Home»Régional»وجـــــدة : قمامات الزبال والنفايات مصدر عيش وقوت العديد من الفقراء والمشردين

وجـــــدة : قمامات الزبال والنفايات مصدر عيش وقوت العديد من الفقراء والمشردين

0
Shares
PinterestGoogle+

أدخل رأسه في قمامة الزبال وشرع يحرك ما بداخلها بيديه وأخرج منها قنينة وتفحصها جيدا بعد أن لاحظ أنها تحتوي على سائل ما ابتلعه في جرعة أو جرعتين قبل أن يرمي بها إلى الأرض، ليعاود الغطس مرة أخرى في « مسبح الزبال » ليستخرج منه ما يبدو له صالحا لغرض ما غاب عمن استغنى عنه وتخلص منه…لم يكن يبالي بأنظار بعض المارة التي كانت تتابع حركاته دون أن يتوقفوا بعد أن ألفوا تلك المشاهد التي تؤثث أركان المدينة الألفية.

تحولت أزقة درب العرابي وطريق عصفور بمحيط مدرسة لالة أمينة وراء قيسارية مليلية بمدينة وجدة إلى سوق لبيع الأشياء المستخرجة من قمامة الزبال والمتخلص منها من طرف المواطنين الذين لم يجدوا فيها حاجة أو مأربا، سوق فوضوي وعشوائي نشأ بعد أن قام مجلس بلدي للجماعة الحضرية لمدينة وجدة بتجزيء الرصيف المحيط بمدرسة لالة أمينة إلى براريك صغيرة من مترين مربعين وتوزيعها بالمقابل في سابقة من نوعها. سوق يخنق الأزقة والدروب وأبواب المدرستين المجاورتين بهؤلاء الباعة والمتاجرين في تلك الأشياء التي تم العثور عليها في القمامات ولا تصلح لأي شيء بعد أن فقدت وظائفها ولم تعد صالحة للاستعمال والمتمثلة في قطع الحديد الصدئ والمتآكل من أدوات وآلات وأجهزة معطلة وقنينات وأواني وألواح وخشب لأثاث بال ومكسر وعجلات متآكلة وأحذية وملابس مهترئة متسخة يعافها المرء بمجرد مشاهدتها وتبعث على الغثيان… لكن هناك من يقتنيها ويعيد استعمالها.

كبار وصغار متشردون يبحثون عن شيء يؤكل أو منقبون عن مصدر رزق قد يأتي من زبال القمامة لفظتها بيوت أو مطاعم أو مؤسسات ولفظها أصحابها. يطوفون على شوارع المدينة وأزقتها يتفحصون القمامات الموضوعة عند أركان الشوارع والأكياس البلاستيكية المملوءة المتخلص منها فيبقرونها ويبعثرون محتوياتها حيث يبحث كل واحد منهم عن حاجته.  » نجمع لقواطا والقراعي ونبيعهم…كاين اللي يشريهم…يحيب الله شي دراهم…كل يوم ندير الدورة نتاعي …هاذي هي خدمتي… » يقول أحد المنقبين محاولا شرح « وظيفته » التي لم يجد بديلا عنها، وهو منكب على انتقاء أشياء يرمي بها بداخل كيس كبير بيديه العاريتين دون خوف من مواد مجهولة وخطيرة قد تلمسهما …

كان المطرح العمومي البلدي للأزبال بسيدي يحيى غير بعيد عن المدينة قبل سنين قبلة للعديد من الأشخاص الذين كانوا يقصدونه طيلة اليوم بليله ونهاره ويغرقون في آلاف الأطنان من النفايات وجبال من الزبال ويسبحون فيها باحثين عن أشياء تُكوَّم وتوضع في أكياس وتشحن في شاحنات إلى وجهات مجهولة، لكن اليوم بعد أن تم نقل المطرح العمومي إلى مكان يبعد عن المدينة بحوالي 18 كيلومترا ومحروس حيث تعالج تلك النفايات والزبال بطريقة عصرية وتدفن بعد عصرها، اتجه هؤلاء المنقبون إلى قمامات الشوارع والأحياء وأكياس المنازل…

ويسهر العديد من هؤلاء الأشخاص طيلة اليوم ومنهم العديد من الأطفال وبمجرد ما يسدل الليل ستاره وتغلق الأبواب بل حتى طيلة النهار وأمام أعين المارة، يجتاح هؤلاء الشوارع والأحياء بعرباتهم وبدونها وبكراريسهم المجرورة بالحمير والمدفوعة بحثا عن القمامات وأكياس البلاستيك المملوءة بالزبال وكل شيء ألقي به للتخلص منه. يجوب هؤلاء الكبار والصغار وحتى النساء أحياء مدينة وجدة طولا وعرضا صيفا وشتاء منها الأحياء الآهلة بالسكان حيث تضمن كميات كبيرة من الأكياس المملوءة، وكل تخصص في جمع نوع من الأشياء المتخلص منها…منهم من يجمع الأشياء المصنوعة من المواد البلستيكية، ومنهم من يلتقط القنينات وعلب المشروبات الغازية، وآخرون يبحثون عن أشياء من الورق أو الكارطون، ومنهم من اختص في جمع الأدوات المكسرة وقطع الألواح…، ومنهم من يبحث عن خبز يابس ويتجرأ على الدق في الأبواب في طلبه.

وغالبا ما يثير غضبَ السكان وسخط عمال النظافة المكلفين بجمع الزبال مرورُ هؤلاء المنقِّبين في القمامات حيث يقومون ببقر الأكياس التي توضع أمام أبواب المنازل في انتظار مرور شاحنة النظافة ويفرغونها أمام العتبات بعد الغوص وانتقاء ما يمكن انتقاؤه ثم يشتتون ما تبقى على العتبات ووسط الطرقات تجلب الحيوانات من قطط وكلاب ضالة وحتى الحشرات الضارة. « لا يمكن أن يستمر هذا الوضع بحيث يأخذ منا جمع الزبال المشتتة الوقت الكثير إضافة إلى أن تشتتها يوسخ أزقة الحي وأرضيته وينشر الروائح الكريهة ويجلب الذباب، خاصة في هذا الفصل الحار من الصيف… » يصرخ أحد عمال شركة « فيوليا » للنظافة بمدينة وجدة. ومن هؤلاء من يحمل الأكياس على متن عربته إلى مكان غير بعيد خارج الحي ويفرغ حمولته ويحتفظ بما يرغب فيه ويدع الباقي حيث تتكوم الزبال وتخلق مطارح بالقرب من الأحياء وبضواحي مدينة وجدة مع ما يمكن أن تحتوى تلك النفايات على مواد سامة وكيماوية خطيرة وبقايا الأدوية وسوائل لا يعلم خطرها إلا الله. وبمجرد لمس هذه المواد أو استنشاقها أو الاحتكاك بها يؤدي إلى أمراض جلدية وتنفسية وأمراض العيون، حسب ما صرح به أحد الطباء

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. ن. منصور
    28/08/2008 at 12:57

    انها والله لظاهرة مشينة والغريب في الامر ان هده الظاهرة بدأت تنتشر بسرعة وتكاد تكتسح العديد من الاحياء.وهناك أطراف تتحمل السؤولية أولا السكان الدين يخرجون النفايات وقت ما شائو ثانيا شركة جمع النفايات التي لا تلتزم بوقت معين ومحدد لجمع هده النفايات وقد لاحظ الجميع تقاعس الشركة في القيام بواجبها في الاونة الاخيرة فبعض من احياء المدينة لم تصلها شاحنات الشركة لمدة ثلاثة ايام وهدا ما حدث خلال نهاية الاسبوع الماضي بحي أنجاد حيث تركت النفايات من يوم السبت الى الثلاثاء مرتعا للمتسكعين والكلاب الضالة.يجب على الشركة ان تتحمل مسؤوليتها وأن تلتزم بدفتر التحملات ويكون لها برنامج زمني واضح يتم بموجبه التنسيق مع جمعيات ووداديات الاحياء او السكان حتى لا تترك النفايات في متناول المتسكعين والكلاب الضالة للحفاظ على نظافة و جمالية مدينتنا.

  2. boukhrouf abdel krim
    01/11/2008 at 23:04

    انني من مدينة اسفى اعمل لدا شركة فيولي للنظافة و ممثل العمال النقابى الاتحاد الوطنى لشغل بالمغرب.اولن اشكرك جزيل اشكر عن التغطية الصحافية التى تقوم بها عن الشركة والتى تمكننا من معرفة كل اخبار ومستجدات الساحة النضالية لاخواننا العمال لدى الشركة هناك.ان كان ممكنا ايها الاخ كتر بان تساعدنا علا التوصل مع نقابة العمال هناك بالطرف الاخر من المغرب ودالك للالتحام والتعاون حتا نكون يدن واحدتن لان مشكلة العمال واحدة على ما الاحض عنوان ان اردت اخ كتر مراسلتى شكران جزيلا نيابة عن المكتب النقابى كافة….. »بوخروف عبد الكريم » espoirr_abdou@hotmail.com

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *