قارئة » الكارطة » أيام زمان
بقلم : عبد الرحمان أمقران
قارئة الكارطة أو ما كانت تسمى من زمان ب » الكزانة » أو
» الشوافة » لم تكن في حقيقة الأمر وواقع الحال سوى امرأة
تمتهن النصب والإحتيال مستغلة سذاجة بعض الناس الذين
اصابهم اليأس من الشفاء أو تحقيق بعض أحلامهم الدنيوية
كالعمل والزواج ………..لذلك كانوا كما قلت من جهلهم وعدم
ايمانهم بالله يرتمون في أحضان الدجل وهم يعتقدون أنهم
سيجدون حلولا وخلاصا لمشاكلهم بل وهم يفعلون كذلك كانوا يعرضون انفسهم للإبتزاز ويزيدون في تأزيم وضعيتهم
المادية حينما يقدمون مالا لشوافة هم في حاجة إليه ودون
أن يروا في الواقع ما قالته العرافة من كلام فارغ واباطيل ما
أنزل الله بها من سلطان…..حيث كانت تدعي علمها بالمستقبل
والكشف عن الأسرارالمستورة عن طريق قرائة الطالع بواسطة
الكارطة » اوراق اللعب » مقابل مبلغ مالي يدفعه الزبون والذي
يتناول ورقة من اوراق الكارطة والتي تكون غالبا ورقة « السوطة » المزلوطة الي مشات للحمام بلافوطة …ههههه » ثم
يتسلمها الزبون » الكامبو » ويضعها على قلبه وهو يقول :
هاقلبي ….هاتخمامي…..ها باش يتيني الله…………… » بيني وبينكم غير الوش »…………ثم تتناول الشوافة العفريتة الورقة
من المغفل او المغفلة و » كدلي التقرقيبة الباردة فالجيب » وكتبقى تقول : اشوف اولد عمي انت بحال دجاجة بكمونها عييت ما تقاقي فالزناقي ومالقيت ما تخيط ولا تلاقي وجريتي وجاريتي وما خليتي مادرتي وما خليتي فين
مشيتي ……..السعد والو الزهر والو والميمون والو…..وانت راك داير النية وكتهظر مع الحية … » يعني هي الحية « الفلوس
تجيبها بتمارة ومن بعيد يا الحبيب وانا كتجيني باردة غير من
قريب …..وفلوسك كلاها الذيب…… »المهم هذا بعض من كلام
» الشوافة » الذي هو مجرد هراء وقد تراجع وجود هؤلاء الشوافات بشكل ملفت نظرا لأن الناس اصبحت واعية بمثل
هذه الحيل التي لاتنطلي إلا على السذج من الناس.
1 Comment
أستاذي الكريم عبد الرحمان أمقران ، موضوع ’’ قارئة الكارطة أيام زمان ’’ جميل جدا ، وموجود بيننا ولا ننكره على الإطلاق . بل وموجود حتى في الأسواق الأسبوعية ـ مع استعمال مكبر الصوت . وهناك من يشتغل على هذا المنوال في الحلقة . السذج موجودون في كل زمان ومكان . ’ضريب الكارطة ’ أو قراءة الفنجان من خلال ما تترسب من قهوة / التلوة / على قاع الكأس أو خط الرمل وما شبه ذلك . و في الدول المتقدمة منهم من يؤمن بهذا ايمانا راسخا .الا ان عملهم خاضع لقانون …
مولات الكارطة تتواجد بالأحياء الشعبية و لازالت ، ولها مدخول يومي وكل انهار ورزقو كما يقال وبزاف لي اثيق – لكوانب كما سميتهم أستاذي في هذا الموضوع .
كانت تسكن بحيينا كزانة غفرالله لها . وكانت تقصد من كل مكان وربما حتى من خارج المدينة لكثر السؤال عنها بالحي فين جات الكزانة افلانة ؟؟؟ . كل انهار خدامة حتى الحمام تمشي لو بالزربة وتعود من اجل استلام أموال لكوانب و الكمبويات . رجعت بي أستاذي من خلال هذا الموضوع إلى السمايرية في الشبعينات من القرن الماضي . وهو نوع من الحلقة ضيقة كان يشتغل بها شخص واحد ومن خلال التردد عليها ونحن صغار في السن ، لاحظنا مجموعة من الأشياء المبهمة التي كان يستعملها هذا الحلايقي من أجل الحصول على المال من الناس الدائرة به . وقد عرفنا أن هناك أناس يساعدونه موجودون في الحلقة وقبل اصطياد ’ لكوانب ’ كان يتكلم مع معاونيه وهما صنفان الصنف الأول يريد أن يتكلم معه بالجهر أي يقول له ما عنده جهري على مسامع الناس تمهيدا لاصطياد ’ الكوانب ’ مقابل المال أو ما يسمى الفتوح . وكان يتكلم معهم بكل وضوح على شاكلة : أنت راك مغروم بفاطمة بنت البكاي ولكن فاطمة ما غديش تديك لحقاش غدي يديها واحد في الخارج ، أنصحك بالابتعاد عنها راه غير تأكلك افلوسك ، وإلا تحطب احطب ابعيد ، فهمتي كلامي ولا أنزيد انوضح – لا يا سيدي افهمت كلامك التسليم للطلبة – يعبر على ذلك باندهاش وسط الناس المشكلة للحلقة . وهذا من أصدقاء الحلايقي أو السمايري الذين يفتتح بهم العمل . والثاني من المعاونين يختار الكلام في السر فيوشوش له في أذنه ويأمره بشراء قالب سكر للزاوية ويذهب مسرعا ويأتي بالسكر من عند المتعاون رقم ثلاثة الواقف بعيدا فيرجع بالقلب وينتظر دوره ليتكلم معه السمايري عرفت هذا من خلال متابعتي للمتعاون خارج الحلقة . ووقوفه للدفاع عن السمايري اذا تعرض للنقذ من طرف المحيطين به . وهنا يظهر الكوانب الذين لا يقشعون شئ و يعتقدون أن كلام الحلايقي كل صح فيقراء السذاجة في أعينهم وتلعثمهم وخوفهم . منهم من يطلب منه المال ومنه من يطلب منه شراء اللحم من الجزازة ، ومنهم من يطلب منه شراء ديك اسود ….
كنا نستمتع بهذا الكلام ونحن صغار في السن نتسر ب الى الحلقة من بين الناس . وكل مرة كان يخرجنا من الحلقة اخرج ولا غدي أنحولك إلى المراءة … ومن كلام هؤلاء السمارية الذي بقي راسخ لنا في الذاكرة // السف التف لكبير اتلق واصغير اتلف عام الهابة عام الصابة عام الهروب للغابة 2 ادياينك ورادينك قال الله يقطعهم والساذج يردد الله يقطعهم اسيدي – كان يقصد القدمين – ويقول له الطلبة ضياف عندك اراليهم الفتوح وينثر منو لي ابغا ويقول له سير جيب شمعه وأرواح وايخطط فيها باظافره تم يردها اليه ويقول له بيتها شاعلة عند راسك وغدا اجي لبلاصة اهنا قدام السور . الا نأكل دراهمك نأكل لحمي ليطمئنه ويضع المال بحركة سريعة في جيبه …..وزيد وزيد .
و على ذكر الشوفات أو الكزانات أعرف من قال لمطلقته التي كانت مبلية بالفقهاء والكزانات بعد طلاقها : ها الطلبة منا حتى سوس اكادير إلا جابوني عندك للدار راه الطلبة كاينين وإلا ما جبونيش عندك للدار اعرفي بلي كنت غير تخسري في الفلوس باطل ولحد الساعة لم يتخطى عتبتها …
كان هذا عن موضوع ’’ قارئة الكارطة أيام زمان ’’ التي اتحفتنا بها وجدة سيتي في ظل الطوارئ و الحجر الصحي بقلم الأستاذ عبد الرحمان أمقران .
شكرا والسلام عليكم ورحمة الله .
– عكاشــــــــــ أبو حفصة ــــــــــــــــــــــة .