مبارك ربيع: أعمل على أن أتواضع كثيرا، لأنني أخشى على نفسي
متابعة: إدريس الواغيش
نظمت جامعة سيدي محمد بن عبد الله صباح يومه السبت 11 مارس 2023 بشراكة مع جمعية فاس سايس ندوة أدبية تحت شعار: » فضاء فاس والمكان الروائي في السردية المغربية »، تكريما للروائي المغربي الكبير مبارك ربيع. الندوة احتضنتها قاعة الندوات للمدرسة العليا للتكنولوجيا، وحضرها رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله ورئيس جمعية فاس سايس، وعمداء الكليات وأساتذة من الجامعة وجمهور من المبدعين والطلبة ومثقفي المدينة.
الدكتور سمير بوزويتة عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية سايس فاس أدار باقتدار مجريات هذه الندوة، مشيرا في مداخلته إلى أن الروائي ربيع مبارك « أحد الرموز الأدبية التي عملت على تشكيل الخطاب الروائي المغربي من خلال مسارات ومرجعيات كان لها أثره المباشر على إنتاجاته في الرواية، ولذلك فإن « ربيع مبارك يبقى تاج الروائيين المغاربة، وهو أهل لكل تكريم ».
الدكتور ادريس الخضراوي ركز من جهته في مداخلته المختصرة على اشتغال مبارك حول فضاء المدينة في «الريح الشتوية «وهو لا يختلف عن الكاتب فالتر بنيامين في قدرته على « الكشف عن جوهر الإنسان الحقيقي، وهو يتسكع بين تفاصيل الحياة اليومية العادية ». ويضيف الناقد الخضراوي أنه » يخرج إلى ما هو أبعد من أشكالها الواضحة وفق محورين، المحور الأول ويتعلق بالعلاقة بين الرواية والمدينة نفسها، أما المحور الثاني يشتغل فيه على بناء الحياة فضاء المدينة في الرواية »، بما أن المدينة هي « وعاء يحتوي على فئات مختلفة من الساكنة منفتحة على خصوصيات وحميميات سجالية »، وفيها علاقة مركبة بين الرواية والمدينة بين مسألة تصوّر الكتابة والخطاب الروائي المتفرد. ويبقى إشكال الاندماج الثقافي يتأرجح بين الاغتراب وأسرار العلاقات التي يمكن صياغتها بواسطة أشكال فنية متعددة في الكتابة. وفي هذا الجانب يضيف الخضراوي أن الروائي » ربيع مبارك يتفرّد في هذا المستوى من الكتابة » سواء من خلال « تخيل جماعة متماسكة ومدى استجابة الرواية لطموحاتها »، أو من خلال « مشاهد عارية من دون تأويل »، ولنا في أعمال الروائيين المغاربة نموذجا من أمثال: عبد الكريم غلاب في فاس أو محمد شكري في طنجة ومحمد برادة في الرواية المطلقة.
الروائي والناقد والباحث سعيد يقطين أشار من جهته إلى « سرّ تميّز واختلاف مبارك ربيع، ولو أن لكل واحد من الروائيين المغاربة مميزاته »، في الصّنعة الروائية أو السردية يبقى لمبارك ربيع « خصوصية ابن البادية المخلص لفضاءاتها والناشط ثقافيا ومعرفيا في المغرب وخارجه »، ومن أهم هذه الخصائص « صلته الوطيدة بالثقافة الشعبية المغربية الأصيلة في البادية المغربية، لأن المتخيل الشعبي، يضيف سعيد يقطين « غني وله بعده الإنساني ». وهذا ما يجعل منه « أهم ثقافة إنسانية »، مضيفا أن » مبارك ربيع روائي محترف » فهو دائم الإبداع « كتب مع الجيل السابق، ولازال إلى حدود اليوم يكتب مع الجيل الحالي ». وهو في هذه المواكبة يواصل إبداعه ومقومات نصوصه تعطيه طابعا خاصا، كما أنه « لم ينخرط في أي موضة من الموضات التي توالت على الرواية، ومارس كل هذه الاشياء باعتدال »، وربما يقصد الناقد بذلك أشكال التجريب في الرواية المغربية. كل هذه السمات وغيرها، تجعل من مبارك ربيع روائيا متمرسا ومتميزا. الدكتور الخمار العلمي قال من جهته بأن مبارك ربيع « حين أجبر على الاختيار بين الحب والقوة، اختار التواضع من دون تردّد »، مضيفا في ذات الوقت أن « الرجل ينصف ويثني، حين يكون الثناء ضروريا، ولكن بروح الإنسان المتواضع ». وفي كلمة مقتضبة اختتم بها الروائي مبارك ربيع كلمته قائلا: » أنا أكتب، لأنني أريد أن أكتب ما لم أكتبه بعد، وأعمل على أن أتواضع كثيرا، لأنني أخشى على نفسي ».
Aucun commentaire