Home»Régional»غياب الإجراءات الردعية الزاجرة شجع على استفحال ظاهرة السرقة بوجدة

غياب الإجراءات الردعية الزاجرة شجع على استفحال ظاهرة السرقة بوجدة

0
Shares
PinterestGoogle+

لا حديث بين ساكنة مدينة وجدة الا عن استفحال ظاهرة السرقة ؛ بحيث لا يمر حديث في سهرة عائلية أو في وليمة أو في مقهى ؛ أو عند باب مسجد ؛ أو حتى في مقبرة الا وتناول موضوع هذه الظاهرة ؛ وقد تسرد الحالات الأسبوعية للسرقة حسب المعاينة ؛ أو حسب ما تنشره الصحافة المحلية التي قد تعرض صورا لأبطال السطو مع سرد حكاياتهم المثيرة. وإذا ماكانت ساكنة وجدة تفخر بسلوكها الجماعي المحافظ الذي يعتمد الوازع الخلقي أساسا في حياتها فإنها أصبحت قلقة بسبب ظاهرة السرقة التي شملت البيوت والجيوب في المحال التجارية والأسواق والشوارع والحارات في وضح النهار وتحت جنح الظلام.
ولعل السرقة عندما تكون خلسة في ساعات الليل ؛ أو في ساعات الغفلة نهارا تظل سلوكا يعكس مدى هيبة الجناة من المجتمع ؛ إذ لا يتجاسر السارق على تحدي المجتمع ؛ ولكنها عندما تصير جهارا نهارا أمام أعين الناس فهي إجرام مضاعف يستهدف الإساءة إلى المجتمع عن طريق التبجح بالجريمة ؛ لهذا كانت المجاهرة بالجرائم جريمة في حد ذاتها في كل الأعراف والثقافات الإنسانية .
إن السرقة العلنية تعكس مدى استخفاف الذي يمارسها بالمجتمع ؛ إذ يتحدى كل السلط وكل الأعراف وكل المعايير التي يفرضها المجتمع ؛ ويحاول فرض جريمته على هذا المجتمع ؛ كما يحاول فرض ما يعتبره مصداقية أو على الأقل أمرا واقعا وقدرا محتوما.
لقد بدأت عصابات السرقة تجوب الأسواق وهي مسلحة بالسلاح الأبيض مستعدة لارتكاب جرائم القتل ضد كل ما يحاول الوقوف في وجه جرائمها ؛ وقد يستغيث الضحايا فلا يجدون المغيث لأن العصابات تعودت تشويه وجوه المتدخلين بالسكاكين ؛ لهذا يوثر الناس السلامة على محاربة ظاهرة اللصوصية المصحوبة بالعنف غير المحدود وغير المسبوق.
لقد عاينت حادثة في سوق سيدي عبد الوهاب حيث اصطف الباعة المتجولون بمحاذاة سور المدينة العتيقة فوقف رجل في طور النقاهة بعد عملية جراحية لشراء بعض الفاكهة فإذا باللص يسطو على جيبه ليخرج هاتفه الخلوي من النوع الجيد أمام بصر البائع الذي انتظر حتى تمت العملية فأخبر الضحية بطريقة فيها سخرية واستهزاء وشماتة فلما استفسره عن وجهة الجاني وعن هويته بادر بالقول هل تريد أن يخرم أنفي بسكين مجرم ؟ فتعجب الضحية من قول البائع معقبا أتخاف اللص ولا تخاف الله عز وجل ؟ وما جدوى إخباري بالسرقة في غير حينها إلا أن تكون شيطانا أخرس ؛ أو تكون شريكا للجاني في جنايته ؟ ومرت اللقطة أمام عيون جموع المتأسفين الحامدين الله لأنهم لم يكونوا ضحايا ؛ وبعضهم قدم النصح للضحية والبعض لامه وعاتبه لغفلته ؛ فمن ناصح باستعطاف الجاني والتفاوض معه ؛ ومن مرشد إلى الإسراع بتوقيف الخط الهاتفي بأسرع ما يمكن ؛ ومن معز ؛ ومن شامت …. الخ والغريب أن أحدا لم يذكر الأمن على لسانه وكأن الناس قد يئسوا من الأمن واستسلموا للأمر الواقع ؛ وغير بعيد عن مسرح العملية كانت سيارة رباعية الدفع متوقفة وبداخلها شباب غلاظ شداد مما أصبح يعرف بالشرطة الكرواتية إشارة إلى شارات قبعاتهم وبعضهم يقرأ الجرائد والبعض في قيلولة أو في حديث ودي ؛ وكأن الأمة بخير والأمن مستتب والوقت مناسب لقراءة الجرائد والقيلولة في غير وقتها الخ . لقد استبشر الناس خيرا بظهور هذه الشرطة في الشوارع قبل سنة وظنوا أن عصابات السطو والإجرام ستختفي ولكن أمرها استفحل لأن أفراد هذه الدوريات المتحركة كادت تنسى المشي على الأقدام في الشوارع لحراسة أمن المواطنين ومراقبة حركات الشوارع والأسواق ؛ ويخيل لمن يراها راكبة ليل نهار أنها غير معنية بالأمن بل بالركوب ويعلم الله كم تستهلك من الوقود يوميا خصوصا إذا كان بثمن الوقود غير المهرب ؟
إن فعالية ونجاعة الأمن تقاس بمدى انحسار الجرائم لا بالمظاهر والاستعراضات فكثرة الدوريات لا تعني بالضرورة استتباب الأمن ؛ ورحم الله زمنا كانت بعض أسماء رجال الأمن ترعب المجرمين فلا يجرؤون على جرائم لعلمهم المسبق بشدة هؤلاء الرجال في صيانة الأمن.
إن غياب الإجراءات الرادعة سيكرس جرائم السطو ؛ وسيعرض الحرمات للانتهاك حرمات البيوت والجيوب ؛ وهذا هو الإرهاب الذي يجب أن تتولى الجهات المعنية محاربته ؛ لأنه يروع الآمنين ويرهبهم حتى صار الناس يتحاشون الأسواق لقضاء حوائجهم وكأن زمن السيبة قد عاد من جديد. والغريب عندما يتحدث الناس عن عقوبة السرقة في ديننا الحنيف وهو أرأف بالخلائق ؛ وأعرف بالمصالح نجد من يستهجن العقوبة لأن عصره فوق العصور ؛ وهو زمن الحريات والحقوق والحق والقانون ؛ فهل من القانون ومن الحق ومن حقوق الإنسان أن يسرق في وضح النهار ويهدد بالقتل أو التشويه إذا ما ذاد عن حقه ؟ وهل ستتحول الإصلاحيات إلى مراكز تكوين المجرمين نظرا لما توفره من وسائل الراحة والاستجمام المشجعة على التفنن في الجرائم تحت شعار تحسين ظروف الاعتقال والحبس ؟
والى متى ستظل ساكنة وجدة ساكتة عن هذه الآفة ؛ تخاف اللصوص ولا تخاف الله ؟ والى متى سيتنبه المسئولون إلى خطورة الظاهرة فيتخذون القرارات الشجاعة للضرب بيد من حديد على أيدي العصابات المتنمرة والمتزايدة بسبب البطالة ؟ وهل نحن على أبواب سيبة أكبر من هذه ؟ وهل سنسمع بجمعيات المجتمع المدني المناهضة للجرائم كما هو الشأن في بعض بلاد العالم ؟ أم أننا سنكرر الشكوى ولسان حالنا لا حياة لمن تنادي . نفعني الله وإياكم ……………..

