وجدة : من نيابة التخمة إلى نيابة الخصاص الهيكلي
بدعوة
كريمة من السيد النائب الإقليمي لوزارة
التربية الوطنية الجديد لنيابة وجدة أنجاد،
انعقد يوم الخميس 12/11/2009 بمقر النيابة ،
اجتماع رأسه السيد النائب وحضره أعضاء
مكتب جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ
إعدادية القدس بوجدة، لمناقشة الخصاص في
الأطر التربوية والإدارية والأعوان، وتعويض
الأطر التربوية المتوجهة للديار المقدسة،
ومسألة فصل قاعة الصلاة عن المؤسسة،وضرورة
إضافة العطلة الجهوية وراء عيد الأضحى
وليس قبله، والعديد من القضايا التربوية
التي تشغل بال الآباء والأولياء، كما كانت
مناسبة اغتنمها مكتب الجمعية للترحيب بالسيد
النائب والتعرف عليه. لا يجادل أحد في إن
الخصاص الذي تعاني منه المؤسسة في أطر تدريس
مادة علوم الحياة والأرض، حرم العديد من
تلامذة السنة الثالثة من دراسة المادة
منذ الدخول المدرسي ولحد الآن، والكل يعلم
أنهم سيمتحنون لأول مرة في هذه المادة بعد
مراجعة القرار المنظم لامتحان نيل شهادة
السلك الإعدادي، والذي عدل القرار الوزيري
رقم 2384.06 بتاريخ 23 رمضان 1427، موافق 16/10/2006.
ولقد تفهم السيد النائب قلق وحيرة الآباء
وتدمرهم، وهم يستمعون إلى الخطاب الرسمي
المعسول والمبالغ في التفاؤل، وحديثه بأغلظ
مصطلحات المدح والتبجيل للدخول المدرسي
الجديد، بينما الواقع يكذب ذلك، كما أعترف
سيادته بحق الآباء مطالبتهم الإدارة
الوصية بتوفير الأطر التربوية،وأشار السيد
النائب أنه كان يعتقد أن وجدة » نيابة
التخمة »، فإذا به يفاجأ بخصاص هيكلي،
مصرح به ومسجل لدى المصالح الأكاديمية
والوزارية، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذا
الخصاص لا يرقى إلى درجة الخصاص المسجل
في النيابات الأخرى، مثل الناظور وفجيج،
وفي سؤال في الموضوع، للسيد شكري الناجي
النائب السابق ،خلال زيارته الأخيرة للمدينة
لتسليم السلط، أكد ذلك،وأضاف عندما كنت
أطالب بالزيادة في الأطر التربوية ، كان
بعض زملائي السادة النواب يعارضونني،بدعوى
أن النيابة تعاني من التخمة ووجود الفائض
، وأضاف أنه جعل حدا لظاهرة الأشباح، وأرجع
الفارين من الممارسة الصفية إلى أقسامهم
، وقضى على الكثير من الظواهر الشاذة ،
وتمكن من تكوين جهاز إداري فاعل ومنضبط
دون أن يظلم أحدا، أو يتعسف على أحد، بل
كانت كل قراراته تستند دائما على النص،
ولقد كان التأثر والأسف باديين على سيادته
، لأنه لم يتمكن من استكمال مشروعه وأن
بعض حلقاته ستضيع، واعتبر الكثير من الإخوة
الذين جالسوه أن النقل المفاجئ، وغير المبرر
للسيد شكري الناجي ،كان « اختطافا »
في واضحة النهار، أكثر منه انتقالا…وأقول
عجبا للمخزن، كم من مسؤول كتبت في حقها
مئات الشكايات وتم الاحتفاظ به في منصبه،
ليزداد طغيانا وتجبرا،بينما يتم نقل آخر
لأنه أراد العمل، وإظهار حنة يده…وأظن
أن هذه الظاهرة خاصية مغربية بامتياز ،
لقد علمونا في تاريخ المغرب أن القائد والمسؤول
الجيد هو الذي لا يسمع عنه شيئا، لا جيد
حتى لا يحسد، ولا قبيح حتى يلام ،وفي كلتا
الحالتين سيتعرض للنقل أو العزل.،ويبقى
دائما للمخزن منطقه الذي غالبا ما لا نفهمه
،ويبقى للعامة منطقها ورغباتها… وفي حديث
عن الأوضاع الذي ورثها عن سلفه ، أكد السيد
يوسف العياشي، أنه وجد مشاكل كثيرة ومتنوعة،لكنه
عازم على حلها، ولا مجال لليأس و للتشاؤم
ونحن نؤيده ونقول له إننا نؤمن بأن المتشائم
يرى الصعوبة في كل فرصه, والمتفائل يرى
الفرصة في كل صعوبة، ونحن نعتقد أن التسع
سنوات من التدبير النيابي الناجح لسعادته
في الحزام التربوي الفقير والمهمش لكفيلة
بمنحه القدرة والكفاءة لإيجاد الحلول المناسبة،
ولعل ما يحاصره أكثر ويطوق عنقه ،كونه أستاذ
مادة التاريخ والجغرافية ويعلم علم اليقين
أن التاريخ يصنعه الإنسان، وأن للجغرافية
إكراهاتها وتحدياتها، بالإضافة إلى كونه
» ولد لبلاد »، ويعرف ماذا فعل أبناء
المنطقة بمدينتهم ، التي أدموها حتى النخاع،
وأظن أنه يذكر جيدا القول المشهورلونتسون
تشرشل » سوف يذكرني التاريخ بالخير ,طالما
أنني سأكتبه بيدي »، فلهذا فهو مطالب،
بكتابة تاريخ الثلاث سنوات الباقية في
مشواره الإداري بحروف ذهبية، ومفروض عليه
أن ينجز أكثر مما أنجزه سلفه » أبو أيوب »
الذي ترك أصداء طيبة في نفوس الشغيلة التعليمة،
معارضة وموالاة،، وخلف فراغا موحشا لدى
جمعيات الآباء التي كان يتجاوب معها عبر
منابر مختلفة، وبشكل لافت، لقد كان رجل
تواصل ،خاصة وأنه كان يعد مشروعا مهما لتسهيل
التواصل مع الجميع دون حواجز بروتوكولية
ورسميات، تماشيا مع متطلبات المرحلة التي
تمر به البلاد ، وأوجد له الأطر البشرية،
ووفر له الإمكانات التقنية. وتؤكد مختلف
الاستقبالات الحارة التي تلقاه خلال زيارته
الأخيرة للمدينة عن المكانة التي كان يحظى
بها هذا الإنسان لدى مختلف الساكنة الوجدية،
سيكون واهما من يعتقد أننا نبكي على الأطلال
أو نقدس الأشخاص، أو فقدنا امتيازا أو حظوة.نتمنى
أن يتمكن « أبن المنطقة » النائب الجديد
أن يزيل هذه الوحشة، وينجز أحسن مما خلفه
سلفه، وأظن أن البصمات الني تركها السيد
يوسف العياشي في إقليمي الناظور وفجيج
تشكل رصيدا سيزيد قيمة مضافة إلى الميدان
التربوي بوجدة، قطب الجهة الشرقية، وهذا
ما نعتقده ونتمناه، وكما ساندنا السيد
النائب السابق مساندة نقدية، وساهمنا معه
في حل الكثير من المشاكل، متفهمين الظروف
والإكراهات التي تعيشها النيابة في ظل
الأزمة، سنساند كذلك « السي يوسف « طالما
صان المدرسة العمومية ،وحماها ودافع
عن كرامتها بشرا وحجرا وشجرا… وهذا حديث
أخر، وعلى كل حال، لقد وعد السيد النائب
بتوفير الخصاص الذي تشكو منه المؤسسة في
أقرب وقت،والتعاون مع الآباء الذين اعتبرهم
عيونه الخارجية الساهرة والحريصة والغيورة
على مدرستها، وأن خط الاتصال معه مفتوح
ليل نهار،وأبواب مكتبه ومختلف أبواب المصالح
النيابة مفتوحة أمام كل من أراد المساهمة
في حل المشاكل ورفع التحديات،ونشكره على
حفاوة الاستقبال ، ونقول لسيادته أن رسالته
وصلت …
نقل أعضاء
مكتب الجمعية إلى السيد النائب، وطالبوه
بتبليغ السلطات المعنية ،تدمر واستياء
الأطر التربوية والإدارية العاملة بالمؤسسة،من
اجتزاء وبتر قاعة الصلاة من المؤسسة، وفصلها
بشكل تعسفي عن المؤسسة الأم، مع ما في ذلك
من حرمان التلاميذ والأطر التربوية من
أداء فريضة الصلاة…الكل يعلم أن « مسألة
المسجد » مرت بمراحل متعددة و طويلة ،
عرفت شدا وجذبا ، ومدا وجزرا، وتدخلت السلطة
المحلية لمصادرة العتاد ووسائل البناء،معلنة
رفضها فتح المسجد للعموم،تم هذا المسلسل
دون إشراك المعنيين بالأمر، ودون علمهم،
وها هي أعلى سلطة في الجهة اليوم، توافق
على ما رفضته البارحة، ولا اعتراض لنا على
ذلك، كما كنا نقول دائما، أما أن يفتح للعموم
ويمنع أهل البيت، فهذا ما لا نوافق عليه،
لهذا نضم صوتنا إلى أسرة إعدادية القدس
، ونطالب السلطات بفتح باب أخر كما كان
متفق عليه سابقا، ليؤدي الراغبون من التلاميذ
والأطر صلاتهم، وأظن أن السلطة ليس في حاجة
إلى الردود الانفعالية والاحتجاجية، وفي
جميع الأحوال فإن مكتب جمعية الآباء يحمل
السيد مدير أكاديمية الجهة الشرقية المحترم
مسؤولية التفريط في الوعاء العقاري التابع
لوزارة التربية الوطنية بالمدينة،فهو
أمانة في عنقه، ويدخل في مجال اختصاصه،
ويطالبه بضرورة وقف هذا النزف الذي أصاب
العديد من المؤسسات التعليمية، دون استشارة
العاملين بها، ضاربين عرض الحائط بكل مجالسها
التي من المفروض استشارتها والأخذ برأيها
، في الوقت الذي كثر فيه اللغو على انخراط
الشركاء، وأضحوكة الالتفاف حول المدرسة
العمومية، و ملحمة الجهوية وأسطورة استقلاليات
المؤسسات ، ومختلف أنواع الخطابات الإنشائية
التي تفرضها المناسبات، في الوقت الذي
تمرر فيه السلطة قراراتها ومشاريعها بالقوة
دون استشارة أحد .كما نطالب السي محمد بنعياد
بتوفير الاعتمادات المالية من اجل ترميم
وإصلاح المؤسسات الفارغة الموجودة داخل
المدينة التي تعد جزء أساسيا من الذاكرة
الجماعية الوجدية، حتى لا تتعرض « للتسونامي
الولائي »، وتتحول إلى دكاكين وقيساريات،
ونخشى يوما، يرونه بعيدا ونراه قريبا،
لن نجد شبرا نقيم عليه مشاريع اجتماعية
لصالح الأسرة التعليمة.
