وزارة التربية الوطنية تشم رائحة النعناع بالثانوية الجديدة بنيابة الناظور وترسل نحلة استطلاع لتقصي الحقائق
لقد صار من المعروف لدى الداني والقاصي في أكاديمية الجهة الشرقية ما يحدث في المؤسسات التأهيلية بنيابة الناظور خلال امتحانات الباكلوريا من سلوكات غير مشرفة . وسبق لي أن كتبت في هذا الموضوع خلال مواسم دراسية سابقة فوجدت معارضة من بعض الجهات التي تريد مصادرة كل صوت غيور على المنظومة التربوية مما يكرس وضعية لا تربوية في مؤسسات هذه النيابة التي يحوز تلاميذها نتائج فوق التوقع عن طريق أساليب الغش الذي صار رهان المتعلمين . ومن المعلوم أن تعويل المتعلمين على الغش بهذه النيابة لم يوجد من فراغ وبدون وجود ظروف وجهات تشجع عليه بطرق شتى أقلها السكوت. ولقد راجت خلال الدورة العادية لهذا الموسم الدراسي أخبار مفادها أن رائحة الغش الكريهة طغت على رائحة النعناع الطيبة بالثانوية الجديدة وزكمت الأنوف .
ولما بلغت رائحة النعناع المغشوشة أروقة الوزارة الوصية كلفت نحلة لتعقب هذه الرائحة فكان ما كان مما سكت عنه المسؤولون. انتظرنا أن تكون الندوات الصحفية لبعض المسؤولين كالعادة عندما يراد الإشهار وتلميع الصورة أو غسيلها بالأحرى ولكن يبدو أن قصة النعناع والنحلة التي أوفدتها الوزارة من شأنها أن تكشف النقاب عن فضيحة تتكرر كل سنة وتكاد تصير واقعا يفرض نفسه. لقد تحدثت أخبار عن تهديدات المرشحين للمراقبين ، ومغادرة بعض المراقبين لمؤسسة النعناع بسبب ذلك ، وتهديدات بعض المرشحين بالانسحاب والمقاطعة إلى غير ذلك مما هو غير مألوف في ظروف امتحان البكالوريا…. وأمام التعتيم على الفضيحة وعدم صدور بيان للجهة المسؤولة تبقى الأخبار الواردة تؤكد الفضيحة دون الخوض في تفاصيلها إلى أن ينطق شهود عيان.
ومن المؤسف أن ينظر بعض المسؤولين التربويين إلى كل نقد بدافع الغيرة على المنظومة التربوية نظرة ريبة ،علما بأنهم يهشون لكل إشهار تلميعي لأنشطتهم. والمفروض أن تكون الجهة المسؤولة هي أول من يكشف النقاب عن الخروقات والفضائح للرأي العام حفاظا على مصداقية المنظومة. فلا زلنا ننتظر الإجراءات في حق المتلاعبين بامتحان مادة اللغة العربية في مستوى الشهادة الابتدائية بنيابة وجدة أنكاد حيث تعمد مدرس اقتراح موضوع الموسم الدراسي 2006 حرفيا لتضليل لجنة اختيار الامتحان مما يقتضي إحالته على أنظار مجلس انضباطي ليكون عبرة لغيره دون أن تعفى لجنة الامتحان من المسؤولية الأدبية. ولكن ما حدث هو أسلوب التغطية السرية على القضية غير المحمودة خصوصا عندما تتعرض مصداقية المنظومة التربوية للإساءة عن سبق إصرار. ولا بد أن يغير المسؤولون من عقليتهم في التعامل مع النقد الغيور على المنظومة وتقبله بالصدر الرحب تماما كما يهشون للمديح والإطراء. وكل تستر على الخروقات هو تشجيع منهم لأصحابها وتكريس لها في الوقت الذي نرفع فيه شعارات من قبيل الجودة والنجاح وما إلى ذلك من شعارات تبقى حبرا على ورق أمام واقع المنظومة المؤلم. ولابد أن يسهم الإعلام الملتزم والغيور في رصد أحوال المنظومة من أجل صيانتها ذلك أن كل سكوت عما يسيء إليها سيشجع المفسدين على التمادي في إفسادهم .و من حق الرأي العام أن يعرف وأن يساهم في صيانة المنظومة باعتبارها مكسبا وطنيا.
Aucun commentaire