تضامن الشعب المغربي مع الشعب اللبناني يقلق بعض الجرائد الفرنكفونية
مباشرة بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار على لبنان، بدأ إطلاق نار بعض المثبطين داخل لبنان وخارجه ، لهم ألسنة حداد أشحة على الخير تطعن في المقاومة وتقلل من شأن النصر الذي حققته ومن الارتياح الذي غمر قلوبنا وتزامن مع ذكرى الإسراء والمعراج. أما عندنا، فقد خصصت يومية فرنكفونية ملفها الأسبوعي ليوم الجمعة 18/08/2006 لما أسمته استغلال الإسلاميين المغاربة للأزمة اللبنانية ووضعت له عنوانا عريضا في صفحتها الأولى. إن قراءة متأنية للمقال تكشف أن الغرض منه ليس انتقاد الاستغلال "السياسوي" المحتمل للأزمة، وإنما الاعتراض الضمني على التضامن من أصله . فقد اعتبرت الجريدة بأن أزمة لبنان الأخيرة كانت ضربة حظ بالنسبة لحزب العدالة والتنمية ولحركة التوحيد والإصلاح التابعة له !! وكذلك الأمر بالنسبة لجماعة العدل والإحسان. فحسب هذه الجريدة الفرنكوفونية ، كل المسيرات والوقفات التضامنية التي نظمتها هذه الهيئات وشارك فيها المغاربة بكل شرائحهم لم تكن سوى حملة انتخابية سابقة لأوانها !! استغل حزب سعد الدين العثماني هذه الأزمة -تقول الجريدة- لتوجيه ضرباته للحكومة المغربية وتسجيل نقط على خصومه بالمزايدة عليهم في هذه القضية. كما ادعت بأن البعض دعا إلى الجهاد وطالب اليهود المغاربة بالرحيل !! وطبعا كل هذا منتظر من جريدة معروفة الولاء ، طالبت بتقنين الدعارة وتدافع عن سياسة المهرجانات الفارغة وتسعى لتطبيع المغاربة مع المنظمات المشبوهة وذات الصلة مع بني صهيون ولا تفوت فرصة لطعن العلماء والشرفاء من أبناء هذا الوطن واتهامهم بمعاداة السامية كما فعلت مع الأستاذ بنشقرون رئيس المجلس العلمي للدار البيضاء حين تكلم عن اليهود في إحدى خطبه.
إن من يفكر بهذا المنطق لا يستحضر أمورا معلومة من الدين بالضرورة وعلى رأسها وجوب نصرة المسلمين ووجوب الدفاع عن حرمة المقدسات الإسلامية. فالمغاربة قاطبة كانت لهم مواقف مبدئية وتلقائية لاستنكار الهجمات الإسرائيلية الوحشية على الشعب اللبناني. تضامنت الأحزاب والجمعيات والهيئات والبرلمان وعلى رأس الجميع أمير المؤمنين الذي ألغى مظاهر الفرح في احتفالات عيد العرش لهذه السنة. فقد جاء في الأثر ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مثل المومنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). وقد رأينا كيف انحازت أغلب المنابر الإعلامية الوطنية من كل طيف إلى صف المظلوم وأدانت الاعتداء الإسرائيلي باستثناء بعض الأقلام الفرنكفونية التي طالبت العدو بعدم الإفراط في استعمال القوة و قناة دوزيم التي أسرت على سياستها المعهودة ، ولم تتضامن مع لبنان تضامنها مع ضحايا تسونامي !!
إن مواقف الإسلاميين وكل الوطنيين والديمقراطيين والشرفاء من قضايا الأمة ليست مرتبطة بالجدول الزمني للانتخابات والتاريخ شاهد على ذلك منذ حرب الخليج الثانية على الأقل. وكل من استغرب هذه المواقف فهو غريب عن ثوابت ومقومات هذه الأمة وعن أحاسيس الشعب المغربي الأبي. ثم إن الموقف السليم حسب هذا المنطق هو الصمت واللامبالاة والاستمتاع بالسهرات الفنية إلى أن يفرغ السفاح أولمرت من مجازره ضد الأطفال والنساء والشيوخ !! أو على الأقل تأجيل مسيرات الاحتجاج إلى ما بعد 2007. أليس هذا ما كانت تريده بالضبط إسرائيل وأمريكا لما تحدثوا عن إنهاء المهمة؟
محمد الوجدي
Aucun commentaire