إننا
نثمن ونقدر المنجزات الكبيرة التي يقوم
بها السيد والي الجهة الشرقية ،عامل عمالة
وجدة أنجاد والذي تمكن من انجاز ما لم يتم
إنجازه خلال نصف قرن من الاستقلال، ولن
تنساه الذاكرة الشعبية التي سوف تؤرخ باسمه،
ونحن كمثقفين لن ننسى الوالي المدبر ( الجيستيونير(والأكاديمي
ورجل السلطة، ولن ينسى الوجديون أبدا الأعمال
الجليلة التي قامت بها سيادته، إلى جانب
العديد من المحسنين، وذوي الأيادي البيضاء
وعلى رأسهم فضيلة الشيخ العلامة مصطفى
بن حمزة حفظه الله ،ولن نسمح لأحد باتهامنا
بمعارضة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،
لأننا ندرس التلاميذ في السنة الأولى باكلوريا،
بأن التنمية البشرية هي التحسين المستدام
لظروف معيشة الناس في جميع المجالات، لكننا
نتحفظ على الطريقة والأسلوب الذي تتم وتنفذ
به بعض الانجازات، في ظل غياب الإعلام المواكب،والتي
ركزت على الواجهات ،وأهملت الأحياء التي
تحولت إلى أحياء خارجة عن القانون.لقد خيل
لنا أن الوعاء العقاري التعليمي مستهدف،
وسائب، وأن هناك مشروعا يستهدف محو الذاكرة
والتاريخ، من خلال محو مؤسسات ومدارس من
الخريطة، ونخشى يوما نضطر فيه للحديث عن
الكثير من معالم المدينة باستعمال أفعال
الماضي، كما أصبح الكل يقرأ اللطيف، كلما
مر الوفد الولائي أمام مدرسته أو منزله
أو دكانه، والكل يخشى الزيارات « السبتية »
الولائية، التي غالبا ما تنتهي بإعدامات
عقارية، ولا زلت أذكر كلمة للسيد الوالي
في قاعة نداء السلام بكلية الأدب بجامعة
محمد الأول، مفادها أن « ما يهمه هو خدمة
ورضا ملك البلاد جلالة الملك محمد السادس
وخدمة الوطن »، ونحن نتفق معه، ونثمن
وطنيته ووفائه وإخلاصه، ونذكره بأننا في
الوطنية سواسية ، و بأن الوطن ليس « بأرض
موات »، بل يضم رعايا ومواطنين مخلصين
لله وللوطن وللملك …وعلى الوطنية أن لا
تعمي أعيننا على رؤية الحقيقة, فالخطأ خطأ،
بغض النظر عن من صنعه أو فعله.لقد تكونت
لدينا قناعة أن ليس هناك جهة أو طرف في الجهة
بإمكانه أن يقول للسي محمد الإبراهيمي
كلمة « لا »…علما أن الجبان يموت ألف مرة ،و الشجاع
لا يموت إلا مرة واحدة.. نريد التقدم والازدهار
لمدينتنا حتى تضاهي باقي المدن لكن نقول
» أنده أزايي »، ومهما كانت المبررات
ف »جحا أولى بلحم ثوره »، فإذا لم تكن
لنا مشاريع اجتماعية جاهزة خاصة بأسرة
التعليم الآن، ففي المستقبل يمكن أن نحقق
ذلك ، فمن حق أسرة التعليم أن تكون لها مسابح،
ودور ضيافة، ونوادي مختلفة، ومكاتب لجمعيات
الآباء، وقاعات متخصصة، ومدارس للتعليم
الأولي، إسوة بموظفي المكتب الوطني للكهرباء
والمكتب الشريف للفوسفات… أم تريدون أن
يبقى المعلم وأسرته دائما في أسفل السلم
الاجتماعي؟ إنني استغرب كثرة الفضاءات
والقاعات التي تم بناؤها في إطار التنمية
البشرية، من أموال الشعب، وعندما أردنا
إقامة حفل توزيع الجوائز في أخر السنة الدراسية
2008-2009، توسط لنا أحد رجال السلطة جزاه الله
خيرا وحفظه، قصد الحصول على هذه القاعة،
فطلب منا المسؤول عنها دفع 1500 درهم، ورفضنا
ذلك ، وألغينا الحفل…
أذكر بحزن
وندم أنني استقبلت ذات يوم تعيين » أبو
أيوب » نائبا على نيابة وجدة أنجاد، بمقال
تخويفي و تشكيكي في قدراته على إصلاح الأوضاع
التربوية في الإقليم، وكنت آنذاك انطلق
من معطيات وحيثيات موضوعية وعلمية، لكن
الأيام كذبتني، ولا أريد أن أكرر نفس الخطأ،
واكتفي بتذكير السيد النائب الجديد، ببعض
ألآيات من القرآن الكريم ، وأترك لسيادته
التمعن فيها جيدا: »إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ
وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا
وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي
ضَلالٍ مُّبِينٍ. اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ
اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ
أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ
قَوْمًا صَالِحِينَ »…وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا
لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا
حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا
مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ».صدق
الله العظيم
Aucun commentaire