Home»Régional»الإصلاح تضطلع به أمة ولا يقوى عليه فرد منها وحده

الإصلاح تضطلع به أمة ولا يقوى عليه فرد منها وحده

0
Shares
PinterestGoogle+

أثارت انتباهي مقالات الأخ الفاضل السيد محمد المقدم التي عبر فيها عن أسفه لانتقال السيد الناجي شكري النائب الإقليمي لنيابة وجدة أنكاد مما يعد خسارة للجهة الشرقية . ومع أنني أتفق مع الأخ المقدم في وجهة نظره ،وأحيي فيه غيرته وحرقته على قطاع التربية والتعليم ، وأعتبر انتقال السيد الناجي خسارة للجهة فإنني أعتبر إصلاح المنظومة التربوية عملا فوق المبادرات الشخصية إذ لا بد من وجود إرادة جماعية من أجل تحقيق هذا الإصلاح. فالسيد الناجي ذكره الله بخير ما كان في وسعه وحده أن ينفض الغبار عن المنظومة في نيابة وجدة أنكاد لولا وجود المناخ المناسب لعملية نفض الغبار ذلك أنه كان محاطا بمجموعة خيرة من أصحاب الإرادات الحسنة والغيرة والحرقة على قطاع التربية والتعليم. لقد وجد السيد الناجي تجاوبا كبيرا مع مشروعه الإصلاحي لدى فئة من الأخيار بالرغم من المعارضة الكبيرة من فئة أخرى لا أجرمها ولكنني أقول إن اليأس أصاب منها فترسخ في اعتقادها أن إخراج المنظومة التربوية من أزمتها حلم صعب المنال ، وعوض أن تتسلح بإرادة قوية لتحقيق الحلم استسلمت لليأس مع وجود عناصر مندسة داخل المنظومة تعمل جاهدة على تكريس الوضعية المأزق للمنظومة.

لقد احتاجت بعض قرارات السيد الناجي إلى شجاعة كبيرة من قبيل مواجهة المستفدين من رخص طبية مغشوشة من أجل السفر خارج الوطن ، ومن قبيل إعادة انتشار الأطر التربوية بعد سوء انتشار، ولكن جرأة السيد الناجي واجهتها بعض التحديات من قبيل إفلات المسؤولين عن الشواهد الطبية المغشوشة من المساءلة والمتابعة بالرغم من الإبلاغ عنهم لدى الجهات المعنية حسب تصريحه ، مما جعل إجراءاته في حق بعض أطر قطاع التربية مشوبة بالعيب طالما ظل من سلموا لهم شواهد طبية مكذوبة خارج طائلة القانون. ولا يخلو مسار السيد الناجي من نكت سوداء حيث حسب عليه إفلات رئيس مؤسسة من إجراء طال غيره بالرغم من اقترافه نفس المخالفة ، والعيب كل العيب في الإجراء المزدوج حيث تفضي مخافة بالبعض إلى العزل بينما تبوأ البعض الآخر مهمة فوق قدره وكان بالإمكان أن تكون المسطرة واحدة لو أن الكيل كان بمكيال واحد .

كما حسب عليه وقوفه على فساد استشرى في بعض المؤسسات التربوية دون أن يجرأ على قطع دابره لوجود عناصر تتزعم الفساد فيها وتتدثر بدثار الحزبية والنقابية ، والتمويه على الفساد بالمظاهر الاحتفالية الكاذبة .وخلاصة القول أن إصلاح المنظومة التربوية لا يتأتى إلا بإرادة أمة كاملة مهما كانت إرادة فرد مسؤول. فالفرد المسؤول قد يقدح زناد الإصلاح ولكن التفجير أو الاشتعال إنما تضطلع به الأمة برمتها. فحينما تجمع الأمة على مناهضة الفساد حيثما كان في المنظومة ، ومهما كانت أشكاله وبصرامة فإن عجلة الإصلاح تسير سيرها الطبيعي وتوافق الحناء نعومة اليد على حد تعبير المثل العامي المغربي. أجل أسفنا كبير على رحيل السيد الناجي ، وأكبر منه أن تجهض إنجازاته الإيجابية ، وتستمر كبواته ، ولا يضيره أن يكبو لأنه لكل فرس كبوة .

ونتمنى أن يكون قدحه لزناد الإصلاح في منطقة الجنوب أكثر توفيقا في وسطه وبين عشيرته ، ونأمل ألا يجهض من خلفه ما أسداه من خير للمنظومة في جهتنا . ونسأل الله تعالى له التوفيق فهو العالم بخائنة الأعين وما تخفي الصدور ، ولا نزكي على الله أحدا فهو أعلم بمن تزكى.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. الحناش
    26/08/2009 at 17:55

    بارك الله لك في رمضان يا أخ شركي
    هذه المرة اعجبني تعليقك الواضح و الموضوعي على حصيلة نائب زغرد له العبض بدوافع حزبية و هلل له البعض لعلاقات شخصية و فعلا كانت اكبر زلة له هي أنه لم يجرأ لتدخل من قادة حزبه على المساس باحد رؤساء المؤسسات كما فعل مع آخرين
    و السؤال يا ياأستاذ شركي هو هل سيتمكن السيد النائب الجديد من محو آثار المف ام يشمر عن ساعد الجد و يخاف الله و ينصف الأستاذات و الأساتذة المظلومين
    ستبدي لنا الأيام ذلك؟

  2. houdhoud Soulimane
    26/08/2009 at 17:55

    Vous avez parfaitement raison monsieur Chergui. On oublie toujours les petits fonctionnaires qui travaillent jour et nuit lorsqu’on parle d’un succès. Mais s’il y a une petite erreur tout le monde accuse le responsable du bureau ou du service (Rappelons ici ce qui a été passé à la délégation d’Oujda en 2007 au service des ressources humaines).
    Je remercie spécialement le staff administratif aux ressources humlaines d’Oujda Angad qui a su commencer le bon chemin par l’avénement du chef du service et d’autres éléments. S’il y a une réussite à Oujda Angad c’est parcequ’il y a les éléments de la réussite en plus de la volonté des responsables.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *