Home»Régional»دور الأنشطة الموازية في العملية التربوية

دور الأنشطة الموازية في العملية التربوية

6
Shares
PinterestGoogle+

تلقيت دعوة كريمة من السيد مدير إعدادية الجاحظ لحضور نشاط مواز يتعلق بالاحتفال باليوم العالمي للشعر، وقد دأبت هذه المؤسسة على الاحتفال بهذا اليوم لوجود أساتذة يحملون هم الشعر فيها ومنهم الأستاذ الشاعر محمد لقاح الذي أنهى مشواره التدريسي ولكنه استطاع أن يترك بصماته في هذه المؤسسة ومنها هذا التقليد المرتبط بالاحتفال بالشعر سنويا . وهذه التظاهرة الفنية تدخل ضمن ما يعرف بالأنشطة الموازية للأنشطة الدراسية الصفية. والملاحظ أن الوعي بالأنشطة الموازية لا زال نادرا في العديد من المؤسسات التربوية سواء في أوساط المتعلمين أو في أوساط الأطر الإدارية والتربوية. فقد لا يجاوز النشاط الموازي عند البعض خروجا عن المألوف في ظروف خاصة ، وبمناسبات خاصة بل قد يعتبره البعض مضيعة للوقت ، وقد يتخذ منه البعض مناسبة للغياب ، وقد يتخذ منه البعض مطية لأغراض خاصة إلى غير ذلك من التخريجات ، والحقيقة أن النشاط الموازي هو نشاط من صميم الأنشطة التربوية ، ولا بد له من برامج على غرار البرامج الدراسية . فكثيرا ما تعترض المدرسين أمور يضطرون لعدم الخوض فيها لضيق الوقت ، أو يعدون بتناولها في مناسبات أخرى ، أو يمرون بها مرور الكرام وهي من الأهمية بمكان ، وتظل عالقة بأذهان المتعلمين يشدهم الشوق إليها باستمرار ويثيرونها في عدة مناسبات طمعا في أن تثار من جديد .

وهذه الأمور مجالها المناسب هو الأنشطة الموازية للأنشطة الدراسية. ومشكلة الأنشطة الموازية هو أنها لا تحظى بغلاف زمني كما هو شأن الأنشطة الدراسية ذلك أن حصر السنة الدراسية في 34 أسبوعا من الاشتغال بالفصول الدراسية على برامج الأنشطة الدراسية لا يفسح المجال للأنشطة الموازية مما يجعل إنجازها مستحيلا بل يوحي بأنها من النوافل إن لم يعتقد أنها من البدع . وكان من المفروض أن تخصص نسبة من الحصص الدراسية للأنشطة الموازية ضمن الغلاف الزمني للموسم الدراسي.
وبالرغم من غياب تصور واضح عن الأنشطة الموازية لدى العديد من أطراف العملية التعليمية التعلمية نجد البعض يحملون هم هذه الأنشطة على غرار ما كان في الماضي حيث كانت الأنشطة الموازية تحظى بالعناية القصوى. ولقد كانت البعثات الدراسية الأجنبية وتحديدا الفرنسية بعيد الاستقلال تولي أهمية كبيرة لهذه الأنشطة على اختلاف أنواعها الفكرية والثقافية والفنية والرياضية. ولا زلت أذكر مثلا الأنشطة السينمائية الموازية حيث كان الأساتذة الأجانب يوجهون عناية المتعلمين لحضور عروض سينمائية قصيرة سواء في القاعات السينمائية أوفي الفضاءات الثقافية وكانوا يحضرونها إلى جانب تلاميذهم ويجعلون منها موضوع نقاش خلال الحصص الدراسية ، وكانت تؤتي أكلها بإذن ربها .

كما كانت هناك أشكال متعددة من الأنشطة الموازية في شكل عروض ومحاضرات ، وأمسيات فنية وشعرية ومسرحية ، وفي شكل مسابقات ثقافية ورياضية وخرجات ورحلات ….تسهم بشكل فعال في التخفيف من ضغط الروتين الذي تفرضه الأنشطة الدراسية اليومية ولا يمكن تجاهل ما كان لهذه الأنشطة الموازية من تأثير كبير على الروابط بين المتعلمين والمشرفين على تربيتهم من مدرسين وإداريين حيث كانت فرصا لتذويب الجليد كما يقال أو لخلق الحميمية بين مختلف الأطراف مما ينعكس على الأنشطة الدراسية اليومية . فكم من متعلمين عدلوا من سلوكاتهم غير المكيفة في مناسبات الأنشطة الموازية سواء تعلق الأمر بالتعثر الدراسي أم بالشغب أم بالغياب أم بغيرها من السلوكات التي تدينها الحياة المدرسية السوية . وكم من مواد دراسية مهملة استطاعت الأنشطة الموازية أن تجعل منها مواد تحظى باهتمام المتعلمين.
وصفة موازية التي تلحق بهذا النوع من الأنشطة توحي بأنها تسير موازاة مع الأنشطة الدراسية مما يعني أنها تقوم مقام أنشطة داعمة لها . فعلى سبيل المثال يقتضي وجود الشعر والمسرح والقصة في الأنشطة الدراسية وجود أنشطة موازية تغطي من هذه الفنون ما لا تغطيه الأنشطة الدراسية الفصلية مما يجعل الموازاة بين الأنشطة أمرا ملموسا.
فعندما يقتصر احتكاك المتعلم مع الشعر مثلا على أنشطة الفصل لا يستطيع أن يرتبط به وجدانيا كما يرتبط به من خلال حضور الأمسيات الشعرية بما فيها من احتفالية مؤثرة، وعلى هذا تقاس كل الأنشطة الدراسية.
والحقيقة أن لبعض المؤسسات التربوية في مختلف الأسلاك الدور الرائد في الاهتمام بالأنشطة الموازية ، ولا زلت أذكر أنشطة أستاذ اللغة الإنجليزية  » مستر عمر » في تأهيلية عبد المؤمن حيث كان تلاميذه في شعبة اللغة الإنجليزية يقدمون عروضا مسرحية من الأدب العالمي بلغة إنجليزية مشرفة . ولا زلت أذكر أنشطة الزميلين فريد فاروق وبنيونس بوشعيب بتأهيلية السلام ، وزلت أذكر الأنشطة الموازية للزملاء محمد خمسي وعبد الله مهادى وعبد الله درفوف وحسن العمال بتأهيلية توسيت .

ولا يهدأ بال للأستاذ عكاشة لبخيت الذي ندب نفسه للنشاط الموازي بالرغم من عمله في ملحقة كافيت المتواضعة ، ولا يقل هم الأستاذ عبد العزيز مروان عن هم الأستاذ عكاشة مع أنه في ملحقة لمريجة المتواضعة . ولن يمنعني الشنآن مع أساتذة تأهيلية ابن خلدون أن أشيد بالأنشطة الموازية فيها والتي حضرت منها عرضا مسرحيا راقيا من إعداد وإنجاز كل من الأستاذ محمد بن بركة ومصطفى بداوي دون أن أغفل أنشطة غيرهم .
وخلاصة القول أن الأنشطة الموازية يجب أن يكون لها وجود ضمن الخطط الاستعجالية لتدارك التراجع الدراسي والفتور الذي لم تنجح عشرية الإصلاح في دفعه شريطة أن تتوفر النوايا الحسنة ، والإمكانات وأن تكون الأنشطة موازية في مستوى الطموحات والرهانات ، وأن تلمس نتائجها في التحصيل الدراسي .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. فــــاطمة لحسن
    30/03/2009 at 21:46

    السلام عليكم
    سيدي الفاضل ،تجدني ممتنة
    لك لأنه من خلال موضوعك أثرت شيئا مهما بالنسبة لي هو عرفان الجميل لأطر مجدة وإلقاء الضوء على
    مجهودات كفيلة بأن يوجد شخص يتحدث عنها ، لأن الأفراد الذين ساهموا بمعية التلاميذ يشهد لهم بالجد والمثابرة وتبليغ رسالة للرأي العام (حسب ما جاء في العمود الخاص بصاحبه)
    لكن هناك مؤسسات تعليمية ،وأشير هنا إلى الأقلية منها لا يمكن ان يطلع على نشاطاتها الرأي العام رغم جودة عملها ضمن الأنشطة الموازية ،ورغم وجود أساتذة متطوعين بوقتهم ومالهم ومتفانين في التواصل مع التلاميذ وإشعاع المؤسسة ،لكن بدون إلتفاتة من أي شخص مسؤول أو جهة معينة ، الشيئ الذي يدل على أن العمل لله وحده ، وان مبادرة التطوع خصلة حميدة في الفرد نفسه ، وصفاء ضميره، هذا يجرني إلى الحديث عن مذكرة تنص على نيل شهادة الإستحقاق المهني …أي استحقاق مهني يجعل الشخص يترشح بنفسه لنيل الشهادة ؟هذا إذا كان عمله خالصا لله .. إن مهمة إنتقاء الأطر النشيطين ، في نظري مهمة المشرف والمسؤول المباشر عن التقارير الخاصة بالأنشطة الموازية التي تصل إدارةالمؤسسة و تحيلها بدورها إلى المكتب المختص بالنيابة او الأكاديمية،وقد تأخد هذه التقارير صبغة الجدية حين تكون هناك لجنة التقييم والمتابعة ثم الرد على التقرير بإسم صاحبه ، فهل نحن نرقى إلى هذا المستوىمن الشفافية والجدية؟ ربما أكون خاطئة..لكن عن تجربتي ضمن العمل التطوعي داخل المؤسسة التي أزاول فيها مهمة التدريس كنت دائما أتفاجئ بأن تقاريري إما لا تصل مكتب الأنشطة…او تم إتلافها داخل مكتب ..الأنشطة..إن الحديث يطول ولا أريد أن أبتعد عن مضمون موضوعك الذي أعتبره بحق اعترافا للجميل و كلمة طيبة في حق من جد وتطوع وأشرف هنيئا لأطر مؤسسة الجاحظ لأنهم من المحظوظين ب نشر هذا الموضوع.. وتحياتي ..

  2. ابراهيم
    11/03/2014 at 14:34

    السلام عليكم
    أولا اود ان اشكركم على ما تفضلتم به فما يخص الأنشطة الموازية على أساس الاهتمام الذي توليمونها,
    لهذ اطلب منكم أن تمدني ببعض مواضيع هذه الانشطة او بدور هذه الأنشطة خصوصا كل ما يهم النادي أو الميدان العلمي باعتباري استاذ متدرب و مطالب ببحث حول دور الآنشطة المندمجة أو الموازية في التحصيل الدراسي من وجهة نظر التلميذ لنيل شهادة التأهيل في المركز الجهوي لمهن التربيةوالتكوين و شكرا
    والسلام

  3. السلام عليكم
    27/05/2014 at 12:09

    الى الاخ ابراهيم صاحب التعليق
    الاستاذ المتدرب بالمركز الجهوي لمهن التربية و التكوين
    هل منا الممكن التواصل معك ،أن كذلك أعد بحثا في نفس الموضوع
    الاستاذ سعيد أمزال
    الهاتف 0600 77 33 27
    email n said_amazzal@hotmail.fr

  4. قمر
    02/04/2015 at 22:45

    الاستاذة المتدربة
    عندي بحث في نفس الموضوع أرجو المساعدة

  5. Anonyme
    11/04/2019 at 15:38

    انا ايضا لدي نفس الموضوع و اريد المساعدة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *