أما حان الوقت؟؟
أما حان الوقت؟؟
بقلم: عبد الإله راقبلي
كلما قرأت كتابا أو اضطلعت على سيرة من سير علماء العرب المسلمين كابن الهيثم وجابر بن حيان وابن النفيس وغيرهم من العلماء القدامى الكبار الجهابذة ، إلا وينتابني شعور غريب يمتزج فيه الأسى والحزن مع الحسرة وخيبة الأمل على ما نحن عليه، ويتبادر إلى ذهني سؤال لم أجد له جوابا يشفي صدري ويبعد عني الغم والهم ويرشدني إلى الحقيقة : هل لم يعد لنا تأثير وما دورنا نحن العرب في هذا الزمان ؟ ماض يكتب من حروف من ذهب صنعه علماؤنا الأجلاء بتفوقهم في شتى الميادين من رياضيات وكيمياء وهندسة إلى طب وصيدلة وغيرها من العلوم . برزوا وأبدعوا وأثروا العالم بعلمهم وتركوا بصمات شاهدة على علو كعبهم لم تمحى ولن تمحى. كم نشتاق إلى ذاك الزمان المشرق المشرف و ما أحوجنا إلى أهله، لكن ليس باليد حيلة فالماضي لن يعود أبدا والدور علينا لتكملة المشوار الذي بدؤوه. بعدما كان العرب يضرب بهم المثل في العلم والمعرفة وبحضارتهم المجيدة التي اشتهرت بقوتها وازدهارها التي يشهد لها الكل سواء عرب أو غير عرب. أما الآن كأن شيئا لم يكن وتلاشى كل شيء وذهب أدراج الرياح. فلم يبقى إلا تاريخ يدرس في المدارس والجامعات ، نمر عليه مرور الكرام دون الوقوف عليه والتفكر والتأمل في أمجادهم والعمل والسير على نهجهم والنسج على منوالهم.
حاليا الوضع اختلف تماما وتحول إلى مهزلة و كارثة تعجز الكلمات عن وصفها ، إذ يقارن اسم العربي في المجتمعات الغربية بالفاشل المتخلف وهذا هو حال الوطن العربي :ضعف، جهل، تخلف،هوان…وهنا تطرح الأسئلة :أين هم العرب؟أين هي أمة إقرأ؟ إلى متى سنظل على هذا الحال المشين ؟ مع الأسف خذلنا أجدادنا العظام فما ورثنا عنهم العلم والتفوق، غير أننا سلكنا طريقا آخر ظنا منا أنه الطريق القويم بيد أننا أضعنا الطريق وتهنا في دوامة اللحاق بالآخرين ، قلدنا الغرب وتبعناه في كل شيء عدا الجانب الإيجابي المضيء، ليس العيب أن تقلد الغرب أو الآخرين بصفة عامة لكن المطلوب هو التعلم والاستفادة منهم وأخذ العبر من تجاربهم ونهضتهم العلمية.
لما لا نقلدهم في تقدمهم وتطورهم في العلوم والتكنولوجيا ؟ لما لا نقلدهم في وصولهم إلى القمر أو اختراع من اختراعاتهم؟ فما جنينا من تقليدنا الأعمى هذا للغرب لا شيِء يذكر لا بل ازداد الحال سوءا وتدهورا ، انسلخنا عن هويتنا العربية الأصيلة ولبسنا ثيابا غير لائقة بنا، وتكلمنا لغة لا تناسبنا مع الأسف فلم نعد نعرف أنحن بالفعل عرب؟ ذبنا في ثقافة الآخرين فهل من منقد؟ من يحمل طوق النجاة؟ نحن لا ينقصنا شيء وبإذن الله قادرون على الإبداع والخلق والابتكار والتميز من جديد تنقصنا فقط الخطوة الأولى- لأن مسافة ألف ميل تبدأ بخطوة كما يقال- لذا يجب علينا كعرب إزالة الغبار الذي تراكم وترسب في عقولنا جراء أفكارنا المغلوطة وأن نشحد الهمم ونشد العزائم وسلاحنا هو الإرادة وقوة العزيمة مادام هناك أمل فلا وجود لليأس ، ولنفيق من سباتنا العميق فالوقت حان للعمل والجد ولنضع يدا في يد ولنتدارك ما فاتنا ونبدأ صفحة جديدة عنوانها البذل والعطاء والتقدم ولنضع نصب أعيننا الوصول إلى الريادة والمقدمة وهي مكانتنا الحقيقية والطبيعية فليس هناك شيء مستحيل مادام فينا قلب ينبض ومادمنا أحياء. ولن أجد خيرا من هذه الأبيات لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه في فضل طلب العلم لأختم بها :
ما الفخـر إلا لأهل العلم إنهم * * * على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه * * * والجاهـلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حيا ً به أبـدا ً * * * الناس موتى وأهل العلم أحيـاء
الى القراء
الاعزاء: أنا كاتب في أول المشوار ، أشكر جزيل الشكر موقع وجدة سيتي الرائع والمتميز لإتاحة الفرصة ومد يد العون لي ، أنتظر نصائح وإرشادات القراء الكرام لأني بنصائحهم أرتقي وأتعلم الشيء الكثير. وأيضا أنتظر منابر اعلامية اخرى تفتح لي المجال لنشر مقالاتي والسلام
للتواصل: islam_abdelilah@hotmail.com
Aucun commentaire