Home»National»لا حياة لم تنادي …الكلاب الضالة تتكاثر بحي لازاري

لا حياة لم تنادي …الكلاب الضالة تتكاثر بحي لازاري

0
Shares
PinterestGoogle+

ذ. محمود بودور

منذ أن وجهنا رسالتينا الالكترونية والورقية عبر السلم الإداري إلى السيد رئيس جماعة وجدة بتاريخ 17 دجنبر 2024، ازدان تراب حينا المتسخ بسبعة جراء لينضموا إلى السرب الذي يجوب أزقة حي البساتين بلازاري بالليل والنهار. ورغم توقيعنا على عريضة المطالبة بالتدخل العاجل لإنقاذ أبنائنا وسكان حينا من تهديد هذه الحيوانات التي يجب أن تراعى حقوقها في أماكن خاصة بها كما تنص عليها اتفاقيات حقوق الحيوان التي وقع عليها بلدنا العزيز وليس على حساب أمن المواطنين والمواطنات، فلازلنا لم نر أي تجاوب للجهات المسؤولة ولا أدنى إجابة مطمئنة وكأننا نصيح في واد سحيق ولا نسمع إلا صدى نداءاتنا المتكررة.
كنا نأمل أن نسمع على الأقل جوابا من المسؤولين المحليين في زمن الديموقراطية التشاركية التي ترتكز على مبادئ التواصل والشفافية وحسن الإصغاء لمطالب الناس.
حين يغلق المسؤولون آذانهم فإنهم يفتحون بابا للتسيب والفوضى للمبادرات الشخصية. فقد يقدم بعض الناس على قتل هذه الحيوانات البريئة بأنفسهم أو تسميمها أو ضربها والتسبب في إعاقات لها، وقد تتسبب هذه المخلوقات في تلويث البيئة والحدائق والأشجار المحيطة بنا عن طريق نشر أوبئة و أمراض خطيرة في صفوف الناس وخاصة الأطفال الصغار الذين يلعبون ويلامسون هذه الأماكن الملوثة بأيديهم وقد يتعرضون للعدوى بسبب ضعف ثقافة النظافة وسط العامة من الناس. وقد تتسبب هذه الحيوانات في حوادث سير مميتة بعد اعتراض سبيل المارة من الراجلين والراكبين لدراجاتهم على حد سواء.
وقد يتطور الأمر إلى نشر مرض الكلب بين هذه الحيوانات وحيوانات أخرى مثل القطط المتشردة و الدواب التي لا زلنا نشاهدها في أماكن كثيرة من المدينة وغالبا ما ينتقل للانسان عن طريق عضات هذه الحيوانات واعتداءاتها المتكررة على الناس، وما أكثر القصص والحوادث التي كان ضحيتها أناس أبرياء تعرضوا لهذا المرض وتوفوا بعد أن نقلت لهم قططهم أو كلابهم الأليفة مرض السعار من حيوانات ضالة دون أن ينتبهوا لذلك.
وأذكر هنا ما قرأته في إحدى المقالات حول داء السعار، أن منظمة الصحة العالمية أحصت ما لا يقل عن 5900 حالة وفاة بسبب هذا الداء الذي ينتشر في 150 دولة في إفريقيا وآسيا، 40% منهم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة. وبلدنا ليس ببعيد عن هذا، فقد أحصي معدل لا يقل عن 20 حالة وفاة سنويا بسبب داء السعار الذي تسببت فيه عضات الكلاب بنسبة 99%.
أما آن الأوان ليستمع المسؤولون لهمس الناس ويصغوا لاهتماماتهم. أما آن الأوان ليشكلوا خلايا الإنصات واليقظة على مستوى إداراتهم ليجيبوا عن أسئلة الناس واستفساراتهم في زمن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي التي قربت البعيد وسهلت التواصل بين الناس ونشرت أخبارنا وصور بلدنا بين القاصي والداني في كل مكان بنقرة زر واحدة.
أما آن الأوان لتفعيل الاتفاقية المشتركة التي وقعت سنة 2019 بين وزارة الداخلية والجماعات المحلية والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ONSSA ووزارة الصحة والهيئة الوطنية للبياطرة ONV من أجل التصدي لخطر انتشار داء الكلب عن طريق تطبيق مقاربة TNR ) trap neuter and release ) : مسك، خصي وإطلاق.
صور الكلاب الضالة وهي تتوالد وتتكاثر في المدينة وتجوب الأزقة والشوارع جهارا نهارا في معالم المدينة وحدائقها وساحاتها التاريخية التي ينبغي أن تستقبل الزوار والسواح بدل الكلاب تسيئ لصورة المدينة وجماليتها وخاصة ونحن نستعد لاستقبال تظاهرات رياضية قارية وعالمية في القادم من الأعوام.
لا نريد أن نسمع أخبارا تسيئ لسمعة بلدنا مثل ما سمعناه عن السائحة الفرنسية التي نهشتها الكلاب الضالة عندما جاءت لقضاء عطلتها مع زوجها على شواطئ مدينة الداخلة في صيف 2022.
نريد أن نرى أماكن إيواء لهذه الحيوانات تحفظ فيها كرامتها ويعتنى بأكلها ودوائها وصحتها، كما نحب أن نرى أماكن لإيواء المتشردين من الناس الحمقى منهم والأصحاء الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في وسط المدينة في هذا الجو البارد من فصل الشتاء. كما نريد أن نعيش في مدينة تراعى فيها سلامتنا وسلامة أبنائنا أثناء تنقلهم إلى مدارسهم ويحفظ فيها حق الشيخ الكبير في الذهاب آمنا إلى بيت الله دون خوف من كلاب ضالة تلاحقه. كما نأمل أن نستمتع بحقنا في نوم هادئ لا يكدر صفوه عواء الكلاب الضالة أونباحها طوال الليل إلى أن يصبح الصباح.
أرجو أن تصل الرسالة إلى كل مسؤول ويفهم المقصود والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
ذ. محمود بودور
وجدة في 18 يناير 2025

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *