لقد أدت الأمطار الاستثنائية التي عرفتها مدينة وجدة مؤخرا إلى انهيار أكثر من أربعة وعشرين مترا من السور الشمالي لإعدادية القدس ،مما جعلها تنفتح اضطراريا على محيط  استفزازي ساخط وعدواني، لا يعير اهتماما لحرمة المؤسسات التربوية،وما نتج عن ذلك من تحرشات واعتداءات طالت الأطر التربوية والإدارية ، وحولت المؤسسة إلى وكر لمن هب ودب لقضاء مآربه الخاصة ، مما دفع بمكتب جمعية آباء وأولياء تلاميذ المؤسسة إلى إعلان حال الطوارئ، والاتصال بمختلف الجهات، الرسمية وغير الرسمية، وبعد أن سدت في وجهها كل الأبواب، وجهت نداء عاجلا إلى السيد والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد، من أجل التدخل لبناء السور والتخفيف من آثار الفيضانات، كما  اجتمع وفد من أعضاء مكتب الجمعية بالسيد الوالي الذي وعد ببرمجة جولة تفقدية للمؤسسة لمعاينة الأوضاع داخلها ، خاصة وأنها كانت تعانى من مجموعة من مظاهر التسيب والاختلال في ظل وجود » إدارة مكلفة » لا مبالية ومستقيلة ، وغير مكثرتة ،رافضة تحريك أي ساكن أو متحرك، رغم شكاياتنا المتكررة، وذلك منذ تعيين المدير السابق السيد محمد أبو ضمير نائبا إقليميا على نيابة تاوريرت ، والذي خلف فارغا  مهولا ، اغتنمه البعض ليتجاوز التشريع المدرسي ومختلف اللوائح التربوية، وفصل جداول حصصه على مقاسه وعلى حساب التلاميذ،حيث يضطر التلاميذ إلى العودة إلى المدرسة لساعة واحدة، وفي بعض الحالات من الساعة الخامسة إلى السادسة مساء، وتكررت هذه الحالة 08 مرات، تمكن السيد المدير الجديد  من حل ثلاث حالات، ونتمنى أن تحل باقي الحالة، وأن تراعي مصلحة التلاميذ أولا وأخيرا، وأن لا ينسى البعض أننا جميعا في خدمة التلميذ، ونتمنى من السادة مفتشي المقاطعة أن ينظروا عن قرب، وبعين تربوية إلى جداول الحصص التي لا تحترم المقاييس التربوية، بعد طوفان التغييرات العشوائية التي طالت جداول الحصص في » زمن الفترة »…
يومه السبت 08 نونبر 2008 ،أوفى السيد الوالي  بوعده وقام بزيارة  تفقدية إلى إعدادية القدس، بصحبة وفد هام ضم كل من السادة الكاتب العام للعمالة والنائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية وممثل مدير الأكاديمية ورئيس المجموعة الحضرية  ومصلحة التطهير وقائد المقاطعة الحادية عشر….أطلع سيادته على مخلفات الفيضانات وتوصل مع الجهات المختصة إلى تحديد المشكل الناتج عن كون المؤسسة بنيت في حضن الوادي مما يجعلها عرضة للسيول الدورية كلما سقطت الأمطار، وبعد عملية التشخيص تم الاتفاق مع الجهة المختصة على وضع قنوات ضخمة تمكن من تصريف المياه ، وحماية المؤسسة والمساكن المجاورة من السيول، وحول تساءل أعضاء الجمعية عن الغلاف الزمني اللازم للأشغال، أجاب السيد الوالي أن الأمر يتطلب دراسة وتصميم، وفيما يخص الجهة التي سوف تتكلف ببناء السور المنهار، قيل لنا أن نيابة وزارة التربية الوطنية سوف تتكلف بذلك،وهذا معطى جديد، استلزم توجيه سؤال للسيد شكري الناجي نائب وزارة التربية الوطنية عن بداية الأشغال في الحائط المنهار ،الذي أفادنا بأن ذلك يحتاج إلى تنسيق مع مصلحة التطهير ومدى تقدم أشغالها، حتى لا يتم بناء السور مرتين أو الاضطرار إلى تهديمه من جديد لتمرير القنوات المراد وضعها لتصريف المياه،في انتظار ذلك وبتوصية من السيد الوالي سوف يتم سد الثغرة بمواد بناء مؤقتة( الزنك).كما اغتنم أعضاء الجمعية الفرصة لمسألة السيد حدوش رئيس المجموعة الحضرية عن غياب الإنارة بمحيط المؤسسة، فاتصل في حينه عبر هاتفه الخاص بالمصلحة المختصة بالكهرباء داخل مجموعته على أساس أن تتم إنارة محيط المؤسسة ابتداء من يوم الاثنين 10نونبر،  » ووعد الحر دين عليه » .لقد تمت هذه الأحداث في يوم جميل، من شهر مبارك ،تحاول فيه إعدادية القدس الخروج من أزمتها، خاصة بعد أن تم تعيين مدير مكلف جديد، أبان منذ وصوله يوم الاثنين  03 نونبر عن جدية واضحة في ضبط الأمور ،وأثبت حضوره من خلال مراجعة كل الاختلالات التي تمت في عهد سلفه،وأصبح أول من يصل وآخر من يغادر، رغم بعد سكناه ،واستعماله لوسائل النقل العمومية،وبدأت الإعدادية تسترجع أنفسها ورونقها وانضباطها… والحالة هذه لا يسعنا إلا أن نقدم دعمنا المطلق واللامشروط للسيد » فقير » المدير الجديد، ونثمن فيه وطنيته وغيرته على المدرسة العمومية، وإخلاصه ونكران ذاته، وقبوله تحمل مسؤولية مؤسسة منكوبة، دون قيد أو شرط، و في ظروف صعبة، كما نغتنم المناسبة لنشكر السيد قائد المقاطعة الحادية عشر على جهوده المحمودة ووقوفه إلى جانبا منذ النكبة، والشكر موصول للسيد الوالي على تلبيته لدعوتنا، وتجسيده العملي للمفهوم الجديد للسلطة الذي أعلن صاحب الجلالة عن خطوطه العريضة في الخطاب الذي وجهه جلالته يوم 12 أكتوبر 1999 بمدينة الدار البيضاء إلى مسؤولي الإدارة الترابية وأطر الإدارة المركزية وممثلي المواطنين ، والداعي إلى رعاية وحماية المصالح العمومية، ومتابعة حسن سير الشؤون المحلية عن قرب ، والسهر على الأمن والأستقراروتشجيع المحافظة على السلم الاجتماعي . يمكن أن نكون قد بالغنا في الإلحاح والمطالبة ، وذلك مرده لغيرتنا  وحبنا لمؤسستنا، بصفة خاصة، وحرصا على المدرسة العمومية بصفة عامة… « والله يحب أن يدعى ويحب أكثر العبد الملحاح في الدعاء »،  وعلى كل حال،لقد دعونا الله واستجاب لنا ، وإلحاحنا هو الذي مكننا من « الحليب والقشدة وابتسامة صاحبة القشدة ».