انها مجرد مساحيق على وجه عجوز لقد أتلفت الروتوشات الاعتباطية الوجه الحقيقي للمدينة حيث ظهرت هذه الروتوشات عبارة عن وشم وندب على وجه عجوز لم يبق عليها الزمان ما يمكن تنميقه او تجميله بالأصباغ والمساحيق التي لاتصمد في وجه العناصر الطبيعية اكثر من يوم وليلة في مقياس عمرا لتمدن والحضارة . ان وتيرة الاشغال التي تجري في مدينة تاوريرت منذ عدة شهور او عدة سنوات ومازالت مرة تنتهي من حيث تبتديئ واخرى تبتديئ من حيث تنتهي لتبقى هذه المدينة والاشغال الجارية فيها اشبه بصوف المراة التي تغزله ثم تنكثه بعد غزله حتى لم يعد الصوف صوفا ولم يبق الغزل غزلا ربما يعود الامر في ذلك الى مقاولات لاتتوفر على امكانيات في مستوى الاشغال المخولة لها والمنيطة بانجازها في ابانها ، اولعدم انسجام المصالح ذات الصلة ببعضها . الا ان اشغال الحفر واعادة الحفروملء الحفر وافراغها قد بدات تستنزف الملايير الاولى من الميزانية المخصصة لاصلاح البنية التحتية للمدينة دون ان تحقق تقدما على ارض الواقع حسب ما يبدو لعيان الملاحظين من ساكنة هذه المدينة الذين يعتبرون بعض هذه الاشغال سوى طمسا لمعالم مدينتهم التاريخية والطبيعية واتلافا لما تبقى من محاسنها الفطرية ولا ادل على ذلك من حال شارع محمد الخامس الدي تحول الى شبه طريق سيار بعد ان اجتثت الاشجار التي كانت تتوسطه فتزينه وتحفظ له تاريخا من عشرات السنين وكذلك الشان باشغال ما يسمى توسعة الطريق الرئيسية بالمدخل الشرقي للمدينة بعدما اقتلعت كذلك كل الاشجار النادرة التى واكبت تاريخ هذه المدينة على مدى عشرات السنين وتضفي رونقا خاصا على مدخلها الذي من اجله كان بعض سكان مدينة تولوزالفرنسية يفكرون فى توامة المدينتين نتيجة الشبه الذي يجمع بين مدخل المدينتين ياحسرتاه فان كان تاسيس المدن الحديثة يقوم على تنميق جنبات شوارعها بانواع من الاغراس وتزيين ساحاتها الخضراء بالوان من الاعشاب والورود والسهر على حماية البيئة الطبيعية فيها والمعالم التاريخية التي تفخر بها المدن المغربية فان مدينة تاوريرت تبدو على نقيض من هذه الحداثة حينما يقوم اصلاحها على اقتلاع الاشجار ومحاربة البيئة وحفر الازقة واعادة حفرها ولم تشهد بعد اصلاحا قد تم فيها ولا اشغالا قد انجزت بصفة نهائية ولكن كيفما كان الحال ستصبر وما صبرها الا جبرا ورضا بقدرها في انتظاراي وجه جديد ستطلع به هذه المدينة على ساكنتها وباي منظر ستظهربه بعد عملية التجميل الجارية