تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه (26 نظرات في عامية أهل بسيط أنجاد)
تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه (26)
ذ: الفيلالي عبد الكريم
نظرات في عامية أهل بسيط أنـﯕاد.
أ– الخصائص الصوتية:
فممّا تتميز به عامية ساكنة بسيط أنـﯕـاد على المستوى الصوتي سلامة نطق مجموعة من الحروف صارت تخلط بينها العامية المغربية وخاصة داخل المدن. ومن ذلك على سبيل المثال، التمييز بين حرف التاء والثاء: ثوم/ثمّة/ ثلج.. بدل توم/ وتمّة/تلج. وكذلك التمييز بين حرف الذال والدال فيقال: ذهبٌ/ ذابَ … وحرف الضاد والدال، فـ (ضرب) تنطق ضاداً وليس دالا كما هو الحال في أماكن أخرى من المغرب، ويميز بين الظاء والضاد، فـ »ظربان » تنطق سليمة الظاء.
ومما حافظت عليه عامية أهل أنـﯕـاد من اللهجات العربية القديمة قلب الياء جيما: « اليربوع » الجربوع » و »اليحموم » « الجحموم »، واليربوع القارض المعروف، أما « اليحموم » كما ورد في لسان العرب فهو: «الأسود من كل شيء»[1].
وتتميز العامية ببدء كثير من الكلمات بساكن، وقد أرجع محمد شفيق هذه الظاهرة إلى تأثر العامية المغربية بالأمازيغية[2]. بينما أعادها إبراهيم السامرائي إلى ما قبل نشأة الفصحى إذ يقول: «ولعل المغاربة من العرب في عصرنا ينطقون الساكن الأول ويلغون إلغاء تاما، هذه الألف العماد أو السلم، ذلك أنهم ينبرون الجزء الأخير أو المقطع الأخير في الكلمة.
ووجود هذه الظاهرة اللغوية قد يكون دليلا على الابتداء بالساكن في العربية التي سبقت هذه المرحلة الفصيحة»[3].
[1] ـ لسان العرب. ابن منظور. مادة: (حمم)
[2] ـ الدارجة المغربية مجال توارد بين الأمازيغية والعربية. محمد شفيق. مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية. 1999. ص: 17.
[3] ـ مقدمة في تاريخ العربية. إبراهيم السامرائي. منشورات وزارة الثقافة والإعلام . الجمهورية العراقية. 1979. ص: 26.
Aucun commentaire