مما أثر عن أحد الأئمة الأعلام قوله :  » من استغضب ولم يغضب فهو حمار ، ومن استرضي ولم يرض فهو شيطان  » هذه قولة استشهدت بها عندما وجهت إلي دعوة كريمة من السيد النائب الإقليمي لنيابة بركان ، والسيد الكاتب الجهوي لنقابة المفتشين من أجل القيام بوساطة خير بيني وبين ما لا خير فيهم . ولقد صعب علي أن أرد الدعوة الكريمة مع أنها مما يشق على النفس خصوصا عندما لا يكون الطرف الآخر الذي تستهدفه الوساطة في المستوى المطلوب ، ويسيء فهمها ، ويعتبرها ضعفا ، ويتخذها مطية للتمادي في الصلف و الجهل والنزق. لقد أسلست قياد جموحي لمن أقدرهم وأحترمهم، وأعتبر رد طلبهم منقصة بل سبة وعارا لا يزول أبد الدهر، و رعيت قدرهم . ولما جاء دوري فاقترحت وساطتي لفض الخلاف بين النائب الإقليمي بنيابة وجدة أنكاد وبين بعض المفتشين لم أجد في السيد الكاتب الجهوي لنقابة المفتشين ما وجده عندي من استجابة لدعوته بالرغم من مرارة ما طلب مني ، وهو أعلم بطبيعة إبائي ولم يرع قدري كما رعيت قدره ، ورد طلبي ولم يقدرلي إكرام طلبه من قبل مفضلا علي من أعماهم الشنآن وجمعهم قران المصالح الضيقة لا غير وقد فضحتهم مواقفهم المخزية . فهل يظن أخي المحترم السيد الكاتب الجهوي لنقابة المفتشين أنه من طينة أشرف من طينتي ، وأنه لا يرد له عندي طلب بينما يرد طلبي عنده لفضل يفضل به علي ؟
لقد تدخلت لا لشفاعة في حد من حدود الله يخول له أن يرد شفاعتي ، بل تدخلت لإصلاح ذات البين بين مفتش يشغل منصب نائب ومفتشين في مكتب جهوي للنقابة والرابح من الطرفين خاسر في نهاية المطاف لأنه مفتش قبل أن يكون مسؤولا في إدارة أو في نقابة . وإذا تسلط أحد الطرفين على الآخر مستغلا منصبه أو امتيازه كان الضحية مفتشا لا غير.

إن القول الذي افتتحت به هذا اللوم أو بالأحرى هذا العتاب وهو لأحد الأئمة الأعلام هو حكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا. لقد استغضب هذا الطرف وذاك في هذا الصراع المندلع بينهما وغضب هذا الطرف وذاك دفعا للحمارية شرف الله قدر الجميع ، ولكن أين دفع الشيطنة بعد الاسترضاء ؟ . إن العناصر التي تروم التصعيد من هذا الطرف أو ذاك استزلها الشيطان ولو استعاذت بالله منه لسكت عنها الغضب وأخذت بالحكمة وفيها خير كثير.إن الله عز وجل حبب عفوه لخلقه ، وجعل كظم الغيظ إحسانا ، وما أغلى الإحسان عند الكرام وما أبخس الإساءة عند اللئام .
لقد دعيت فأجبت حبا للفضيلة ، ودعوت ولم يستجب لدعوتي فصبرت واحتسبت كرها في الرذيلة ، ولكن أقول لمن رد طلبي ولم أرد طلبه من قبل سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.