Home»Régional»معلم ….يعتبر نموذجا يقتدى به….

معلم ….يعتبر نموذجا يقتدى به….

0
Shares
PinterestGoogle+

التقيت به صدفة ,تجاذبنا أطراف الحديث,سألته عن مقر اشتغاله ,فأجابني أنه يعمل في نواحي تندرارة نيابة فكيك. تخرج من مدرسة تكوين أساتذة التعليم الابتدائي لهذه السنة وعين بهذه النيابة العريقة الحاملة لطاقات وخبرات من كل الأصناف والفئات,الا أن حظها سيئا من قلة الموارد البشرية وكثرة المصاعب المادية وتفاقم المشاكل الموضعية.
أستاذ فتي في ريعان شبابه ,أبهرني بتفاؤله وحبه لوظيفته رغم أنه لا زال في البداية « وكم من مدرس تجده ناقما رغم أنه لا زال مبتدئا  » سألته من هنا وهناك عن كيفية تأقلمه مع عمله الجديد بفرعية نائية ,ففاجأني بلطافة وحب للمهنة ودأب على الطريق الصحيح الذي رسمه لنفسه والذي أظنه سيفتح له مجالا للنبوغ والابداع لما يظهر على محياه من روح مرحة ووجه بشوش وسماحة واستعداد للمساهمة الايجابية .

رغم أنه لا زال في بداية مشواره ورغم أنه لم يلتق مع تلامذته الا لحصص محدودة وأيام معدودة ,الا أن استعداده وكفاءته وطابعه الاجتماعي ساعده على كسب ثقة أهل القبيلة الذين استقبلوه بصدر رحب فكان نعم المرحب به . ومما حكى لي أنه التقى صدفة مع بعض الاماراتيين الذين يرتادون الصيد بتلك الجهة والمعروفين بالكرم والمساعدات المتعددة لأهل تلك المنطقة . وبعد أن تعرف اليهم تجادب معهم أطراف الحديث وأوضح لهم انعدام الكهرباء هناك ,ففوجئ صبيحة الغد بتوفيرهم للطاقة الشمسية المولدة للكهرباء والتي مكنته من تعبئة بطارية بالنهار لاستعمالها بالليل.ومما حكى أيضا اتصاله بالأهالي ممن يرعون الماشية وعرضه عليهم تقديم دروس في محاربة الأمية مما أثلج صدري وجعلني أرجع سنوات للوراء عندما كان الأساتذة يقدمون الدعم المجاني للتلاميذ المتعثرين والمقبلين على امتحانات اشهادية ,وعندما كان الأساتذة يساهمون في أنشطة موازية متنوعة بالمؤسسات التي يعملون بها من مسابقات ثقافية ومجلات حائطية وأنشطة مسرحية وكتابات على الجدران ورسوم على الحيطان ,ومن مسابقات رياضية كانت تقام مساء الجمعة والتي أنتجت ابطالا كبارا ودعما بشريا هائلا للفرق الرياضية التي كانت تتطعم من رياضيي المؤسسات التعليمية,ومن تنافس بين الأساتذة لمن يتحصل تلامذته على أكبر المعدلات وأحسن النجاحات…..

معلم  » أستاذ للتعليم الابتدائي » ذكرني بأيام زمان عندما كان المعلم قدوة حسنة وهيبة مصانة ,من ذلك أستاذي المرحوم السيد اجماهري رئيس الشئون التربوية بنيابة وجدة سابقا والذي درست عنده بمدرسة الحبوس بوجدة وبقيت أستحيي منه الى وفاته من شدة احترامه وصحة احتدامه ,ومن ذلك أستاذي السيد حيدة مدير ثانوية عبد المومن سابقا والذي لم أجرؤ على محادثته يوما الى حين تقاعده عندما كلفت بكلمة أثناء حفل تكريمه ففاجأته انني من قدماء تلامذته باعدادية البكري.
اننا في حاجة الى مثل هؤلاء الشباب اليافعين اليانعين المستعدين للعمل الدؤوب والتضحية في سبيل اعداد جيل فرطنا كثيرا في حقه وحملناه أكثر من وزره .تعليمنا في حاجة الى انخراطنا رغم تحفظنا على الكثير مما يحاك حولنا .مسئولياتنا موجودة ومساهمتنا غير محدودة وتدخلاتنا أصبحت معدودة. والله المعين لكل من يريد خيرا لهذا البلد الحبيب.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. عكاشة ابو حفصة
    22/12/2009 at 13:27

    الله المعين لكل من يريد خيرا لهدا البلد الحبيب.كلمة قيلت في حق هدا المعلم الدي وهب شبابه ومعارفه البدغوجية من اجل تعليم هؤلاء الاطفال الدين سيكون بادن الله رجال مغرب الغد. ان محبة العمل والاقبال عليه بروح من المسؤولية والتفاءل يدفع المدرس بان يعطي كل ما عنده. ان حبه هدا دفعه الى تقديم خدماته الى كبار السن عبر محاربته للامية ان مثل هؤلاء الشباب هم من يسعون الى تقليص الامية بهدا البلد الطيب اهله.فالامية ليست نهاية العالم وكم من عصامي وصل القمة دون جلوسه ولو لتانية واحدة اما السبورة داخل حجرة الدرس.ان بلادنا قد خطت خطوات كبيرة في مجال محاربة الامية في العقد الاخير وهدا راجع بالاساس الى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي ناد بها امير المؤمنين جلالة الملك نصره الله.مما جعل كبار السن نساء ورجالا يقبلون على عملية محاربتها بمشاركة الجمعيات الوطنية والمحلية ومن خلال كدلك عملية التطوع التي يقوم بها بعض السادة الاساتدة من امتال هدا المعلم. فجز الله كل استاد يهب حياته في خدمة الاجيال الصاعدة من خلال عملية الدعم والتقوية المجانية التي يراد من ورائها وجه الله تعالى.

  2. prof
    22/12/2009 at 13:27

    تحية و إجلال لهذا المعلم المبتدأ و نعم رجل التربية، رغم كل ما يقال لازال هناك الغيوريين على هذا البلد يشتغلون في الخفاء.مرة أخرى تحية و غجلال و لو كنت أتوفر على بريدك لكاتبتك لتحفيزك.وفقك الله

  3. محمد الدرس
    24/12/2009 at 13:01

    ما راقني في هذا المقال هي الطريقة التي تم بها تقديم حلول فعلية لوضعنا التعليمي قول: كلمة حق ، تشجيع المبادرات ، البحث عن النقط الإيجابية في ممارساتنا اليومية …
    كفانا من النظرات التشاؤمية

  4. directeur
    24/12/2009 at 13:01

    اتمنى كتل التوفيق لمثل هؤلاء المعلمين
    أنصحه بأن يبقى محافظا على هذا الحماس لأن التجربة الميدانية وخاصة بالادارة التربوية علمتنا أن الأستاذ المبتدئ دائما يكون عند حسن حظ الجميع الا أنه و مع مرور السنوات يفقد كل المبادئ و الطموحات و المعنويات و يتحول الى أستاذ ينتظر الأجرة عند نهاية كل شهر

  5. Abdelaziz BOUTALAKA
    24/12/2009 at 13:01

    En bref,voila un jeune professeur exemplaire…bonne continuation.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *