سلاح حزب الله بين الشرعية الدينية والشرعية الدولية
عندما تطرح قضية ما يسمى بنزع سلاح حزب الله في لبنان للمناقشة نلاحظ تضاربا بين موقفين الأول خلفيته دينية والثاني خلفيته دنيوية ؛ ذلك أنه انطلاقا من عقيدة حزب الله الإسلامية فان امتلاك السلاح هو واجب شرعي نص عليه القرآن الكريم في قوله تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ) فامتلاك السلاح بموجب هذا النص واجب يفهم من صيغة الأمر ( وأعدوا لهم ) وهو إعداد ما في الاستطاعة والوسع من قوة مادية ومعنوية وعدة وعتاد ؛ والغاية من ذلك تخويف العدو أو إرهابه بتعبير القرآن ؛ والحالة أن العدو المقصود ظاهر معلوم وغير ظاهر لأن كل من كان في عون العدو كان بالضرورة عدوا. فهذا الأمر الإلهي الصريح والحالة أن النص محكم لا يقبل تأويلا ولا تخريجا يلزم المسلمين كافة بامتلاك ما يلزم من عدة وعتاد تدفع العدوان عن طريق إحداث الخوف من شوكة المسلمين وتنكب فكرة الإغارة عليهم أو الاعتداء على حرماتهم . وحزب الله أعزه الله ونصره ندب نفسه للدفاع عن حوزة الدين في بلاد لبنان معني بهذا الأمر الإلهي ؛ فهو لم يمتلك السلاح حبا في امتلاكه ولا زهوا به على الأقران وإنما اضطر لذلك اضطرارا اذ اتخذت إسرائيل من لبنان ساحة تستبيحها متى شاءت وتجعلها بما تلحق بها من أذى نموذجا لتخويف باقي البلاد العربية والإسلامية كما كان الحال خلال العقدين الماضيين . فالواجب الديني والوطني اقتضى تفعيل أمر شرعي هو امتلاك السلاح الرادع لإسرائيل المعتدية .
ولما كان مصطلح إرهاب صنعة أمريكية صهيونية يطلق على حركات التحرير والمقاومة فقد شمل حزب الله باعتباره حركة تحرير؛ علما بأن الإرهاب عند من اتزن تفكيرهم هو امتلاك سلاح غير شرعي الغرض منه إلحاق الضرر بالغير دون سبب مشروع وعلى أرضه . فإذا ما عرض شأن حزب الله في لبنان على هذا التعريف للإرهاب لم ينسحب عليه إذ يمتلك هذا الحزب السلاح فوق أرضه المشروعة والمعترف بها في المجتمع الدولي ؛ وهو حزب مشروع له تمثيلية في البرلمان اللبناني وله وزراء في الحكومة اللبنانية ؛ وحربه ضد إسرائيل حق يضمنه ميثاق الأمم المتحدة التي تجيز حركات التحرر والمقاومة ولا تنعتها بالإرهاب بتاتا كما كان الحال مع كل حركات التحررفي العالم . ونظرا لتركيبة مجلس الأمن وهو نتاج حرب كونية فرضت منطق الغالب على المغلوب ؛ والذي صار منطقا ينسحب على الضعفاء أيضا وهو ابتزاز مكشوف بواسطة ما يسمى بالفيتو عمدت الولايات المتحدة إلى ركوب هذا المجلس لتمرير ما تطبخه من قرارات جائرة ؛ فوجدت ضالتها فيه فاستصدرت قرارات واضحة الحيف لإلصاق تهمة الإرهاب بحزب الله وبحركة حماس من أجل الوصول إلى هدف نزع سلاح هذين الفصيلين من فصائل المقاومة ومن كان على شاكلتهما لتوفير الأمن لإسرائيل راعية المصالح الأمريكية خصوصا والغربية عموما في المنطقة على حساب العالم الإسلامي و العربي .
إن ما يسمى بالشرعية الدولية بخصوص نزع سلاح حزب الله لا يعدو رغبة أمريكية صهيونية تروج في العالم ترغيبا وترهيبا ؛ وهي في الحقيقة وجهة نظر خصم لا يمكن أن تكتسب شرعية طالما وجدت وجهة نظر مخالفة لها ؛ والأمر يقتضي تحكيما عادلا لا وجود لمن يقوم به اليوم في عالم معولم القطب يفرض وضعية الخصم والحكم في نفس الوقت. وعوض أن تجهر دول العالم برفض الأمر الواقع المفروض من طرف أمريكا وإسرائيل ومن والهما وتسمى الأشياء بمسمياتها فلا تنعت حركات التحرر بالإرهاب ولا يعتبر سلاحها غير شرعي يجب نزعه فان هذه الدول استضعفت وجعلت طوائف منها من اشتريت ذمتها ؛ ومنها من هدد ؛ ومنها استدرج للصمت حتى يسري مفعول القرارات المفبركة عن سبق إصرار وترصد.
وإذ ا كنا لا نستغرب رواج فكرة نزع سلاح حزب الله عند اليهود والأمريكان ومعظم دول الغرب المؤيدة لإسرائيل فالغرابة أن تلهث جهات لبنانية وعربية وراء تفعيل القرار الجائرلأن إسرائيل عجزت عن ذلك عسكريا فأرادت أن توكل بالمهمة لما يسمى بالمجتمع الدولي الضاغط على حكومة لبنان ؛ مع العلم أن المجتمع الدولي ما هو إلا إرادة أمريكية صهيونية مفروضة بالقوة وأمرها قد انكشف ولم يعد خافيا على أحد . ولعل إسرائيل تعلم علم اليقين أن ما أعجزها وهي المتبجحة بأسطورة الجيش الذي لا يقهر سيعجز غيرها من الأساطير المتهاوية بسبب عقيدة المقاومة والجهاد في العراق وأفغانستان ؛ فكيف تحلم بتحريك جيش لبنان الذي لا يقوى على ردعها ولا على صيانة وحدة أرضه من أجل نزل سلاح يحميه ويحمي الوطن ؛ وهو السر وراء خضوع إسرائيل لقرار وقف إطلاق النار وهي التي تطلق النار متى شاءت ؟
إن إسرائيل وهي تطلب من جيش لبنان النظامي نزع سلاح مقاومته شأنها شأن من يطلب لبن اللبوءة في جلد شبلها بعد سلخه أمام عينيها كما تقول الأحاجي عندنا في المغرب إشارة إلى المهام المستحيلة .
إن لسان حال حزب الله هو يامعشر المتهورين من أبناء لبنان إن سلاحي هو سلاحكم ونزعه هو نهايتكم وبداية ذلكم وهوانكم ؛ فأين عقولكم ؟ وما الذي تخافونه وإسرائيل منهزمة وقد زالت هيبة جيشها الذي قهر ؟ وماذا عساها أن تفعل وقد فعلت ما فعلت ؛ وعوضت عن هزيمتها النكراء باستهداف المواطنين العزل بل الأطفال الذين تحرم الشرائع البشرية قتلهم ؟ فمن أراد أن تثكله أمه فليجرب نزع سلاح حزب الله وهو سلاح قرره الشرع الإسلامي بعز عزيز وذل ذليل ولله الأمر من قبل ومن بعد
Aucun commentaire
بسم الله الرحمن الرحيم….لما وافق البطل نصر الله بتأييده لقرار مجلس الأمن (أكذوبة العصر ما بعد الحرب العالمية) ،استعمل كلمة بتحفظ وكان واضحا فى ذلك .والتحفظ يعنى إن استكملت الشروط لكل بنذ على حدى…لايلزمنا تسميته بنزع السلاح بل تفويته أو إرجاعه وبتحفظ يعنى لما يكون جيش لبنان قادر على ردع إسرائيل فى حالة إعتداء….قادر على حماية أبنائه وبدون استثناء…أما إرجاع السلاح وجيش لبنان غير مسلح وغير قادر عن الدفاع فهذا يعنى حماقة أو يقولوا اجعلوا لبنان غنيمة سهلة لإسرائيل مثل فلسطين وكفى….إن العدو الصهيونى غني عن التعريف ولايعرف من النطق إلا مصالحه ومصالح أمريكا ومن صنعوه ومن هم وراءهم…يعتدى متى ما شاء بحجة مصطنعة ولاأحد يعاتبه أو ينتزع سلاحه.إن سياسة إسرائيل هي دائما خلق مشكل جديد لإتلاف ماسبق من مشاكل.إن حزب الله دافع ببسالة عن لبنان بل وعن عار الأمة بأكملها ولولا حزب الله لكانت الأمة تطالب الآن إسرائيل بالرجوع إلى نهر الليطانى….أو على الأقل الإبتعاد عن بيروت وكفى…المنطق هو من يتكلم عن نزع سلاح إسرائيل التى لازالن ترهب به وتقتل يوميا شعبا بدون سلاح ….الحجارة ضد ترسنة إسرائيل :بالله عليكم أهذا منطق؟ البارحة فلسطين وغدا حزب الله ومن تم سوريا وقبل ذلك العراق وأفغانستان ..أعطوهم الأمة قاطبة وانتهى الأمر….إن الحرب الصليبية لم تنتهى بعد وصدق قول الحق سبحانه وتعالى: وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم.
ما اكثر الاخوان حين تعدهم و لكن في النائبة قليل حتى ولو نزع سلاح حزب الله ولكن الايمان لا ينزع من رجال صدقوا لان هؤلاء المتءامرين على الاسلام لا يعرفون معنى الايمان…
بسم الله الرحمن الرحيم …إن قولة ما أكثر الأصدقاء لا يمكن تأويلها على الإخوان…لأن ما يحق القول فيهم هو : ما أقل الإخوان حين تريدهم (حين تريدهم)ولكن…..فى الساحة فى سبيل الله كم هم كثير…لانحكم على المظهر بأفكار يستغلها الأعداء وما أكثرها لأن ما فى القلوب لايعلمه إلا الله …وبعض الأقاويل تشكك الناس فى أنفسهم وإرادتهم وتعلمهم اليأس والرجوع إلى الوراء .أما من ناحية التسلح فهو أمر لاجدال فيه لقوله نعالى :وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط الخيل…الآية. وقاتلوهم حيث ثقفتموهم..وقاتلوا الذين يقاتلونكم …وقاتلوا المشركين….ويكون هنا القتال بمعنى الجهاد فى سبيل الله…بمعنى الدفاع عن الدين والنفس والأهل والبلد بكل ما يملك المرء من إيمان وقوة وعزيمة وسلاح…وكان هذا لزاما علينا ما دمنا فى زمن اختلط فيه الحابل بالنابل وظهرت فيه موضة التعابير المتفلسفية والإدعاءات والمظاهر والإئتلاف والتخادل ولف التهم والمراوغات …وأما المقاومة فلا بد أن تكون مسلحة بعد الإيمان لأن العدو من طينة خبيثة…ولو لم يكن حزب الله مسلحا لما حقق النصر المبين وأن انتصاره كان استراتيجيا وتاريخيا…لأنه أفشل خطة الشرق الأوسط الجديد باستخدامه أساليب قتالية جد متطورة فريدة من نوعها وهي من ابتكاره لما علمته التجارب السابقة والآن لايستطيع أي أحد أن ينتزع أويجرد حزب الله بالقوة من سلاحه ….وقد فهمنا معنى انتزاع أو نزع وتجريد واسترجاع وتنازل …
ويكفى الإستماع إلى أنشودة أبطال الإسلام وحزب الله : الحزب الغالب هو حزب الله ومطلعها :
لا لا لـــن أهـــزم مـا دام السيــــف بيــــــدى….ولله ترجع الأمور.