Home»Régional»حديقة بلنسية في وجدة منسية

حديقة بلنسية في وجدة منسية

0
Shares
PinterestGoogle+

لازالت حدائق و قصور و مكتبات العرب شاهدة على عصر المجد أيام الازدهار و التطور المعرفي و الطبي و الفني في بلاد الأندلس إلى يومنا هدا. مازالت الحدائق الجنات مخضرة، حية، فارعة تستقطب محبي الطبيعة و الجمال و التاريخ من زوار و مؤرخين و باحثين و رسامين. حدائقنا الأندلسية بقيت حية مرعية إلى يومنا هدا شاهدة على عصر ذهبي ولى و لم تولي معه الشواهد التاريخية، بل انضافت إليها اليوم حدائق جديدة بناها الأسبان تفوق في جمالها ما يمكن أن يبدعه أثرى خيال. بلاد الأسبان شهدت، عبر الاعتناء بحدائقها، على تاريخنا بها و تاريخها هي نفسها، اما بلاد المغرب فما عسى مصير حدائقها و حدائق النصارى بها؟
مند أيام مررت بالحديقة المسماة « حديقة للا عيشة »، أو « لبارك » كما يناديها السكان المحليون بفرنسية معربة بوجدة.

دخلت من الباب الكبير ذي القوس المطلي باللون الأحمر و تجولت لبضعة دقائق ضنا مني أن الحدائق في رمضان أفضل مكان يستطيع المرء أن يرتاح به من ضوضاء الشوارع و حر الشمس. و بينما أنا أسير فإذا بي أجد جوا لا يمت للحدائق بصلة: ارض قاحلة تكسوها القمامة، أشجار عالية و يابسة، كراسي إسمنتية إما محطمة أو معفنة أو ملطخة و غير صالحة للجلوس، مزبلة، جدران بائسة و روائح كريهة. في الحقيقة لم تكن هناك حديقة،
إنما سجن موحش له أسوار و به فوضى بالداخل يسميه البعض حديقة، أين هي الحديقة؟
إنما حال هده الحديقة لم يفزعني لما تذكرت أن حالها ليس بأفضل من حال حدائق تلك التي تسمى المدن المغربية الكبرى.

تذكرت أن حدائق العاصمة أسوأ حالا من « البارك » بوجدة، و أن مدنا أخرى لا توجد بها حتى أشباه الحدائق نفسها. تذكرت بدايات جولاتي عبر ربوع المعمور الذي لم أكن قد رأيته من قبل ووددت يومها لو أني لم أره. كنت قد بنيت فكرة وردية من قبل عن وطني و كنت احسبه أخضرا، فادا بي أكتشف أن حال المدن المغربية كلها واحد. اكتشفت أن أنواع الحدائق المتعفنة واحد أينما ذهبت، أنواع المشاكل و المزابل واحد، و أن أنواع الروائح المنبعثة من الأسواق و مرامي القمامة واحد، فعلمت قطعا أنداك أن لا مجال لتفضيل مدينة عن أخرى لان هدا العويلم المصغر، المغرب، واحد. منذ ذاك الحين لم اعد احتقر حيي و لا قريتي و لا حتى مدينتي إن علمت أنها تفتقر إلى ابسط المرافق.
لكني تأسفت كثيرا في الآونة الأخيرة لحال « البارك »، تأسفت من بعدما كنت قد عزمت على أن لا أتأسف أبدا لأنني سمعت مؤخرا خطابات رنانة تلوح في الأفق و تتلقف كل من هب و دب إلى مدينة و جدة. خطابات الإصلاح و التغيير، خطابات القضاء على التهميش، خطابات التعمير. سمعت أن هناك مبادرة لتغيير ملامح المدينة إلى الأفضل، سمعت أن ميزانيات ضخمة قد رصدت لإصلاح المدينة بأكملها، سمعت أن عهد الإصلاح الجزئي قد ولى. لكن وللأسف، حال الحديقة البلنسية المنسية أكد لي أن لا شيء مما سمعته صحيح، و بان الإصلاح نسبي و مظهري بدل أن يكون تاما و جوهريا. و بان لا صلاح في من لم يصلح مصلحة كانت أولى بالإصلاح، و أما من يقول أن « البارك » ستحل محله نواد رياضية في الأفق البعيد لذلك أهمل، كان جوابه و أية مدينة ستكون هي و جدة من دون حديقة أو حدائق بديلة؟؟؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. ح.شفيق
    27/09/2008 at 18:00

    أظن هذا هو مصير كل من يعطي صوته لكل من هب و دب و علينا أن نتحمل العواقب لأن مسؤولينا لا يفكرون في هذه الأشياء  » المساحات الخضراء » بالنسبة لهم مشروع غير مربح و لا يجني للجماعة مداخيل بل بالعكس يتطلب مصاريف الصيانة و الغرس و أجور القائمين على هذه الأعمال. فكيف يمكن لمسؤول التفكير في خلق و إحداث حدائق في غياب ثقافة وو عي بدورها في الترويح عن النفس و تلطيف الجو و جعلها ملجأ لكل الأسر الوجدية حقيقة إنني أتذكر أيام السبعينات عندما كانت الأسر ترافق أطفالها و تقضي ساعات طوال بهذه الحديقة و التي تعتبر من بين المعالم يا حسرتاه .لكن اليوم أصبحت ملجأ لكل المنحرفين و و أصبح الكل يهاب الذخول إليها.
    و أما ما يقوم به المجلس البلدي فهو فقط طلاء جدران الباب الرئيسي ليطلق عليه المثل  » يا المزوق من برا أش أخبارك من داخل ». حرام أن تموت حديقة المدينة في ظل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

  2. منطقي
    28/09/2008 at 14:11

    أصبحت وجدة مدينة مخيفة بدون مساحات خضراء.نفس الحال لباقي المدن المغربية.باستثناء مراكش و إفران

  3. مواطن وجدي
    28/09/2008 at 14:12

    آه لو نلتقي يا أخي يوما لأقدم إليك صورا حية عن حديقة لالا عائشة[المسمى بالبــارك ]لترى بأم عينيك كيف كانت هذه الحديفة في الستينيات،لما كان يقام بها المعرض السنوي؟؟؟ آه على التخريب الذي طال كل جنباتها،وأسبحت تندب حالها.لقد تطاولت عليها أيادي المحالس القذرة وحولت جنباتها إلى أم المزابل بمدينة زيري بن عطية،مدينة الألف سنة.

  4. khalid
    02/10/2008 at 16:21

    salam
    les seuls parcs existants à oujda sont l’oeuvre du colonisateur
    nos pouvoirs publics depuis, nous ont fait des zoubiyas des jotiyas et un aménagement qui nous recule de plusieurs siècles

  5. youssef
    02/10/2008 at 16:22

    je suis tres hereur pour toi

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *