فات التيكوك… وحان وقت جمع العجول
لقد صدر لنا مقالا في جريدة وجدة سيتي تحت عنوان » تبدال السروج راحة »، أملاه القرار الأحادي والمفاجئ التي مررته الوزارة المحلية في شأن المراقبة الخاصة بامتحانات الباكلوريا لموسم 2008-2009 ، ومن سوء حظي أن السيد مدير الجريدة أدرجه كموضوع للنقاش، و كان ذلك، اختيار وقرار شخصي وأحادي لمدير الجريدة، لا دخل لنا فيه ، ولا اعتراض لنا على ذلك، رغم أن هدفنا وغايتنا لم تكن كذلك، لأننا عادة عندما نكتب ، فإننا نتوجه أولا وخصوصا للقراء الكرام قصد إخبارهم، ومدهم بالمعلومة ، انطلاقا من قناعتنا المبدئية والراسخة، بأن الحق في الإعلام أضحى حقا من حقوق الإنسان ، وأصبح من حق الأفراد والجماعات الحصول على المعلومات الصحيحة من مصادرها ، أو من خلال وسائط تتمتع بالمصداقية، ومادام أن الذين يسيرون الشأن العام، ولا أقول تدبيره،يحتكرون المعلومة، ولا يسربون إلا ما يتعلق بإنجازاتهم الوهمية، والتي عادة ما نشهد بدايتها ولا نرى لها نهاية، أو تقييما أو تشخيصا ،لننتقل للإنجازات الموالية…وهكذا دواليك…
أما عندما يتعلق الأمر بما يهم المواطنين ، فعادة ما يستحضر هؤلاء الهاجس الأمني، وكل ما من شأنه أن يثير الاحتجاج أو الاعتراض، مما يفسر الطبخ السري والانفرادي للقرارات في المطابخ الخلفية،وتمريرها بالقوة، وبالتالي »ضرب المعنيين بالأمر على الشعا »، وحتى نكون إيجابيين،ونحسن الظن برؤسائنا نقول إنهم يستندون على الحديث الشريف » استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود »صحيح، إن الحديث مشهور، ولكنه ضعيف كما جزم بذلك نقاد الحديث…وفي المقام الثاني نحاول أن نلعب هذا الدور الذي كان من المفروض أن تقوم به مكاتب الاتصال والتواصل سواء على صعيد الوزارة المصغرة للسي محمد بنعياد أو مكاتب الاتصال على صعيد النيابات الستة، أما أن يضرب الجميع « الطم »، ويتركون العنان للشائعة، فهذا ما لم نستسيغه، لا كفاعلين جمعيين،أو كآباء وأمهات، أو كأساتذة، أو كمواطنين، علينا واجبات و لنا حقوق، يجب أن تحترم ، ولا ينظر لنا ك »غاشي »، وكان لزاما علينا الخروج من دائرة الصمت ، والتوجه للمسؤولين المحليين الذين أعلم، أنهم يعلمون ،أننا نعلم أنهم يعلمون ، وهم مطمئنين وعلى الأرائك متكئين، بأننا سنعبر عن موقفنا، ولن يمر الحدث بدون ضجيج إعلامي، وهذا أضعف الإيمان… وربما سنحتج أو نصدر بلاغات…لكن،هناك من سينوب عنهم، وعن مكاتب اتصالهم، في دعم تجربتهم والتطبيل لها، ولنتائجها السارة المستقبلية. لقد تعود المسؤولين في هذا البلد وعلى جميع المستويات، تهريب القرارات الأحادية والمصيرية، والتزام الصمت، وانتظار ردود الفعل، وأياديهم على قلوبهم، وهم يرددون اللطيف، ويقرؤون المعوذتين، وأية الكرسي، إذا وجدوا لذلك سبيلا..إنني مواطن بسيط ومتواضع، ولا أستحق أن تكون مقالاتي مواضيع للنقاش والحوار، فهذا شرف لا أستحقه ولا أدعيه، وأستحي من ذكره، ما دامت شروط الحوار والنقاش غير متوفرة، وأدناها أن نتعلم كيف نقرأ، وكيف نستمع للطرف الآخر ونحترم رأيه، ولا نحاول أن نضع الكلمات في فمه،ونملي عليه ما يجوز وما لا يجوز .
وقد كان واضحا من خلال المقال أننا لسنا ضد القرار كقرار ، لكن كنا ضد الطريقة التي تم بها إعداده وإخراجه، وكما يعلم الجميع ، لا يهم ما يقال، لكن كيف يقال.لقد سمعنا بتهريب السلع، وتهريب البنزين، وتهريب الأموال، وتهريب صناديق الاقتراع، وتهريب المستشارين الناجحين في انتخابات يونية 2009، ولأول مرة تسمع « بالتهريب التربوي »… ربما أصبحت للجغرافية وللجوار شروط… لم نفهم ردود الفعل التي تلت المقال ، والجدل العقيم التي أثاره المنحازون والمدافعون على أطروحة المخزن التربوي،وهذا من حقهم، وهم أحرار بدون حمامة ، ولم نفهم موقف بعض الإخوة المشهود لهم بالبصر والبصيرة والجرأة والشجاعة الأدبية وبعد النظر، والنزاهة الفكرية والقراءة المتأنية والثاقبة لما وراء السطور،وأذكر بالاسم الأستاذ العزيز والفاضل السي الطيب زايد ،الذي بارك المبادرة، وهو حر في قراره، واصطفافه إلى جانب المخزن، هذا المخزن الذي خذله ذات يوم عندما استنجد به في صراعه مع « آل الحطاب »، و سرعان ما نسي الشريف » لوكي لوك » والإخوة « دالتون »…
فاعلم ،عزيزي وأخي الفاضل السي الطيب حفظكم الله ، إن تدخلاتكم قسمت ظهرنا، وألمتنا كثيرا، لعدة أسباب، منها ما هو تكتيكيا وآخر استراتيجيا،فغير خاف على أخوتكم العزيزة علينا، الأزمة الخانقة التي تعانيها المنظومة التربوية، التي أصيبت بما يسمى ب » تعب المعادن »،وبصفتكم رجل تعليم، عاصرتم معنا مختلف الإصلاحات التي عرفها قطاع التربية والتكوين، والتي تجاوزت عشر إصلاحات،انطلاقا من حكومة مبارك البكاي إلى حكومة عباس الفاسي، والتي باءت بالفشل الذريع وأزمت الأوضاع أكثر،بسبب انفراد الدولة باتخاذ قرارات مصيرية، وتهميش باقي قوى المجتمع، وعدم خضوع منظومة التربية والتكوين للمساءلة العامة،و غياب نظام لتقييم التحصيل الدراسي،و سيادة القرار السياسي وتغييب القرار التربوي وهيمنة الشعارات الفضفاضة والخوض في التفاصيل الجزئية والشكلية وتجنب النقط المفصلية،وتغييب الذات الوطنية باستيراد البيداغوجيات والمحتويات الجاهزة وعدم تكييفها مع الخصوصيات الوطنية والجهوية،وتدخل المؤسسات الأجنبية في الشأن التربوي والتعليمي،والتعامل مع أزمة التعليم بشكل تقني وغياب تصور شامل للأسباب الحقيقية لهذه الأزمة والإيحاء بأن الأزمة تهم قطاع التعليم لوحده في حين أن الأزمة شاملة…وأخوتكم تناقش الإجراء المخزني ، كان عليها استحضار هذه الأبعاد الإستراتيجية،والوعي بغياب الإرادة الصادقة للإصلاح، والرغبة في الحفاظ على تعليم معين يخدم الفئات السائدة،لقد حولوا قطاع التعليم إلى حقل تجارب، وبعد فشل التجارب يتم تقاسمه وتعميمها ، كإيحاء بأن الوزارة تتحرك ، وإيهام القوم بأن الإصلاح مستمر والدنيا هانية، وهكذا أصبحت كل أكاديمية تبكي ليلاها، فاعلم ياسيدي، أن في أكاديمية الغرب الشراردة بني أحسن ،لازال المصصحون يعبؤون نقط الباكلوريا في « الأوراق الوردية » التي تعود إلى القرن العشرين، واعلم كذلك ،أخي العزيز أنهم وضعوا برنامجا سموه استعجاليا، وهم لا يملكون الوسائل المالية لتنفيذه ، واستنجدوا بالمؤسسات المالية ، وتسولوا الهبات والقروض الخارجية ورهنوا مصير الأجيال القادمة…
نحن لسنا ضد الاجتهاد، بل نشجعه وندعمه،ولا نعاني من » فوبيا التغيير » كما اتهمنا « الفوبيون الجدد »، لكننا لم نعد نثق باجتهاداتهم الأحادية التي أوصلت قطاع التعليم إلى الهاوية و » في ستين داهية »، لم يعد من حق أحد أن يجتهد لوحده في ما يخص القضايا العامة، لأن الزمن زمن التدبير التشاركي، وزمن اللغو واللغط الهائل حول الديمقراطية… لهذا ندعو إلى الاجتهاد الجماعي…لقد سئمنا من سياسة » التمواط التربوي »…وكان لزاما عليكم كمثقفين ، وأنتم تساندون « ديكتات » المخزن أن تدركوا أن إشكالية « المراقبة »، هي جزء من الأزمة التربوية، وليست جزءا من الحل، و بمثابة »شجرة اللبخ » التي يراد بها إخفاء غابة النخيل… أنتم تعلمون سيدي الفاضل، أن الشعوب تتقدم بالأفكار الجديدة، وكنا نتمنى أن يتجاوز النقاش والحوار موضوعنا ذو الطابع الإخباري لمناقشة مدى جدوى امتحان الباكلوريا، واقتراح البدائل، وإمكانية إعادة النظر في النظام الحالي الذي أتبث فشله باعتراف المسؤولين،بدل من مساعدة المخزن على تجميع التبريرات الواهية والظالمة لفعلته ،إن النظام الحالي للباكلوريا ، وسياسة الانتقاء المتبعة في ولوج مختلف المدارس العليا ، هو الذي ولد كل هذه المشاكل من غش ومحسوبية وساعات إضافية،لقد عارضنا هذا النظام منذ نشأته، واعتبرناه مولودا ميتا، لأنه خرج من الخيمة مائلا،ولم يكن ناتجا عن دراسة ميدانية ومستندا على أبحاث علمية، بقدر ما كان قرارا انفعاليا، ورد فعل عن خيبة أمل،لكن ما يحز في أنفسنا هو نجاح المخزن في محو الذاكرة، وتعليم النسيان للمثقفين.لقد كان الهدف من نظام الباكلوريا، دمقرطة النجاح ورفع نسبة الولوجية إلى التعليم العالي، في أفق دمقرطة التعليم الجامعي، لكن القرار كان علاجا خاطئا، لتشخيص خاطئ، نتج عنه مضاعفات خطيرة للمنظومة التربوية، التي أصبحت مبنية كلها على هذه الشهادة ، وغاب الفعل التعليمي التكويني، وتحولت »قلة » قليلة من الأساتذة، وفي مواد معينة إلى سماسرة وتجار الدروس الخصوصية يمارسون الدعارة التربوية، بتواطئ مكشوف من طرف المخزن التربوي والإداري، الذي يعرف كل شيء… إن نتائج الباكلوريا خلال الثماني السنوات الأخيرة ظلت مستقرة ما بين 37 و38 و39 في المائة، ولم تتعدى هذه السنة 37 في المائة على الصعيد الوطني، ولولا نقط المراقبة المستمرة المبالغ فيها لما نجح أحد، وبدأنا نسمع بعض الأصوات الرسمية المحتشمة تنزع قبعاتها وألقابها الرسمية، وتطالب بإعادة النظر في النظام الحالي للباكلوريا، وأحيلك على تصريح السيد محمد الساسي مدير المركز الوطني للامتحانات الذي أدلى به للقناة الثانية يوم الخميس 18 يونيو، والسيد عبد العالي مستور، رئيس منتدى المواطنة وعضو المجلس الأعلى للتعليم لجريدة المساء و…ويبقى السيد زايد الطيب الاستثناء الذي حافظ على حبه وغرامه ووفائه لهذا النظام ، واستطاع بعد يوم من الامتحان من بلورة مشروع ثلاثي الأبعاد، يهدف إلى عسكرة مراكز الامتحان وتحويلها إلى » بنكرات »، وتكليف جهاز إضافي للتدخل السريع وتقديم الدعم، وبطبيعة الحال، ستحوله الإدارة إلى جهاز استخباراتي يحرس الحراس ويتجسس عليهم، هذا النوع من الحراسة المقترح، لا يوجد حتى في غوانتنامو، وعلى كل حال، فهناك فرق بين مراكز الامتحان ومراكز الاعتقال،يا أخي حرام عليك، لقد كدت أن تستدعي الأسطول السادس والقبعات الزرق ، بينما الأمر يتعلق بشهادة لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به ،ما لكم كيف تحكمون؟ وهل كان ضروريا أن نجلد الذات وندميها إلى هذه الحد؟ وتقولون ما قلتم في زملائكم، وتضعون الجميع في سلة واحدة ، انسجاما مع المثل الشعبي القائل « أولاد عبد الواحد ڭاع واحد »، هل كان ضروريا أن نحرض ونستعدي المحيط ضد رجال التعليم ؟ هل كان ضروريا التحامل على صديقنا الكبير السيد محمد البور ، الإنسان الطيب والبشوش والصبور،والذي اشتغل في ظروف صعبة، وحل الكثير من المشاكل التي كانت تعاني منها نيابة بركان، وأصبح مرجعية، وعنصر مصالحة، رغم أن ما حدث في أحفير وأكليم، كان متوقعا ومنتظرا، وأشرنا له في مقالنا، بينما تغضون الطرف عن باقي النيابات،وعن ما ورد في مقال » ويسألونك عن النزاهة في الثانوية التأهيلية الناظور »الصادر عن مجموعة من الآباء والمنشور في جريدة وجدة سيتي ، أليس هذا كذلك كيل بعدة مكاييل؟ لقد اعتبرتم نيابة بركان نيابة مارقة أفشلت « الإصلاح » ،وكدتم أن تضعونها تحت الفصل السابع، وتستقدمون قوات المارينز الهاربة من العراق. هل كان ضروريا الكيل للرفاق والإخوة المزيد من الاتهامات المجانية؟ هل كان ضروريا أن تحولون الشاذ إلى قاعدة ؟ماذا تركتم للأعداء؟ ماذا فعلتم يا سيدي بالوعي الطبقي، والصراع الطبقي… فلا مجال للحديث على الموضوعية، أو الإدعاء بقول كلمة الحق، فالمسؤولون هم أولا وقبل كل شيء أيادي الدولة وسواعدها، يسهرون على تنفيذ أوامرها وتعليماتها وسياستها بكل تمفصلاتها وغايتها وخلفياتها الإيديولوجية والطبقية،وكما لاحظت يا سيدي من خلال إصلاحاتهم الفاشلة ،بأنهم يطبقون سياسات تعليمية طبقية ولا شعبية، تكرس الفقر والجهل والأمية ،وتخرج العاطلين، و تفرخ مختلف المظاهر التي اشتكيت منها، وبدلا من أن توجهوا انتقاداتكم لهذه السياسات الارتجالية، فضلتم التحالف مع المخزن، ومده بأسلحة الدمار الشامل، ليدك منازلنا دكا، ويهدم معابدنا هدما، في إطار » وشهد شاهد من أهلها »… فاعلم سيدي أننا من الناس الذين يطالبون بإلغاء شهادة الباكلوريا ، اق
تداء بالنظام التعليمي البلجيكي، وتعويضها بآليات تربوية جديدة لقياس الكفاءات والقدرات والمهارات، والتركيز بالأساس على نظام جيد ودقيق وفعال للتوجيه، فكيف يعقل أن نسمح بحصول التلميذ على شهادة التعليم الثانوي الإعدادي بمعدل 07 على 20 ونطالبه ب10 على 20 في شهادة الباكلوريا؟ لقد كلفنا هذا النظام أموالا طائلة، وقزم زمننا المدرسي ،وكلفنا مجهودات كبيرة مقابل أجر قليل..
.إن المخزن التربوي كالساحر يخبئ في قلنسوته الكثير من المفاجآت،وإذا لم تصدقوننا، راجعوا مختلف أدبياته، وآخرها البرنامج الاستعجالي وملحقاته السرية والعلنية، لتتأكدون من صدق ما ذهبنا إليه، وإذا استمر هذا الانبطاح والانجرار وراء قراراته الموسمية، كالأطفال الذين يتبعون عربة السيرك، سيستمر مسلسل التطبيع مع مختلف التجارب البهلوانية واستنساخ المزيد من القرارات الأحادية، التي لن تتغير بتغيير الأشخاص، إنني أخشى أن يقتنع « المثقفون » بديماغوجية المخزن وشعاراته الفضفاضة ويحفظونها عن ظهر قلب، ويحاولون إقناع الآخرين بصدقيته … يبدو أن القوم سقطوا في غرام الفيل، وأصابهم تبل من الحب… لكن عليهم أن لا ينسوا يوما يرونه بعيدا ونراه قريبا، يوم يدعون إلى البحث عن شريكة وزوجة لهذا الفيل، الذي لن يقضي حياته عازبا،بطبيعة الحال، وحينئذ سيضطرون للبحث عنها من عين زورا شمالا إلى الدغمانية جنوبا، اعلم يا سيدي الفاضل أن من بين كل 100 طفل يدخلون المدرسة ،يصل إلى السلك الثانوي التأهيلي 17، ويحصل على البكالوريا 10تلاميذ، ومن بين كل 100 طفلة تدخل المدرسة ،تصل السلك الثانوي التأهيلي 17، ويحصل على البكالوريا 07 تلميذات، بينما في فرنسا تصل النسبة إلى 80 في المائة، واعلم سيدي حفظكم الله كذلك أن سنوات التمدرس تحسب ضمن مؤشر التنمية البشرية الذي يحتل بها المغرب المرتبة 126 من أصل 177 بلدا ، والمرتبة 11 من أصل 14 دولة عربية من حيث إمكانية الحصول على التعليم والمساواة بين الجنسين والكفاءة والجودة.
اعلم أيها الأخ العزيز، أنه لم يكن سهلا علينا السكوت، ونحن نرى التفسير الخاطئ لمقالنا، والتعسف على محتواه والتعامل معه بانتقائية مفضوحة، لم يكن سهلا علينا قبول وصفات الأطباء النفسانيين وهم يفسرون حالتنا النفسية، ويضعون لها مصطلحات وألقاب » كفوبيا التغيير »،لم يكن سهلا علينا تحمل الاتصالات التحريضية من الكثير من الإخوة والأخوات ، لم يكن من الممكن أن ندخل في جدال مع كل الذين عقبوا على مقالنا، ونشوش على أبناءنا وهم يجتازون امتحانات مصيرية،فرغم النظام الجديد المبشر به، علم أصحاب الجاه والمال،في بعض المؤسسات، أسماء الحراس الذين سيراقبون أبناءهم، أياما قبل الامتحان، واستعملوا كل الوسائل للاتصال بهم، وتلقينا الكثير من المعلومات الدقيقة، ومن مصادر مختلفة، واتصلنا بالسيد النائب الإقليمي لنيابة وجدة أنجاد قبل يوم الامتحان، وعبرنا له عن انشغالاتنا ومخاوفنا ، ورغم انشغالاته، تدخل شخصيا قبل بداية الامتحان، وتم تغيير لوائح المراقبة، ولقد لمسنا تدخله المشكور من خلال الإرباك الذي شهدته البرمجة…كثيرا ما اتهمنا الناس بالمعارضة من أجل المعارضة، والتغريد خارج السرب، وماذا كنا فاعلين مادام السرب لا يغرد؟…وتلك قصة أخرى .
لقد قسوت كثيرا على أخي وزميلي الأستاذ الفاضل الطيب زايد ، وربما أكون قد قلت فيه كلاما يمكن أن يخدش كرامته وكبرياءه ، وأنا لا أقصد ذلك ,وأخوته تعرف ذلك جيدا، وتعود هذه القسوة إلى المكانة المتميزة التي كان ولا يزال يحتلها هذا الإنسان في قلوبنا منذ أن كنا تلاميذ، والأستاذ زايد معروف بين تلامذته، و في محيطه بالتزامه وجديته وإخلاصه ، وكتاباته الجريئة والمتميزة، تؤكد ذلك، وكنا ندخره للأيام الصعبة ، وكنا نعده، والكثير من الإخوة الذين يضيق المجال لذكرهم، ذخيرة إستراتيجية ، وجنود احتياط يحمون ظهورنا. صحيح أن الأستاذ الفاضل مارس حقه الطبيعي والدستوري في حرية التعبير وإبداء الرأي ، واتخاذ المواقف التي يريدها، ولا يجوز لأحد مهما كان أن يصادر هذا الحق، إلا أن هذا كان صعبا علينا تقبله، وحز في أنفسنا فقدان هذا الحليف الصلب المتمرس،وواجب الصداقة والزمالة حتما علينا مخاطبته بصراحة،و بقلوب مفتوحة، وننتظر رده وجوابه على مقالنا،ورسالتنا المفتوحة، لعلى وعسى أن يقنعنا بصواب طرحه واقتراحاته ،فنحن كنا ولا زلنا منفتحين على كل الآراء، نلتمس ذلك بعد أن فات التيكوك وحان وقت عد وجمع العجول.
2 Comments
يبدو أن مقالات الأستاذ حمين بدأت تثير الكثير من الجدل والنقاش في الآونة الأخيرة، فلقد ألقى محاضرة في شهر ماي الأخير في كلية الأدب بوجدة وطالب فيها بإلغاء مجانية التعليم والكثير من الامتيازات الطلابية التي تقنن الالتحاق بالتعليم العالي.فهل أصبح للأستاذ الذي يدرس أبناءه في الخارج خطابين خطاب للعامة وآخر للخاصة ؟
لي ملاحظة بسيطة اتمنى ان يتقبلها مني صاحب المقال . انطلق المقال بما يلي : لقد صدر لنا مقالا في ……. والصحيح : لقد صدرلنا مقال في …… على ان ( مقال ) فاعل مرفوع لفعل : صدر …وشكرا على المقال