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. مرجيء امره الى الله
    05/09/2006 at 19:19

    يااخي الكل في عطلة فلا داع للقلق الامن يجيء ويمشي حسب مزاج اصحاب الحال .والى أمن مقبل وأنت في أمن الله.

  2. يحي. ب
    05/09/2006 at 19:19

    لسم الله . وبعد. هدا موضوع يستحق التنويه وهو موجه بالدرجة الاولى الى السلطات الامنية التي لا تنام اعينها على اي شيء . فلتعمل على استئصال هدا الوباء الدي يهدد الناس في اموالهم و ما يملكون. فلا امن و الاموال مهددة و الارواح- لاقدر الله – في خطر. اللهم حفظك يا رحيم. والسلام .

  3. to mr cherki
    06/09/2006 at 12:07

    Thank you Mr. Cherki Mohammad about your articles. I think you are a real columnist in Oujda City. I am so proud that we have such columnists talking about real problems in the city of Oujda. Stealing and pickpocketing become big problems. It is not only for citizens of Oujda but also for the security in this part of the country. It shows just how weak our officer are that they cannot handle small problems. They need to create databases for all criminals in the city. Restrict their movements and freedom to curtail crime. They do not have a right to be citizens or treated like humans. Each time we have new kinds of officers, new clothes and new names, it is used to scare citizens. But the criminals and thieves are good « customers » for the officers and sometimes they offer protection and corruption becomes a part of them. Nobody helps the criminal to become stronger and stronger but just this kind of « bad » officer. The law in Morocco is good but the people use the bad part of it and leave the good part alone. It is what one calls human rights or freedom of the citizens? You want to just mix things up between the right of the « good » » citizen and his protection by security officer and the bad citizens. The protection of these bad citizens is offered to them by the same security officers. If there is a lot of insecurity in the city, then just let the people defend themselves with their guns and knives. We don’t need any more responsible security where we pay them well from our tax money. Or maybe if the security feels he/she is not well paid, then they should just quit their job and go rackecteering the thieves. it they think to make more money protecting them. I wish one day, here, that our king would fire this kind of « virus » from the security of our citizens and family. Thank you again, Mr. Cherki for your insight.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *