قصيدة :  » دورة القرآن الصيفية  الغراء « 

شعر : محمد شركي

إذا ما هوى غيري سعادا وخولة    = وغنّى بأشعار لليلى وماويا

هويت كتاب الله صبّا متيما          = فبتّ معنّى من هواي وشاكيا

دعاني إلى ذا الحفل ما كنت هاويا  = حنين إلى يوم يسمّى قرانيا

فلبّيت جذلانا محبّا وراغبا           = أروم تراتيلا وسبعا مثانيا

لزمت الذي ينجي شفيعا ومنقذا     = فذاك الذي يكون في الحشر جاريا

دليلي كتاب الله إن زلّ منطقي      = شفيعي وحجتي وذخري وماليا

فقل ما تشاء إن ذكرت مبجّلا       = كتابا منزها من اللغو خاليا

وإن كنت جهبذا قوافيك طوّع       = فلن تبلغ الشأو الذي كنت راجيا

وعذري إذا ما رمت ما كان غاليا  = قريض الذي ما هام أو كان مغويا

وأسأل ربي عفوه عن قصيدة       = إذا لم تراع قدر ما كان ساميا

هو الحبل ممدود من الله مدّه        = وطوق به تنجو إذا كنت ناجيا

ونور من الله العلي أتمّه             = مبين به يجلو الدياجر هاديا

وذكر حكيم زاده الله رفعة           = وفي اللوح مسطور وللدهر باقيا

صراط لمن شاء الهداية راغبا      =  ورام مقاما كان في الخلد عاليا

فما زاغت الأفعال وهو دليلها       = ولا زلّت الأقوال والقطف دانيا

ولا ضلت الآراء وهو سدادها       = ولا ضل من يقضي إذا كان قاضيا

هو الحق مصدوق إذا قال قائل      = ومن ذا الذي يكبو إذا كان تاليا

وأهل النهى ذاقوا زلالا وأشربوا    = وما يستوي ريّان قوم وصاديا

وأهل التقى بالذكر في الناس سادة   =  وهل يستوي دان ومن كان عاليا

يقصّ من الأنباء ما كان خاليا       = وما بعدنا آت يقصّ وراويا

وما بيننا يقضي قضاء منزها        = وينصف مظلوما ويهلك باغيا

هو الفصل لا هزل ولا هو باطل    = ويقصم جبّارا عتيّا وطاغيا

ومن يبتغي دون وحي سبيله         = يضل صراطا مستقيما ومنجيا

لقد آمنت جنّ به وتعجّبت            = من الذكر يوحى للخلائق هاديا

فيا دورة القرآن طوبى لمن قضى   = هواجر صيف لا يمل مثانيا

يروم بذكر الله أجرا وجنّة            = من الحوض يسقى سلسبيلا وصافيا

وطوبى لذي حفظ يحفّظ صبية       = يكون له القرآن إن مات منجيا

وطوبى لمن سنّ للنشء حفظه       = وللدورة الغراء يدعو وراعيا

وطوبى لذي جود على الذكر منفق  = يتيه بما أسدى سعيدا وراضيا

كتاب من الرحمان في الحشر يرتجى= ليوم عسير الهول أدهى وقاسيا

فيا ربّ إن تعطي على المدح منحة   = فأرجو بهذا المدح عفوا جزائيا

فلا تخز يا مولاي عبدا وقد دعا      = إلها مجيبا إن سئلت ومعطيا

ولا تخزني في الوالدين وعترتي     = فأنت الذي أرجوك حيّا وثاويا

وأنت الذي تمحو إذا شئت ذنبنا      = وأنت الذي تعطي من الأجر وافيا

لك الحمد رب العالمين مخلّدا        = وما دمت غفّارا وحيّا وباقيا

وصل وسلّم يا إلهي على الذي       = بعثت نبيّا رحيما منقذ الخلق هاديا

صلاة شآبيبا عشيا وبكرة            = وما غرّد العصفور في الدوح شاديا