الدريوش: عمالة جديدة بالجهة الشرقية
إن احد ابرز مظاهر اللاتمركز و تقريب الإدارة من المواطن هي الخطوة العظيمة التي خطتها الدولة المغربية لما قررت منح جماعة الدريوش عمالة. فبغض النظر عن كون العمالة أعطيت لميضار أو للدريوش، لان الأمر سيان في الحقيقة، فالمهم حقا هو كون الجهة فازت بتقدير السلطات و احترام الدولة لمتطلباتها الإدارية، و الاقتصادية، و السياسية العصرية.
ووفاء بوعده في مجال الإصلاح و التنمية البشرية و تقريب السلطة و مركز اتخاذ القرار من المواطن المغربي، وخاصة بالجهة الشمالية الشرقية للملكة، قام صاحب الجلالة، دام له النصر و التأييد، بإعطاء جهة الريف مكانة ذات أهمية قصوى لما أمر بإنشاء عمالة بجماعة الدريوش التي تبقى مثلها مثل ميضار لا من حيث الموقع الجغرافي أو من حيث المكانة الإدارية على المستوى الوطني. فهنيئا لجماعة الدريوش على هذا التقدير المولوي السامي.
ويبقى أن نذكر انه على سكان ميضار أن يهنئوا الجارة الدريوش على نيلها شرف احتضان عمالة الريف. و بدل النزع إلى الاستياء من قرار اختيار الداخلية للدريوش كحاضنة للعمالة الجديدة، و إبداء أي شكل من أشكال المعارضة له، يجب على سكان الريف، و خاصة منهم سكان ميضار الذين ينوون، باسم تنسيقية الريف الأوسط، الاحتجاج على ما يسمونه بالتهميش (كما جاء في مقال بناظور سيتي)، أن يباركوا هذه الخطوة المجيدة التي سوف تحرر المنطقة كثيرا، نظرا للبعد الفاصل بين الريف و عمالة الناظور، و أن يتجندوا من اجل إنجاح هذه المبادرة القيمة التي هي بمثابة فك للعزلة و طريق للانفتاح في المستقبل. فسيكون خروجهم من اجل التضامن مع الجارة الدريوش ذا قيمة أسمى من تظاهرهم ضدها. وعليه، يبقى في الأخير، وكيف ما كان الحال، أن نبارك للدريوش مرة أخرى و للجهة الشرقية.
1 Comment
نزاع سكان ميضار و الدريوش حول مقر العمالة يذكرني بالأوس و الخزرج أيام الجاهلية