبر الباطرونا في فرنسا والعالم.

إقصائي أضربالتوأمة،
لقد أراد البعض أن تكون التوأمةبهرجة فقط، بينما ناديت أنا بتوأمة عميقة… لقد تساءل الكثير من رجال
الأعمال الفرنسيين،الذين كانوا يعرفونني لماذا أبعدوك عنالتوأمة،
وأنت الذي عملت من أجلها على مدىسنتين؟ مؤكدين لي أنهم لن يتعاملوا مع المنظمينالجدد
لأنهم لا يعرفونهم…

لقد قدمت للمغربالكثير
والكثير، وصرفت عشرات الآلاف منالأورو لفائدة فرق وفنانين وممثلين مغاربة،طلبة،
مرضى ومعطلين.. عندما كانوا يزورونليل/ مما أكسبني ود وتقدير جنرالات وولاةالجهة،
الذين كانوا يحترمون مواقفي و »لوبياتي »… كما أني شاركت في كل التظاهرات
الداعمةللوحدة الترابية للمغرب، بل أني ساهمتفي
تمويل اكتراء حافلات لنقل المتظاهرينأمام السفارة الجزائرية في
لاهاي، في هولندة،دفاعا عن الصحراء المغربية، وكذلك في باريس..

وعلى ذكر باريس،
فقد كنت ذات مرة بصد اقتناء جرائد مغربية،ولما أردت تأديتها لصاحب
الكشك، أمره أحدهم،كان خلفي بعدم أخذه الواجب مني لأنه سيسددهمكاني،
نظرت خلفي ، فإذا به السيد إدريسالبصري، وزير الداخلية المغربي، وقد عرفأني
مغربي من خلاله عينه البوليسية، التيتابعت ما انتقيته من مجلات
وجرائد مغربية،سألني من أي مدينة مغربية أنت؟، قلت لهمن
وجدة، ودخاني مطعم « لافوكيت » La
Fauquets – Paris، أين عرفني على زوجته، وسلمنيرقم
هاتفه النقال، وهاتف منزله في سطات،وأكد لي أنه سيعرفني علىنجله
هشام، وأثناء حديثنا قال لي، والحسرةبادية عليه، وكأنه متأسف
على أيامه الغابرات: أنت الآن أحسن مني، لأنك لازلت قادرا علىخدمة
وطنك، وأدركت حينها كم هي جسيمة معاناةمن تعود على السلطة، بعد
أن يضطر، مكرها،إلى مغادرتها!.
 

● النهضة: لماذالقبك
الفرنسيون ب »السيد مغرب « Monsieur Maroc »؟

*

السيد اشنيور: لأنني اشتهرت بحبي للمغرب،
ودفاعي عن كلما يتعلق بالمغرب، بل أني وظفت كل إمكانياتيومعارفي
في خدمة المغرب، وكانت لدي هناكمطاعم تحمل أسماء المغرب، ثم أني وأنا فيفرنسا
كنت حريصا على ارتداء الزي المغربي : خلال جميع المناسبات الوطنية والدينية.

نشاطي الناجح،وتأثيري
في الأوساط الفرنسية الفاعلة فيالمجتمع الفرنسي جعلني محط اهتمام وسائلالإعلام
الفرنسية، التي كانت تلقبني ب »السيدمغرب »، كما قلت سابقا،ودفع
القنصل المغربي في ليلإلى أن يسألني، كل مرة، عن سر اهتمام وسائلالإعلام
الفرنسية بي، في حين لاتعيره اهتماما، كنت أعلل ذلك بأقدميتيفي
المدينة، ونشاطي في المنطقة، وأنه لازالحديث العهد في ليل، ثم إن
وسائل الإعلامالأوروبية، وخاصة الفرنسية،ونظرا لاستقلاليتهاتفضل
التعامل مع الشخصيات غير الرسمية،وفعاليات المجتمع المدني… وحاولت إقناعالقنصل
بأن الأمر عاد،كما حاولت ربط علاقة تعاون وصداقة معه لمصلحةالمغرب،
والسفير مولاي عباس القادري شاهدعلى ذلك، إذ بذل جهدا لمد جسر المودة والتعاونبيني
وبين القنصل، لكنه لم يفلح في ذلك،وأشير، هنا، إلى أن مولاي عباس كان يعرفنيجيدا
ويقدرني ويقدر قدراتي وطاقاتي،ومدى حبي لوطني.

وذات يوم أخبرتالقنصل
عن طريق المراسلة بأن وفدا من رجالالأعمال الفرنسيين سيتوجه إلى المغرب،فطالب
بلائحة الوفد، ولما وجد اسمي كرئيسللوفد قام بشطبه، وقال لي بالحرف الواحدمن
تكون أنت حتى ترأس الوفد؟ فأجبته متهكماأنا مساعد الكاميرامان،
الذي يجمع خيوطالكاميرا…

المبادراتالتي
كنت أسعى من ورائها إلى خدمة وطني،لم تجد الترحيب من قبل المسؤولين المغاربةفي
الخارج، فعملوا على عرقلة إقامة توأمةحقيقية ومجدية مع مدينة
ليل، كما أساءواإلى محاولة استقطاب مستثمرين إلى المغرب،وخاصة
إلى الجهة الشرقية، وقد لاحظ كثيرونممن لبوا الدعوة إلى لقاء
وزير المقاولاتالصغرى والمتوسطة والصغيرة، وكنت أنا كذلكمن
المدعوين، حيث حضرتمرتديا الجلباب والطربوش، أي بالزي المغربيالتقليدي،
وكان السيد القنصل المغربي حاضرارفقة زوجته، تلك النظرة الحاقدة التي كانتعينا
القنصل المغربي في ليل تلاحقني بها،وقد قال لي حينها قنصل
الجزائر في ليل:  » يجب أن يفتخر بك وطنك، لأنك أنت  من بينالمسؤولين
العرب القلائل، الذي مثلت بلدكأحسن تمثيل ».
 

● النهضة: ماهي
الأسباب والدوافع الحقيقية التي دفعتكإلى العودة إلى المغرب،
بعد عشرين عامامن الاستقرار في فرنسا؟

*

السيد اشنيور: هناك أسباب عديدة كانت
وراء عودتي إلى المغرببعد استقرار في فرنسا دام زهاء عشرين عاما،وتأتي
على رأسها المضايقات والمعاكساتالتي تلقيتها من طرف علي الأزرق، القنصلالمغربي
في ليل، الذي أصر على معاداتي،دون وجه حق، رغم انفتاحي عليه، ومحاولاتيالمتكررة
لنسج علاقات ودية وطيبة معه،وقد ربطتني علاقات احترام وتعاون مع منسبقوه…
ومن أمثلة ذلك، فضلا عما ذكرناهسابقا، أننا نظمنا أمسية في إطار جمعية « أصدقاء المغرب في فرنسا »،
تحت شعار:
« المغرب
يتحرك »
(Le Maroc en mouvement)، حضرتهاالقناة الأولى والثانية المغربيتان، والإذاعةالوطنية،
وقبل انطلاق الأمسية لاحظنا السيدعلي الأزرق يكثف من اتصالاته، داعيا العديدمن
الشخصيات الفرنسية والمغربيةإلى مقاطعة هذه الأمسية، غير أن جميع محاولاتهباءت
بالفشل الذريع، حيثعرفت الأمسية نجاحا فائقا، وحضرها، علىسبيل
الذكر، 14 سيناتورا، وممثلون، وفنانون،وجمعيات من المجتمع
المدني، وفعاليات حزبيةوسياسية فرنسية متعددة المشارب والتوجهاتالإديولوجية…
وهو ما زاد من حنق وغيض وحقدالقنصل المغربي، في ليل، علي، مما أحبطني،وجعلني
أفكر في العودة النهائية إلى المغرب،وقد فعلتها…وقد سبق لي
أن قلت له: ذات مرة،بأني قد أترك له فرنسا، إن أصر على مضايقتيومعاكستي…عملت،
في مراكش، مستشارا –  Consultant لفرنسا، نظرا للعلاقة المتميزة
والوطيدةالتي ربطتني، ولازالت تربطني بالفرنسيين،وبعدها
عدت إلى وجدة

النهضة: بعد
عودتك إلى المغرب اخترت مراكش،ولم تعد مباشرة إلى وجدة،
لماذا؟

السيد اشنيور:كما قلت ذلك سابقا، لقد
عدتإلى المغرب، وعملت مستشارا لدى بعض الشركاتالفرنسية
المختصة في مجال العقار… ولقدذهبت إلى مراكش لأنه كان لديها حضور فيالخارج،
وكانت إمكانياتها وتحفيزات الاستثمارفيهامعروفة
لدينا هناك، خاصة وأنه كانعلى رأسها الوالي حصاد المشهود له بكفاءتهوانفتاحه
على المستثمرين وعالم الاستثمار…
 

■ النهضة: ولماذا
تركت مراكش وعدت للاستثماروالاستقرار في وجدة؟

السيد اشنيور: فيالحقيقة
لقد زرت وجدة، بالموازاة مع إحدىزيارات جلالة الملك إلى مدينة وجدة، ولقدسررت
بمعرفتي أن وجدة تتغير، وأن الجهةالشرقية أصبحت كلها ورشا كبيرا مفتوحا،وأن
القيمين على شؤون الاستثمار فيها يبذلونجهودا حثيثة للنهوض بها…
في وجدة التقيتبالسيد فريد شوراق، مدير المركز الجهويللاستثمار،
وكنت على سابق معرفة به، إذكنت كثيرا ما ألتقي به، خلال زياراته إلىفرنسا،
وكنا نتداول في أمور الاستثمار،ولا أخفيك سرا إذا قلت لك أنه كثيرا ما كانيمدني
بتوجيهات قيمة في هذا المجال… نعمحدث بيني وبين السيد شوراق
نوع من سوء التفاهم،وهو ناتج عن القيل والقال، وفي الآونة الأخيرة،
استطعنا بعد نقاش ودي إلى تجاوز بعض الخلافاتالمصطنعة، وقال لي مازحا: »
« لدغتنيفلدغتك، وانتهى الأمر ».

وعن طريق السيدفريد
شوراق عرفت أنهليست مراكش، التي تحظى بدورها بوال في المستوى،بل
كذلك الجهة الشرقية، التي يوجد على رأسهاالوالي السيد محمد
إبراهيمي، وهو إطاركفء ومتمكن، وعلى مستوى عال من التكوين،وذو
نظرة استراتيجية ثاقبة، ويتوفر علىمشروع تنموي يستند في أسسه على المبادرةالملكية
لتنمية الجهة الشرقية، التي جاءبها الخطاب الملكي ل18 مارس 2003، في وجدة،والهادفة
إلى جعل الجهة قطبا اقتصاديافاعلا، وطنيا، مغاربيا ومتوسطيا…

وفي هذا الصددفإني
أتعجب كثيرا من النقد المجاني الذييتلقاه السيد الوالي، من لدن البعض، خاصةوأنه
نقد يندرج في خانة النقد من أجل النقد،وفي باب المعارضة من أجل
المعارضة، وخالفتعرف… أنا لست ضد النقد .. نحن في حاجة إلىالنقد
البناء الذي يهدف إلى التقويم والإصلاحعبر طرح البدائل الممكنة…

لقد لمست شخصياوجود
إرادة قوية لدى السيد الوالي من أجلالنهوض بمدينة وجدة، وعموم
الجهة الشرقية،ومن أجل إخراجها من واقع التأخر والتهميش،والارتقاء
بها إلى مصاف المدن المغربيةالكبرى، لذا أعتقد أنه من واجبنا، كوجديين،دعم
هذا التوجه ومد يد المؤازرةله في مساعيه الرامية إلى خدمة المدينةوالساكنة،
وهذا الذي أقوله ليس رياء ولانفاقا، ولا تزلفا أو تقربا، أو حتى تملقا،ولكنها
الحقيقةالتينلمسها جميعا على أرض الواقع…

أعرف أن السيدالوالي
يقضي ساعات طوال في العمل، ويبقىإلى ساعة متأخرة من الليل في مكتبه… فيمكتبه،
في الوقت الذي لا يقضي فيه الموظفون،ساعات عملهم الرسمية داخل
مكاتبهم أو فيمقرات عملهم، وهنا أذكر أني كنت ذات مرةجالسا
في أحد مقاهي وجدة، وتابعت عن غيرقصد،  أحدهم، كان على مقربة مني، وهوينتقد
السياسات الرسمية، وأداء الواليوالمسؤولين، فخلته معطلا ساخطا على الأوضاع،وسألته
هل أنت معطل؟ فأجاب بأنه موظف فيالبلدية، فلم أتمالك نفسيإلا وأنا أقول له، إن
الساعة تشير إلى العاشرةوالنصف صباحا، ونحن لسنا في يوم عطلة، وكانمن
المفروض الآن أن تكون في مكتبك، أو مقرعملك.

لقد غير الواليكل
شيء في وجدة: منظرها العام، مداخلها،مساحاتها، وشوارعها
العمومية… لكنه لميفلح في تغيير العقليات المتكلسة ، ولهذاأقول
لمن يعارض سياسة الوالي باسم البيئة،لا تسألوا كم أزال الوالي
من شجرة، بل كمغرس؟، ثم أين كان هؤلاء عندما كانت وجدةمهمشة
وقفراء، وشوارعها محفرة ومغبرة؟..
 

■ النهضة: ما هي
أولى مشاريعك في وجدة؟

 ♦

السيد اشنيور: بعدما لاحظت أن الجهة
الشرقيةأصبحت عبارة عن ورش كبير مفتوح، فكرت فيأن
أنخرط،بدوري،وانطلاقا من الإمكانياتالمتوفرة في عملية تأهيل
الجهة الشرقيةوتنميتها مستحضرا تجربتي وخبرتي السابقة،وبادرت
إلى تأسيس شركة بناء « New Med Constructions » ، وخلال مرحلة التأسيس وجدت كل التفهم
والمساندةمن المشرفين على شؤون الاستثمار في الجهة،ولم
يبخل علي السيد فريد شوراق، مدير المركزالجهوي للاستثمار، في
وجدة، بتوجيهاتهوإرشاداته، وحتى تشجيعاته. وبعدها التجأتإلى
الاستثمار في المجال السياحي، وفيالسعيدية بدأت نشاطي في لامارينا ميديترانياالسعيدية.
 

■ النهضة: لقد
اخترت الاستثمار في القطاعالسياحي، وفي لامارينا
ميديترانيا السعيدية،كيف تنظرون إلى الدعوات
المتنامية الرافضةلهذا المشروع من منطلقات
بيئية وإيكولوجية؟.

السيد اشنيور:المحطةالسياحية
للسعيدية هي مشروع كبير وكبيرجدا، وأنا متأكد من انه سيخلق تحولاتسوسيو اقتصادية في
المنطقة، وسيعطي الثمارالمرجوة منه، خاصة وأنه مشروع نموذجي علىالمتوسط،
ومن شأنه أن يستقطب سياح أجانب: فرنسيون، إسبان، إيطاليون…، وعرب مغاربيونوخليجيون…
ولهذا أقول لمن يعترض على وجودهذه المحطة في السعيدية، خاصة بعض البيئيينأيهما
أفضل خلق أزيد من 50 ألف منصب شغل،أم الحفاظ على بضعة طيور؟ فأيهما أولى البشرأم
الطيور… ثم إن المشروع ككل لم يهدد البيئة،ولم يمس محمية الطيور،
فهذا المشروع سيعطيدفعة قوية لاقتصاد الجهة بأبعاده، الوطنية،المغاربية
والمتوسطية، وهو مشروع رائدعلى المستوى المتوسطي، ودفاعا عن المحطةالسياحية
للسعيدية، التي تنشط عدة جمعياتوشخصيات في معارضتها، وضمنهمالسيدة عليمة بومدينالنائبة
في البرلمان الأوربي التي سأراسلهافي الموضوع، وأسالها كيف أنها تعارض مشروعااستثماريا
ضخما، في جهة تعاني من الهشاشةوالفقر والبطالة، فهل ترغب السيدة عليمةأن
تظل الجهة مصدرا لقوارب الموت؟كما أني سأكاتب، في الموضوع نفسه، السيدة: Polette
Despierre  la Doyen
de l Amitiee France Maroc au Saint du Senat FranÇais.

ثم علينا أننعلم
أن كل الشواطئ في بلدان أوروبا ، كإسبانياوفرنسا، مسورة بجدرانإسمنتية،
وتوجد بها منتجعات ونواد، إقاماتومشاريع سياحية، وحتى السيدة بريجيت باردو،المعروفة
بدفاعها المستميت عن حقوق الحيوان،والبيئة يوجد منزلهاعلى ساحلSaint Tropez، في فرنسا، أين
يقيم العديدمن أثرياء فرنسا، إذن لماذا لا تحارب مثلهذه
المشاريع في البلدان التي تعلمنا الحفاظعلى البيئة؟
 

■ النهضة: على ذكر
الاستثمار، كيف ترى واقعالاستثمار في الجهة
الشرقية؟

السيد اشنيور: فيالواقع
لا أخفيك شيئا إذا قلت أن الأمورلم تعد كما كانت، في السابق، وأن مجهوداتكبرى
بذلت من أجل تيسير مساطر الاستثماروتحفيز المستثمرين واستقطابهم…ولكن لاتزال
هناك انتظارات وعوائق.. ولابد من بذلمجهودات إضافية، سواء على
مستوى البنىالتحتية أو القوانين والمساطر الإدارية… ولكن المهم هو أن قطار
التنمية وضع، هذهالمرة، على السكة السليمة، بقيادة كفأةومتمكنة…
والتغيير لا يمكن أن يأتيدفعة واحدة بل عن طريق التراكم والتدرج.

ومن أجل النهوضبوجدة
والجهة الشرقية أقترح إنشاء مجلساستشاري جهوي (أو مجموعةGroupe) يتألف من مسؤولين،رجال
أعمال، مثقفين، رياضيين، رجال إعلاموباحثين،يهتم
بجميع ما يهم المدينة وتطويرها وتنميتها،يقترح المشاريع وينجزالدراسات
والأبحاث… وبصفة إجمالية يكونبمثابة جماعة ضغط (لوبي) لمصلحة المدينة.
 

■ النهضة: هل تقترحأسماء
معينة لشغل هذا المجلس؟

السيد اشنيور: فيالواقع
يصعب اقتراح بعض الأسماء، ورغمذلك سأعطي فقط بضعة أسماء ممن أتذكر الآن: أولا أقترح السيد الوالي
لأهميته كعنصرفاعل ولنظرته الثاقبة، السيد حجيرة لجرأتهوكفاءته،
سليمة فراجي لمسارها إلى الأمامودون توقف، كمال السميري ، نظرا لاطلاعهوتفتحه،
فريد شوراق لفصاحته وخبرته فيمجال الاستثمار، صباح الطيبي لنزاهتهاوعملها
الجاد، بوشتى لتكوينه واجتهادهفي عمله، بيوي لحسن استغلاله الفرص، وهوارلطيبوبته
وحسن تدبيره، علي بلحاج لحنكتهوعلاقاته الداخلية والخارجية..يوسف الزاكيلتجربته
ودقته في تدبيرعمله في المجال الفندقي،أحمد كرفاتي..وبوشطاط « رحال الجهة الشرقية،
وأعتذر مسبقا إننسيت ذكر بعض الأسماء الوازنة….
 

■ النهضة: أسستم
جمعية »أحب ميديترانياالسعيدية » لأية أغراض
وما هي أهدافها؟

السيد اشنيور:لقدكان
الهدف الأساس من إنشاء جمعية « أحبميديترانيا السعيدية »،
هو جمع كلمة المهنيينمن ـأصحاب مطاعم « لامارينا ميديترانياالسعيدية،
وإيجاد ناطق واحد وممثل لمصالحهم،وقادر على إسماع صوتهم ورأيهم إلى جميعالمعنيين،
وتهدف الجمعية حسب قانونها الأساسيإلى:ترقيةوتطوير جميع الأعمال الهادفة إلى تنميةلامارينا ومدينة ميديترانيا السعيديةوالجهة الشرقية، والمساهمة في جميع الأنشطةوالفعاليات الرامية إلى النهوض بها، فيجميع الميادين.

كما أنالجمعية، وبمبادرة من رئيسها، بصدد إيجادممثلين لها، من أبناء الجهة، في  باقيجهات المغرب، وعبر أنحاء العالم، يكونونبمثابة سفراء، مستشارين ومبعوثين للجهةالشرقية، في أماكن تواجدهم، بهدف خلق تواصلبينهم وبين جهتهم، وحشد طاقاتهم وشحذها،واستقطابهم إلى المساهمة في تنمية جهتهموتقدمها. 

■ النهضة: كيف
تتوقع مستقبل الجهة في ظل التحولاتالعميقة، التي تشهدها في
الوقت الراهن؟

السيد اشنيور: لقدحولت
المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية،والعمل الكبير الذي قام به
السيد الوالي،من أجل ترجمة المبادرة الملكية،  إلىحيز
الواقع، إلى ورش تنموي مفتوح وكبير… ومما لا شك فيه أن هذه المشاريع المنجزةوالتي
هي في طور الإنجاز ستغير الكثير منوجه الجهة.

وإذا ما أخذنابعين
الاعتبار المؤهلات الطبيعية والتنوعالطبيعي والإيكولوجي
للجهة، سيتبين لناالمستقبل الزاهر الذي ينتظر الجهة.
 

■ النهضة: هل
لازلت على علاقة بعالم الرياضة،خاصة رياضة الجودو؟

♦ ا

لسيد اشنيور: نعم  » من شب على شيء شاب عليه »
فلا أزالأمثل الجامعة الملكية للجودو في أوروبا،كما
أن لعبتي المفضلة منذ 10سنوات هي الكولف، ومع تواجدنا في السعيدية،وتواجد
ملاعب للكولف، شيدت في إطار مشرعمحطة ميديترانيا السياحية، فإننا نفكرفي
إقامة مباريات ودوريات وطنية ودولية،في رياضة الكولف في هذا
المصطاف المغربيالأصيل.
 

■ النهضة: ما هو
رايك في المستوى العام للرياضةفي الجهة الشرقية؟

السيد اشنيور: رغمإنشاء
بعض البنيات الرياضية التحتية، فيالمدينة والجهة، فإن الرياضة في الجهةالشرقية
تقهقرت وتراجعت سواء على مستوىالأداء، أو على المستوى التقني أو النتائج .. وذلك راجع إلى أسباب عديدة
يمكن إجمالهافي أن أنديتنا وجمعياتنا الرياضية تداروتسير
بأساليب وطرق قديمة، ولازالت الديمقراطيةالداخلية مغيبة داخل أجهزة
التسيير، فضلاعن العشوائية والارتجالية والمزاجية فيالتسيير
والتدبير، وهذا كله ينعكس سلباعلى الأداء العام للرياضيين الذين يمارسونفي
شروط غير مناسبة بتاتا، وفي ظل أوضاعمادية مزرية، في الوقت
الذي تتجاوز فيهميزانية بعض الأندية الأوروبية ميزانيةبعض
الدول الإفريقية… ويتقاضى لاعبونأجورا تفوق أجور بعض الوزراء ورؤساء الدول.
 

■ النهضة: وماذا تقول عن
الوضعية التي يوجد فيها،حاليا، فريق المولودية الوجدية،
فرع كرةالقدم؟

♦ ا

لسيد اشنيور:إنهلمن
المؤسف أن نجد فريقا عتيدا، بأمجادوتاريخ حافل بالألقاب، مثل المولودية،في
وضعية كهذه التي يوجد عليها، في أسفلترتيب بطولة القسم الوطني
الثاني… وأناهنا لا أقول أن كرة القدم، في وجدة، والجهةالشرقية
غير قادرة على إنجابلاعبين من عيار ثقيل، أمثال الفيلالي،السميري،
جويط، مرزاق، الطاهري وغيرهمكثير… ولكن لأن الفريق يعاني من أزمة بنيويةعميقة
تعود إلى أشكال التسيير وطرق تدبيرالموارد البشرية والمالية.. وبصفة عامةإلى
العقلية المسيرة، والتي تنساق وراء « القيل والقال »، وتمارس الإقصاء والتهميش،وتغليب
المصالح الأنانية والفئوية علىالمصلحة العامة..ولهذا أقول أنه مادامتأحوال
المولودية على ما هي عليه فلن يفلحأي مدرب، مهما كانت خبرته وحنكته، من إخراج المولودية من وضعيتها،
فالأمر يحتاج إلىتغيير جذري في العقليات المتحجرة، وأساليبوطرق
العمل العتيقة، ويستلزم التواصل والانفتاحعلى المحيط السوسيواقتصادي…
ولو كنت مكانالرئيس الحمامي لقدمت استقالتي… إن أزمةالمولودية
أكبر من أن تكون أزمة رئيس ومدرب،أو جمهور، المسألة أكبر بكثير، فهل يتحملالقيمون
على شؤون المولودية المسؤولية،ويكشفون بكل جرأة عن الواقع المر للمولودية،ويدعون
إلى مراجعة الذات، ويعملون علىبناء فريق بعقلية حديثة، ووفق استراتيجية محكمة وواضحة، وبرنامجعلمي
وعملي قابل للتطبيق.

لقد عشت في فرنساقريبا
من فريقي »ليل » و »لانسLens « ، ورأيت مدى التشجيع الذييحظى
به هذه الفرق، من قبل ساكنة المدينة،حتى أن أغلبية سكان لانس
منخرطون في ناديلانس لكرة القدم، حتى ولم يكونوا كلهم يدخلونإلى
الملعب، علاوة على الشركات وتنافسهافي هذا المجال، وداخل
الملعب  نلاحظلافتات  باسم المحبين، ونجد للشركاتداخل
الملعب أماكن Loge، تعرض فيها منتوجاتالشركات.

في فرنسا تكونالمباراة
مناسبة للتعارف بين رجال الأعمال،وفرصة لاستكشاف آفاق الاستثمار..

أما عندنا فالجمهورشبه
غائب عن الميادين، ولا وجود لشركاتتهتم بالرياضة، وتستثمر فيها.. والأنديةفقيرة
لا تجد حتى ما تسدد به منح اللاعبين،أو ثمن تنقلهم خارج
الميدان.

في أوروباالفرق
عبارة عن شركات ضخمة، برساميل طائلة،ولديها استثمارات في
العقار، وإنتاج المعداتالرياضية وغيرها .. أما عندنا فلا زالت الهوايةوالارتجال
هما الطاغيان…

ولا أمل في التقدمعلى
هذا الصعيد دون القطع مع كل هذا ونهجطرق وأساليب ديمقراطية،
حديثة، في التسييروالتدبير والتواصل…
 

النهضة: لقد
تحدثنا في أمور الاقتصاد والرياضة… فما تقول لنا عن المجاس المنتخبة (خاصةالمجلس البلدي، ومجلس الجهة الشرقية)،التي لا يخفى دورها على أحد في العمليةالتنموية.

♦ ا

لسيد اشنيور: فيالحقيقة
فإنه من السابق لأوانه الحكم علىأداء المجلس البلدي الحالي نظرا لحداثةتشكيله،
وكل ما يمكن قوله أن السيد عمرحجيرة إنسان مناضل، من عائلة مناضلة، ومشهودله
بثقافته وتكوينه وتجربته السياسية،وحبه الكبير للجهة الشرقية،وهو صديق طفولتي، ودرست
وإياه خلالالمرحلة الثانوية، وأعرف أنه >كي، وجدثومثابر، وهو إنسان عملي..

وأتمنى أن يجدكامل
الدعم والمساندة من طرف ساكنة وجدة،حتى يتمكن من إنجاز
برنامجه الطموح، الراميةإلى النهوض بوجدة..

والشيء ذاتهيمكن
أن يقال عن مجلس الجهة الذي لا يزالفي بداية انطلاقته، بعد
الانتخابات الأخيرة،في ما يخص رئيس هذا المجلس فلم أتعرف عليهإلا
أخير، وجلك خلال الزيارة الأخيرة للسيدفؤاد عالي الهمة إلى وجدة،
وأتمنى أن يوفقفي مهامه، وينفتح على فعاليات المدينة،بغية
تكاثف جهود الجميع من أجل تنمية الجهةوتقدمها.
 

■ النهضة: هل أنت
نادم على العودة والاستقراروالاستثمار فيها؟

السيد اشنيور: لالست
نادما، خاصة مع وجود إرادة ملكية سامية، يسهر على بلورتها وإخراجها إلى حيز الوجودمسؤول
في المستوى كالسيد محمد إبراهيمي،والي الجهة الشرقية، عامل عمالة وجدة أنكاد… وإن كنت قد صدمت بعدم
تغيير عقلية النخبةفيها، إذرغم سقوط جدار برلين وسقوط إيديولوجياتوثقافات،
وحتى إمبراطوريات..فلا زالت نخبتنا،في وجدة، تستهلك جل
أوقاتها في المقاهي،والنميمة، والنقد ولاشيء سوى النقد الهدام،والاجتهاد
في خلق النقائص والثغرات…دونالبحث عن البدائل الموضوعية والممكنة
 

■ النهضة: هل من
كلمة أخيرة؟

السيد اشنيور: أشكر كل من يعمل لفائدة
المصلحة العامةويسعى إلى خير المدينة والجهة الشرفية،وكل
المغرب، كما أشكر جريدة النهضة علىإتاحتها لنا هذه الفرصة للتعبير عن أفكارنا.. وأستغل الفرصة لأوجه ندائي
إلى كل المسؤولين،خاصة في إقليم بركان، من أجل دعم حافلاتفوغال
لنقل المستخدمين، حتى تعيد تشغيلخط الحافلات التي كانت تستغله، والرابطةبين
السعيدية المدينة ولامارينا ميديتيرانيا

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *