غياب ثقافة الصيانة ومواجهة الكوارث في مدينة وجدة
من المعلوم أن الموقع الجغرافي لمدينة وجدة يجعلها دائما عرضة للسيول التي تأتي من الجهة الجنوبية الغربية تحديدا بسبب وجود شعاب ووديان وجداول نائمة إن صح التعبير أو ناشفة تنشط خلال التساقطات المطرية. ولقد كان من المفروض ألا تنسى أخبار فيضانات 1928 الكارثية التي لازالت ترويها ساكنة وجدة عمن عاينها آنذاك، وفيضانات 1975 ، وفيضانات الثمانينات ، وفيضانات السنوات الأخيرة بعدما حاصرت البنايات الشعاب و الوديان والجداول النائمة ، فكانت النتيجة إصرار هذه الشعاب والوديان والجداول على قذف سيولها كعادتها في اتجاهاتها المحاصرة بحواجز البنايات مما جعلها تغير مجاريها بشكل يهدد مناطق معينة باستمرار.
وكان من المفروض أن تؤخذ جغرافيا المنطقة بعين الاعتبار قبل اعتراض ممرات الشعاب والوديان والجداول ، ويتم التفكير في صرف سيولها بطرق ذكية تجنب بعض أحياء المدينة تهديداتها ، وهو أمر تداولته الألسنة في المدينة بعد كل الفيضانات السابقة حتى راجت أخبار عن مشروع احتواء مياه السيول عن طرق قنوات توصل بشبكة الصرف الصحي .
ولعل السيول الحالية لم تمهل المشروع.
والحقيقة التي يجب أن تثار أن ثقافة الصيانة منعدمة لدى ساكنة المدينة بالرغم من وجود شركة التطهير التي يشاهد عمالها بين الحين والآخر في الشوارع وهم يخرجون القمامة من قنوات الصرف الصحي ، وهي قمامة تتحمل الساكنة مسئوليتها إذ لا يبالي أحد بإلقاء أكياس البلاستيك وغيرها من النفايات في كل حدب وصوب فضلا عن الأتربة المتراكمة والمترتبة عن العواصف التي تعرفها المنطقة باستمرار، والتي تعتبر السبب الرئيس في انسداد قنوات الصرف الصحي مما يؤدي إلى قذف هذه القنوات للمياه الزائدة عن الحد أثناء هجمات السيول المباغتة.
وليست ثقافة الصيانة وحدها مفقودة عندنا بل ثقافة مواجهة الكوارث أيضا إذ سادت الفوضى العارمة بالأمس كل شوارع المدينة حيث غلبت ثقافة الأنانية على الجميع ، ففكر أرباب السيارات في الوصول إلى أهدافهم بسرعة مما تسبب في عرقلة كبيرة لحركة المرور بسبب عدم احترام البعض لاتجاهات المرور إذ تنكب البعض وبكل أنانية المناطق التي غمرتها المياه في اتجاهاتهم لسد الطرق عن غيرهم في الاتجاهات الصحيحة. ولم يفكر بمسؤولية ووطنية إلا قلة قليلة في رفع الغطاءات عن قنوات صرف المياه لتسهيل مرور مياه السيول ، وربما تابعت الأغلبية أعمالهم التطوعية بنظرة ازدراء ، دون أدنى عبارة شكر، بل ربما أدان البعض هذا التطوع رغبة في تعقيد الوضعية وتأزمها من أجل إحراج المسؤولين ، وقد سمعت أحدهم يصرخ في وجه أحد المتطوعين لصرفه عن تدخله الشهم والشجاع معرضا بالمسؤولين ، وكأنه ينتظر من هؤلاء المسؤولين أن يخرجوا إلى الشوارع منبطحين وقد فغروا أفواههم لابتلاع مياه السيول التي لم تبتلعها قنوات الصرف الصحي.
إن المسؤولية مسؤولية الجميع فالذي يمر بالشوارع ويلقي فيها ما قل أو كثر من النفايات ابتداء من أعقاب السجائر وعلبها وانتهاء بأكياس البلاستيك يتحمل مسؤولية تعطيل شبكة الصرف الصحي . والذي ينقل أتربة البناء إلى الأماكن الشاغرة خصوصا التي تقع في مجاري السيول يعد مجرما في حق المدينة برمتها وعليه تقع تبعة الخسارة اللاحقة بالمتضررين أثناء السيول.
وأصحاب القرار مسؤوليتهم بقدر سلطة قرارهم . فما من ضرر يلحق الساكنة يكون لهم نصيب فيه إن هم قصروا في حماية المواطنين بما في أيديهم من إمكانات ، ولا يطالبون بأكثر مما في أيديهم.
لقد كنا نود أن نرى الناس في بلد مسلم يشبه أفراده بأعضاء الجسد الواحد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى وقد تكاتفوا مسؤولين ومواطنين بروح وطنية عالية ، وروح دينية راقية لمواجهة الكارثة كل حسب طاقته عوض الخوض في تراشق التهم ،والتفرج ، الاحتجاج. فكل الأمم تحل بها الكوارث وتنقل وسائل الإعلام مظاهر التآزر بين أهلها من خلال لقطات مؤثرة. ولا يعدم وطننا من بين أبنائه البررة من يشرفنا بمواقف شهمة في لحظات الشدة والعسر ، ولقد شاهد من كان بالأمس بطريق الجامعة صاحب عربة يجرها حمار وهو ينقل أبناء مدرسة ابتدائية من رصيف إلى آخر في حين لم يفكر مدير المدرسة ولا مدرسوها في الاحتفاظ بالتلاميذ ريثما تهدأ السيول أو يحضر الأولياء ، ولعل هذا ما تسبب في وفاة التلميذ الضحية ببني وكيل ، ولم يفكر أصحاب السيارات إلا في سياراتهم وزاحموا المارة بل قطعوا سبلهم عوض الوقوف لحظات ريثما تهدأ السيول.
إن أزمتنا كما قال الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي رحمه الله أزمة ثقافة في كتابه مشكلة الثقافة، فمتى يفيق ضميرنا ؟ ومتى نتخلص من ثقافة : » أنا والطوفان من بعدي » ؟؟؟
7 Comments
ewa alah yhfadna ou safi la3reb haka dayrin maysawbo walo
من الصعب الحكم على قرار اي مسؤول بالمؤسسات التعليمية مديرا كان او مدرسا ان هو سواء سمح للتلاميد بمغادرة المؤسسة او البقاء فيها.فقد يبقيهم داخل المؤسسة و لكن الامور تزداد سوءا.لدا فالتفكير يجب ان يكون حول المسؤولين بالدولة و الجماعات المحلية التي تخطط و تبني مدنا دون بنى تحتية و مصارف مياه حقيقية
و الله يستر العاقبة و صافي.نطلب من الله اللطف في قدره و قضاءه
بسم الله الرحمن الرحيم..
قال الله تعالى((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) صدق الله العظيم
الأخ محمد شركي
هل كنت في مدرسة بني وكيل وقت الطوفان لتقول ماقلته في حقهم؟
اتق الله يا أخي في نفسك وفي من تتهمهم زورا .
ولعلمك فإن الطاقم التربوي بقوا في المدرسة إلى أن اطمأنوا على خروج كل التلاميذ والآباء الذين حضروا إلى المدرسة وساعدوا طاقمها شاهدون على ذلك ولم يخرج أي تلميذ إلا بمرافقة أحد من أهله أو من جيرانه وماحصل للتلميذ المذكور رحمة الله عليه ماهوإلا قضاء وقدر لا نملك أمامه إلا نقول إنا لله وإنا إليه راجعون. ولولا لطف الله وقدره وتضحية الطاقم التربوي بالمدرسة ومساعدة الآباء لكانت الكارثة أعظم ولعلمك فالطاقم التربوي بالمدرسة لم يدخلوا منازلهم إلا في ساعة متأخرة ومنهم من جرفته السيول في الوديان لدى عودتهم المتأخرة ولولا لطف الله وتدخل الشرطة في الوقت المناسب لكانوا في عداد الأموات. وأنصحك يا أخي أن تتأكد في النازلة بدل أن تسوق كلام أخبار السوق والمقاهي هكذا دون تبصر وروية فالله رقيب على ما تقول.كما أنصحك أن تتثبت مستقبلا من كل كلمة تخطها فهي إن لم تكن لك ستكون بالتأكيد عليك .
صدقت لكن هذا لايعني أن المسؤولين لا يتحملون مسؤولية أكبر ، لأن ما يعرف في بلدنا هو هشاشة البنية التحتية ، وذلك راجع إلى الغش في العمل سواء في إصلاح الطرقات أو الواد الحار ، في كل مرة عند موعد كل زيارة ملكية نلاحظ إصلاحات للطرقات هنا وهناك بدون معايير ، يهدرون الأموال في كل مرة ولكن بمجرد سقوط أمطار تصبح هذه الطرقات منجرفة ومكشوفة للعيان، من يتحمل هذه المسؤولية ؟؟؟ في حينا الماء يمر على بعض قنوات صرف المياه ولا يدخلها بتاتا لأنها في مكان عالي عن وجود الماء ، فالمسؤولون يتحملون مسؤولية أكبر لأنهم يسرقون الأموال في كل إصلاح ولا يتقنون العمل، ويخافون الملك ولا يخافون من ملك الملوك المطلع على أعمالهم ونواياهم الرقيب الحسيب، حسبنا الله ونعم الوكيل .
أظن أن الأخ محمد تطرق لمسألة شديدة الحساسية بل وهي عماد التدبير والتسيير، إن سلوك إجتماعي أصبح يمخر أعضاء جسد الأمة. زما مثال المدرسة إلا جزء من عملية سلبية امتدت شرايينها السيئة مجتمعنا » غياب ثقافة الصيانة » في كل مناحي حياتنا اليومية. تنكسر طاولة في مقهى أمام أنظار النادل ثم يقول لك » الشركة يدها كبيرة » ثم يقول موظف بإحدى الوزارات » إن أجري الشهري هو كذا لهذا أنا أعمل بمقدار ما أجني » وقس على ذلك من أمثلة في كل مناحي حياتنا في الحي الذي نسكن فيه في الأماكن العمومية في الإدارات. لماذا يجب أن ننتظر أوامر الوزير أو المسؤول لنقوم بعمل لايستدعي منا جهدا، بل يكفي أن نتواجد في قلب الكوارث ونتعلم إدارتها.
« أنا وأهلي والطوفان من بعدي » هذا هو الواقع المعاش وهذا هو سبب التسيب الحاصل .حينما تتقدم إلى طلب عمل هنا أول ما يطلبه منك مسؤول التوظيف هو قياس مواطنتك بمقياس التطوع وماهي الخدمات التي قدمت للمجتمع ،وقد تكون أقوى من الشهادات التي تحمل في محفظتك.
جزاكم الله خيرا على حسن نواياكم وحتى وإن اختلفنا فهذا لصلاح الأمة.
tous on est responsable comme les citoyens comme les responsables il faut changer toute une culture parce que le climats va changer il y aurais toujours des pluies torrentielles qui probequeront des innondations alors la il faut que la ville soit bien équipé avec de vrai infra-structures et de programme de sauvegarde alors que nous citoyens il faut qu on change aussi pour le bien et qu on respecte notre environnement et notre ville et qu ensentraide entre nous quand meme on est des musulmans .et allah yarham al mawta et ykoune fi 3awn nas al moutadaririne.
لو قرأت جيدا عبارتي لوفرت على نفسك تعليقا مجانيا فأنا تحدثت عن مدرسة بطريق الجامعة وقد عاينت صرف التلاميذ في ساعة الأمطار الطوفانية والسيول الجارفة مما جعل صاحب العربة التي يجرها الحمار يتدخل بشهامة وكان من المفروض أن يحتفظ مدير المدرسة وطاقمه بالتلاميذ بعض الوقت حتى تهدأ السيول حفاظا على حياتهم أما مدرسة بني وكيل فقلت بالحرف : » لعل هذا ما تسبب في وفاة تلميذ فكلمة لعل يا سيدي المدرس المستشهد بآية الفسوق تفيد التوقع ولا تفيد اليقين وتختص بالممكن الذي لا وثوق بحصوله لهذا لا مبرر لتعليقك ولا لاتهاماتك ولا لاستشهادك بآية الفسوق إلا أن يكون قصدك شيء الله أعلم به