توقيف المجلس البلدي ببوعرفة : الأسباب والتداعيات .
أقدم وزير الداخلية شكيب بنموسى على توقيف المجلس البلدي ببوعرفة لمدة ثلاثة أشهر ، ومن بين أسباب توقيف مجلس بوعرفة حسب قرار وزير الداخلية الذي صدر بتاريخ 14 يناير 2009 ونشر بالجريدة الرسمية في عدد5706 بتاريخ 5 فبراير 2009 مايلي :
** الاطلاع على قرار المفتشية العامة للإدارة الترابية ،وتقرير السلطة الإقليمية بخصوص الوضعية التي يعرفها مجلس جماعة بوعرفة .ولتوضيح هذه النقطة نذكر بان وزارة الداخلية أوفدت لجنة تفتيشية لبوعرفة في العام المنصرم ،وبعد قضائها عدة أيام ببوعرفة تمكنت من ضبط عدة اختلالات في مجال التسيير خاصة فيما يتعلق برخص البناء والتي تخضع للولاءات الحزبية حسب تصريحات بعض المستشارين ،كما أن عامل الإقليم كان يوافي باستمرار الإدارة المركزية بتقارير حول وضعية مجلس بوعرفة والذي تحول من فضاء لتجسيد الديمقراطية المحلية إلى حلبة للمصارعة بين مستشارين لا يتوفرون حتى على الحد الأدنى من التكوين السياسي الذي يؤهلهم لتمثيل الساكنة والدفاع عن مصالحها .
**إن المجلس البلدي ببوعرفة رفض التصويت بالإيجاب مرتين متتاليتين على مشروع الميزانية الجماعية برسم السنة المالية 2008 كما رفض التصويت على الحساب الإداري لسنة 2007.وهنا مربط الفرس كما يقولون ، فالمستشارون 23 الذين تم انتخابهم في اقتراع 2002 اغلبهم إن لم اقل كلهم وصلوا المجلس بطرق ملتوية ( انزالات .ولائم وزرود. شراء ذمم الناخبين …)وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون همهم هو استرداد ما أضاعوه خلال الحملة .لذلك فان اغلبهم باعوا أصواتهم خلال انتخاب المجلس الجهوي وانتخابات تجديد مجلس المستشارين وعموما فالرأي العام المحلي يعرف من باع ومن من اشترى ومن توسط بين البائعين والمشترين .
إن اغلب المستشارين للأسف كان همهم ليس تمثيل المواطنين وإنما الاستفادة من الكعكة .لذلك فان اغلبهم لم يترددوا في تغيير الواهم السياسية( الترحال من حزب إلى آخر) كلما سنحت الفرصة لذلك .وأعطوا صورة سيئة عن السياسة باعتبارها ممارسة نبيلة تهتم بالشأن العام الوطني والمحلي للمواطنين
لا احد ببوعرفة ينكر أن للمجلس البلدي الأخير ببوعرفة حسناته، فقد جسد بالفعل سياسة القرب بحيث أصبح المواطن يتحصل على وثائقه في وقت وجيز بدون تعقيدات بيروقراطية.كما ساهم في انجاز بعض المشاريع المهمة للساكنة .ولكن يعاب عليه انه كان بعيدا عن المواطنين ، ,ولا يتناغم مع همومهم ، ومتحكم فيه من طرف بعض اللوبيات الاقتصادية المحلية .
**إن المجلس البلدي ببوعرفة لم يظهر الجدية اللازمة لحل المشاكل المستعصية للمواطنين ،وفي مقدمتها نزاع الساكنة مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب منذ 2006 ومقاطعة الساكنة لأداء فواتير استهلاك الماء منذ 29 شهرا .إن عامل الإقليم قام بمحاولات عدة لحلحلة هذا المشكل، تمهيدا للزيارة الملكية المرتقبة .لكن المجلس لم يستوعب الرسالة جيدا وبالتالي كان يستحق حسب الجهات الوصية التوقيف لان الجهات العليا غاضبة عليه .
**إن توقيف المجلس البلدي ببوعرفة في هذا الظرف بالذات لن يمر بشكل سلس، بل في نظري سيزيد من تعميق الصراعات بين اللوبيات المحلية والتي تستند للأسف على بعض الأحزاب الوطنية. إن الصراع بين هذه اللوبيات سيستمر، مادام أن طرفا سياسيا يعتقد أن هذا التوقيف هو انتصار سياسي له .وبالتالي فانا أرجح أن يتكرر سيناريو 1959 ببوعرفة مرة أخرى .خاصة وان الجو العام ببوعرفة مطبوع بالاحتقان .
** إن توقيف المجلس البلدي ببوعرفة على العموم، وكيفما كانت المبررات هو إدانة صارخة للفساد والمفسدين، وبين بالملموس زيف الديمقراطية المغربية المفترى عليها .وبالتالي ففي نظري من المفيد لكل أعضاء المجلس الموقف – احتراما لأنفسهم ،واحتراما للجماهير الشعبية ببوعرفة التي صنعت خلال السنوات الأخيرة ملاحم نضالية حولت بوعرفة إلى قلع متميزة للنضال وطنيا – أن يتركوا الجماهير الشعبية ببوعرفة تقرر مصيرها بنفسها، ويبتعدوا عن فرض أنفسهم عليها .ففي التجارب الديمقراطية عندما تفشل تجربة ما، فإنها تقدم الاستقالة وليستمر الأصلح .
خلاصة : هذا مجرد تمني فشخصيا متيقن من أن كل المستشارين سيترشحون في انتخابات الصيف المقبل ، وسيفوزون بالمقاعد بنفس الطرق المعهودة ، طالما أن شعار عدم الإفلات من العقاب لا يفعل ، وطالما بقيت المجالس بمثابة بقرة حلوب تمكن من الاغتناء السريع والارتقاء الاجتماعي . وستستمر ببوعرفة المفارقة الكبيرة بين جماهير شعبية مناضلة، ومجلس لا يمثل إلا نفسه.
4 Comments
un grand merci a monsieur kabouri pour ses articles sur la presse regional pour ce qui conserne cette article comme on dit sans comentaire.les choses n on jamais marcher avec les zrouds.
البطانة الفاسدة يبدوا وللأسف الشديد أنه من المستشارين لا علاقة لهم بالإدارة ولا لهم مستوى دراسي وليسوا في مستوى المسؤولية لتمثيل سكان مدينة بوعرفة٠ولكن نذائي لشباب مدينة بوعرفة عليكم بمحاصرت هؤلاء السماسر و فضح كل أشكال ا لتمييع للعمليات الإنتخابية واسعمال مال الغير وتقديم الوعود الكاذبة واستغلال النفود بكل أشكاله٠ أيهـا الشباب إصنعوا مستقبلكم من أجل الإسهام في بناء الدمقراطية بكل أبعادهـاالسياسية والإقتصادية والإجتماعية إفتحوا باب التوعية في مجتمعكم وهـذه مهمتكم
ما دامت اللجن التفتيشية قامت بعملها مشكورة و حلت مكتب بلدية بوغرفة و عزلت رئيس بلدبز مكناس إذن لماذا لم تتوجه الى جماعة رأس عصفور إقليم جرادة لتتفاجئ بما وقع فيها من خروقات رغم النداءات والاستعطافات فمن هدر المال العام و خصوصا في حصة الجماعة من المساهمة في التنمية البشرية الى التطاول على الملك العام و ممتلكات الدولة الى الموظفين الاشباح الى ..الى …..الى اذن هل ستتحرك الضمائر الحية والجهات المختصة للضرب بالحديد على يد من لا يجترم القانون
ان المتتبع للشان المحلي ببوعرفة سيلحظ مؤخرا تزايد معاناة الساكنة ، فلمجرد الحصول على وثيقة بسيطة من المجلس فان ذلك يقتظي انتظار الساعات وربما الايام .نظرا للارتباك الحاصل بعد عملية توقيف المجلس .فقد اصبجت السلطات هي من تقوم بالتوقيع على الوثائق( العامل – الباشا ) …السؤال المطروح هل سيستفيد المواطن ببوعرفة ويستوعب الدرس جيدا ؟