أن تنتقد نقابة مفتشي التعليم الثانوي الأداء المهني لأي مسؤول سواء أكان مركزيا أم جهويا أم إقليميا، إذا كان هناك ما يستوجب النقد البناء أمر محمود ، وأن تتصدى لكل محاولة تهدف إلى استغلال هذا المسؤول لمنصبه لأغراض حزبية ضيقة ، نهج قويم وهو عين الصواب، لكن أن توجه سهام النقد إلى هذا المسؤول لمجرد أنه ينتمي إلى هيئة سياسية سلوك غير مقبول أخلاقيا وأدبيا والنقابة التي تطالب بأن تكون شريكا في التدبير والحكامة عليها أن ترقى إلى مستوى هذا المطلب المشروع وعيا وممارسة، مناسبة هذا الكلام ما جاء في الفقرة الأخيرة من بلاغ النقابة الذي دبجه أحد أعضاء المكتب إما جهلا بقواعد العمل النقابي أو سهوا أو بسوء نية لخدمة أطراف سياسية أخرى، فقد ورد في هذه الفقرة بالحرف »إلى التصدي للخلفيات المضمرة لتصرفات هذا المسؤول، والتي بدت ألوانها السياسية تتضح شيئا فشيئا »
فمتى كان الانتماء السياسي لمسؤول جريمة يعاقب عليها القانون؟ ألم تسقط النقابة من خلال بيانها هذا في فخ الدعاية والتشهير بتيار سياسي معين لمجرد انتماء المسؤول إليه؟ لماذا لم يوضح لنا محررو البيان أوجه استغلال هذا المسؤول لمنصبه في خدمة تياره السياسي؟ حتى يكون هناك معنى لعبارة  » بدأت ألوانها السياسية تتضح شيئا فشيئا » ولماذا صامت النقابة دهرا حين كان بعض الوزراء المتحزبين وبألوان …… يدوسون على التشريعات التي ابتدعوها هم في عملية إسناد المناصب للأحباب والأصحاب والمناضلين في صفوف حزبهم؟ ثم حسب علمي المتواضع لا يعرف عن النائب الحالي أنه استغل منصبه لخدمة أغراض حزبية ضيقة والدليل على ذلك أن المناضلين في صفوف حزبه ما فتئوا يشتكون من تعامله الجاف معهم، فأين الألوان السياسية التي يريد البعض من أعضاء النقابة الركوب عليها لتبرير فشله في طرح القضايا الجوهرية التي تعاني منها منظومتنا التربوية؟ والتصدي الفعلي للمحاولات الرامية إلى الإجهاز على جهاز التأطير والمراقبة.
فعلى محرري البيان وهم في مرحلة تعلم أبجدية العمل النقابي أن يحترسوا أكثر، وينتقوا العبارات المناسبة واللائقة حتى لايسقطوا في فخ الدعاية الفجة لتيار سياسي معين وأن يستشيروا أهل الخبرة الذين سبقوهم إلى العمل النقابي، فما خاب من استشار، والله المستعان

عضو منخرط بنقابة مفتشي التعليم الثانوي