Home»Régional»القضايا المطروحة للمناقشة تقتضي الرأي والرأي المضاد

القضايا المطروحة للمناقشة تقتضي الرأي والرأي المضاد

0
Shares
PinterestGoogle+

عندما تطرح قضية من القضايا للمناقشة على هذا المنبر الهادف بالدرجة الأولى إلى الكشف عن الحقيقة الضائعة، وتنوير الرأي العام بها، والمساهمة في توفير ظروف إصلاح كل اختلال يسجل في كل نواحي الحياة لا بد من معطيات تامة وكاملة غير منقوصة. ومن نقصان المعلومات الطرح الأحادي للقضية، وغياب الطرح المقابل له. فعندما يتظلم أو يشكو أو ينتقد أو يدين أحد ما ممارسة من الممارسات ويطرحها على الرأي العام يكون قد لجأ إلى ما يسمى السلطة الرابعة التي تقابل باقي السلط المعنية والتي قد لا تقوم بدورها المطلوب . ومن طبيعة المشتكي أو المتظلم أو المنتقد أو المدين أن يقدم طرحه الشخصي بأسلوب يتوخى الإقناع والتأثير في الرأي العام ، وقد يضطره ذلك إلى ضرب القيم الدينية والخلقية عرض الحائط ،أو تعطيل ضميره الحي إن لم نقل قتله من أجل تحقيق هدف اكتساب التعاطف بالطرق غير الأخلاقية وغير المشروعة ، وبالاعتماد بالدرجة الأولى على الاندفاع العاطفي الذي يحكمه منطق عقلية القطيع.
وكثيرا ما يستدر المشتكي بالأساليب العاطفية المؤثرة عواطف الناس فيصدقون مقولاته وأطروحاته ، وقد يتسرع قضاؤهم العاطفي في الحكم لصالحه حتى إذا ما قوبلت مقولاته وأطروحاته بما يقابلها ويخالفها تأثرت درجة تعاطف الرأي العام معه وربما جرت الرياح بما لا تشتهي سفنه. ولقد استمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا وإسوتنا إلى رجلين تخاصما في حضرته فقدم كل واحد منها مقولته أو مظلمته بطريقة مؤثرة ومفحمة فما كان منه عليه السلام إلا التحذير من الظلم بسبب سحر البيان الذي قد يلبس الباطل على السامعين و يصيره حقا من خلال براعة الطرح أو التظلم والشكوى. ولهذا فتخليق طرح القضايا المقترحة للنقاش أمر ضروري ، وأدنى درجة التخليق توخي العدل والإنصاف في توزيع فرص التعبير بين الآراء المختلفة من أجل ضمان وضوح الرؤية بالنسبة للرأي العام قبل الانحشار في الأحكام التي تكون مختلة إما بتسرع ،أواندفاع ،أو باعتماد الطرح الواحد والوحيد ، مع تغييب ما يقابله من أطروحات مناقضة له.
ومن الناس من يحرص على الاكتفاء باعتماد أسلوب الطرح الواحد الوحيد للقضايا بدافع الانحياز على اختلاف أنواعه ، ولا يقبل تعصبا وعنادا مجرد قبول فكرة الإصغاء إلي الرأي المخالف ، وإن تظاهر ظاهريا بالإنصات فإنه باطنيا يعد الردود التي يمليها عليه انحيازه المكشوف ، فتضيع منه الحقيقة التي تكون ضحية موقف مسبق لا مبرر له سوى الانحياز الأعمى أو منطق غزية كما قال شاعر الجاهلية : « وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد ».
فالمناقشة الجادة للقضايا تستوجب ضرورة التجرد من المواقف المسبقة ، والإلمام التام بأطروحات الأطراف المعنية إلى غاية استيفاء النظر الملم من أجل تسهيل عملية تحديد المواقف الموفقة والمسددة والرصينة والتي يكون هدفها الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة ، والإنصاف والعدل. وقديما عزل ملك قاضيا لأنه عوض نشدان العدالة نشد السمعة بين الناس حيث فضل الحكم لصالح أحد الصعاليك الفقراء ضد الملك نفسه ، وقد كان الصعلوك الفقير ظالما للملك . وهذا ما يحصل كثيرا عندما يكون الصراع بين طرفين يفترض في أحدهما الضعف فسرعان ما تميل العواطف مع الطرف الضعيف باندفاع على حساب الطرف القوي وإن كان الطرف الضعيف هو الظالم الجائر دون التمييز بين التعاطف مع حالة الضعف، وبين الانتصار للعدل. وليس كل قوي ظالم ، ولا كل ضعيف مظلوم.
وقد ينحشر البعض في مظالم وهمية من خلال التعاطف الصوري ظاهريا مع المظلمة الوهمية ، والذي لا يجاوز في الحقيقة آلية من آليات الدفاع اللاشعورية أو حتى الشعورية تحسبا للوقوع في حالة مشابهة ، فيتحول الدفاع عن المظلمة المفتعلة عند المتعاطفين إلى إقرار واعتراف بالخطأ أو الذنب ضمنيا اعترافا مغلفا بأسلوب التعاطف ، تماما كما يبكي البعض لأنين وآلام المريض من دون شعور بآلامه تحسبا للوقوع في آلامه. والمضحك أن يتصنع المتمارض الآلام ويفتعل الأنين بينما يجاريه المتعاطف بصدق في معاناته الوهمية لمجرد الخوف من الوقوع في حاله.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

9 Comments

  1. متتبع
    03/11/2008 at 22:09

    هكذانريدقلمك ياالسي الشركي والعبرةمن مضمون مقالك لمن يعتبر

  2. عبدالقادر الفلالي- كندا
    04/11/2008 at 19:28

    أتقدم بشكري الجزيل ولأول مرة للأخ قدوري على جهده، جزاه الله كل الخير. لطالما فكرت في كتابة نص يهدف إلى ترشيد الحوارات الهادفة وما أحوجنا إليها في هذه الأيام، حيث أتوقع لهذا المنبر مسيرة ناجحة في المستقبل إن واصل نهله هذا. فوجدت في هذا الموقع من يتهكم من الآخر، من هو مغرور بكتابة اللغة الفرنسية ويصحح أخطاء الآخرين ويسخر من إملائهم. هناك من يستعمل ألقابا جارحة في حق الآخرين، لدينا أسوة حسنة في الرسول(ص) في حلمه وتبصره وتعاليه عن الصغائر .كم من مخطئ أمام الملئ ردّته كلمة طيبة وموعظة حسنة جادة الطريق.

    كتابة مقال في حق مسؤول أو شخص ما دون تقصي الحقائق ودون معرفة حيثيات الوقائع فهو خراب البيوت ، بل تتشتت أسر بسببه، قد يدمن بعض أبناءهم على المخدرات والخمر لتفادي نظرات المجتمع وأي مجتمع ا لذي ينتظر فقط التلذذ بعذاب الآخرين. أشكرك أخي على المقال وأتمنى أن نتصالح مع أنفسنا أولا قبل المصالحة مع الآخرين. وليكن مقالك هذا فاتحة خير من أجل وضع سكك التحاور والتشاور والموعظة وكشف بؤر الفساد على السكة الصحيحة. لاأريد أن ألوم أي أخ هنا وأدعو من هنا أن يرجع إلينا أخونا » قيسي محمد  » إلى حضيرة هذا المنبر وأرجو منه أن لا يبخل علينا بهذه الدعوة. أخوكم عبدالقادر الفلالي

  3. أبو أنس
    04/11/2008 at 19:36

    والله أمرك عجيب غريب يا السي شركي. مقالتك هذه تفوح حكمة وتقطر موعظة، لا فظ فوك .من أين لك بهذا.السكينة والوقار ،وكرم في الهدوء والثبات والرأي السديد ، من أين لك بهذه الحكمة كلها يا السيد شركي . هكذا نحب أن تكتب باحثا عن الحقيقة الضائعة التي لا تقال،في هدوء بغير تشنج و لا عصبية ، بعدما تتحرى عن الخبر غير مكتف بالسماع فقط، أو تكون عنه تصورا قد يكون بعيدا عن الواقع ( وليس كمن رأى كمن سمع ) ولا تبحث عن المشاكل و المتاعهب بين إخوانك من المظلومين والمقهورين في الغالب . البحث عن الحقيقة وعرضها على الناس لكي تنور القلوب ،وتنهض العقول حتى تساهم في التغيير المنشود الذي يريده الله عز وجل و رسوله، وتشرح الحقائق بالدرس والتحليل حتى نساهم جميعا، كل واحد من موقعه في رفع هذا الغبن الذي تعيشه الأمة.

    أبو أنس

  4. zaid Tayeb
    04/11/2008 at 23:55

    Je remercie Monsieur Chergui pour cet article à caractère didactique.
    Dans un débat, tous les arguments sont permis, qu’ils soient logiques faisant appel à la raison ou psychologiques ayant pour visée d’émouvoir. Tout dépend de l’argumenteur et de sa stratégie argumentative, du statut des argumentaires et de l’effet à vouloir produire sur eux dans le but de les faire adhérer à la thèse. Les arguments, eux, ne sont ni vrais ni faux puisqu’ils se mesurent par leur justesse, leur efficacité et leur force argumentative.
    Ce qui est répréhensible dans un débat, ce sont les attaques menées contre l’auteur. Les lecteurs sont témoins des agressions dont sont souvent victimes les auteurs d’articles ou de commentaires. Monsieur Chergui subit presque à chaque article des attaques contre sa propre personne.
    Je souhaite qu’à l’avenir le débat soit mené de manière plus rationnelle et plus sage et que les critiques touchent le produit et non aleproducteur.

  5. محمد شركي
    04/11/2008 at 23:55

    يا السي أبا أنس ليس في الأمر غرابة ولا عجب لقد كنت دائما من دعاة الرأي والرأي المقابل ومقالاتي عبارة عن وجهة نظر لا تنفي وجهات النظر الأخرى وهي ضحية التعليقات المغرضة التي تترك المواضيع جانبا وتنال مني شخصيا فمن شاء أن يخالفني فليكتب تعليقات أو مقالات تحمل وجهة نظره عوض أن بخوض في تجريحي وعندما أرد عليه من جنس ما قدمت يداه يغضب وكأنني ملزم بالسكوت عن إساءته
    النقاش والحوار مقبول والتجريح والتجريم ممنوع

  6. ابن الهيثم جرادة ./ منصور
    05/11/2008 at 00:00

    السلام عليكم أيها الأخ الفاضل محمد شركي.ما يعجبني فيكم هو جرأتكم. وصراحتكم في تناول القضايا المحلية و الوطنية وكذا الدولية,و أرجو أن الا تلومني ان عاتبتك على بعض.ردودك على بعض المنتقدين لمقالاتك ,والذين يحملون شيئا من نفس يعقوب ان جاز التعبير . وعليه ارجو من الاستاذ الفاضل الا يبخل على اخوته في الاسلام بمقالاته الشيقة, وألا يعير بالا للمتهكمين وأنصاف الرجال الذين ينتقدونكم دون جراة في الافصاح عن هويتهم ,وعلى رأسهم اولائك الذين تهكموا من مقالتكم  » موت تلميذ بني وكيل » اطال الله عمركم وأبقاكم وفيا لهذا المنبر الحر , وكما تعلمون فان الساكت عن الحق شيطان أخرس .
    أعلم أنني سأتلقى ردودا كلها سبا و شتما , ولكن ذلك لا يهمني , ما دامت ردودي كلها تحمل هوتي الحقيقية ,وعلى اشباه الرجال وما هم برجال _ كما تعلمون- أن ياخذوا العبرة . والسلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته .

  7. متتبع
    09/11/2008 at 23:33

    اتوجه الىالمعقب باسممنصورعليك ان تحترم نفسك وتبدي على الاقل الاحترام للقراءالكرام وهذه البوابةامامن اسات اليهم فهم اقدرمنك واعلى رجاحةللعقل واذاكانواانصاف الرجال فانت ربعهم اولامكان لك بينهم اجوالنشر

  8. محمد شركي
    09/11/2008 at 23:33

    إلى الأستاذ الفاضل السيد منصور أنا أقبل عتابك فقط نريد ترسيخ ثقافة الحوار والنقاش عوض عادة السباب السيئة فأحيانا نرد على صاحب الإساءة بمثلها ليعلم أن غيره أيضا يعرف الرد على السوء بالأسوء ويتعود التوجه إلى القضايا عوض التوجه إلى من يثيرها وإقحام تدخلات بعيدة عن القضايا المطروحة لحاجة في نفس يعقوب
    فمن لم يرضه عملي لا يمكنه أن يقحم ذلك كل مرة في كل المواضيع لبرر ما سجل على عمله من خلل. أعرف أنهم سيقولون لك إنك تتملق المفتش وأنا أعرفك جيدا فأنت بعيد عن التملق وأنا أقدرك وأحترمك ومن شاء أن ينبح فله ذلك فلن يجاوز نباحه مرمى الحجر دمت أخا كريما

  9. محمد شركي
    09/11/2008 at 23:33

    أخي الفاضل الأستاذ زايد
    لا بد من وقت طويل لترسيخ ثقافة الحوار والنقاش في هذا المنبر فلا زالت ثقافة الحوار عندنا تعني عند البعض السباب والشتائم والقذف وكان بالإمكان ألا أرد على تعليق التجريح ولكن أصحاب هذا النوع من التعليقات سيركبهم الغرور ويظنون أن ما يفعلونه هو عين الصواب وتتحول ثقافة الحوار إلى ثقافة الشتائم ويتحول أصحابها إلى مرضى نفسانيين بتداوون بالتنفيس على العقد بشتم الغير خاصة إذا كان هذا الغير بضع أثبعه على مكامن الداء شكرا لأخي الكريم الأستاذ زايد والقلم الجسور دام قلمك

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *