Home»Régional»أعناقنا وذهب بكين

أعناقنا وذهب بكين

0
Shares
PinterestGoogle+

أعناقنا وذهب بكين ** سامي الأخرس

الشارع العربي مصدوم صدمة كبيرة في هذه الأيام وكلاً يضرب على كف ، ويصاب بالغثيان والاشمئزاز والضيق ، وآخرون ينتظرون عودة البعثات الرياضية من بكين ليكيل لها السب والشتائم ، ويحملها السبب في خيبة أمل الشعوب وشعورها بالمرارة والهزيمة .

اليوم العشر من أولمبياد بكين ولم يعانق الذهب أي عنق من أعناق رياضيينا العرب ، مما اغضب الشارع العربي عامة ، وحين أفكر بالسبب لا أجد سبباً واحداً لهذا الغضب والحنق والمرارة التي علقت بحلق هذه الأمة فماذا نريد بميدالية ذهبية ونحن نمتلك جبال من الذهب ، ونمتلك ثروات هائلة جداً ، فأحد مليونيرات العرب يستطيع شراء كل ميداليات بكين الذهبية ويوزعها كيفما يشاء ، ولو امتلكت المال لفعلتها وأسعدت العرب الذين صدمتهم مرارة الهزيمة التي لم يتعودوا عليها منذ زمن بعيد ، ولم يغضبوا أو يشعروا بالمرارة إلا في هذه الأولمبياد الصينية .

لم يسأل أحد من شعوبنا العربية الغاضبة والثائرة نفسه كم يكلف البطل الأوليمبي أو بالأحرى الميدالية الذهبية ؟ فهناك من قدرها بمليون أو مليونا دولار أمريكي ، أي وحسب هذا التقدير لو حصدنا عشرون ميدالية ذهبية مثلاً نحتاج لأربعين مليون دولار وهذا المبلغ بعرف المسؤولين عنا وقادتنا لا نستفيد منه بشيء سوي رقصة لاعب بحلبة انتصاره لمدة دقائق وينتهي المولد ، وهو تصور صريح من حكماء العرب وقادتهم فكيف نهدر طاقات وثروات البلد على ميدالية ذهبية لا يستفيد منها أحد سوي اللاعب لبرهة من الزمن وتذهب أدراج الهواء ، ونحن في أمس الحاجة لكل دولار لتحقيق المزيد من الانجازات التنموية والعلمية والثقافية ولمزيد من الانتصارات في حلبات أخري ، ولكن الطمع والجشع العربي الذي اصبح سمة من عظمة الانتصارات اليومية جعلنا نريد تحقيق كل شيء ونتفوق على كل العالم بكل شيء ، وعليه جاءت هزائم بكين خيبة أمل وصدمة للشارع العربي المنتشي بالانتصارات والانجازات والمكلل بذهب نفيس في ميادين أخرى فلنترك للعالم إذن فرحتهم بالرياضة .

بالعربي " جتنا خيبة " متي كنا نحن العرب نبحث عن انتصارات لكي نغضب ونشمئز ونزعل ونحترق على هزائم رياضينا في الأولمبياد ، ومنذ متي ونحن نقارع العالم في تقدمه وتطوره سواء علمياً أو سياسياً أو اقتصادياً ؟ ومتي يكون لنا حضور في التظاهرات الكبري ؟!

فالمهزوم حياتياً ونفسياً سينتصر رياضياً؟ إنها السخرية التي ما بعدها سخرية وأنت تجلس ساعات منفعلاً تراقب أحد الأبطال العرب وهو ينهزم ويحتل ذيل القائمة ولا تجني سوي خيبة الأمل التي تعودنا عليها وأصبحت عنوان عريض مدون خصيصاً باسم العربي ، ومنذ أن تنظر إليه وتشاهد ملامحه العربية تدرك إنه مهزوم مسبقاً ، فإن كانت اقسي أمنية البطل المصري هشام مصباح صاحب ميدالية البرونز بالأولمبياد الحصول على وظيفة تستر حياته ، هذا البطل استغل حصوله على ميدالية برونزية (أولمبية ) ليطلب تحقيق أمنية حياته بوظيفة ، لكم أن تتصورا وتتخيلوا أن دافع هذا البطل لتحقيق انجاز هو أن يُشتهر ويحقق شهرة تمكنه من طلب وظيفة ، فهل تتمنوا أبطال ؟!

إن كان هشام مصباح قد أجاب على أسباب هزائمنا الرياضية ، واستطاع أن يصل صوته لقادته لكي يستطيع الحصول على وظيفة فماذا سيفعل جيش الشباب المهزوم ؟ الذين لن يستطيعوا الوصول إلى بكين أو غيرها ؟

(جتكم خيبة ) من يستمع للبطل المصري الذي أصبح حصوله على ميدالية فضيحة عبر عنها بأمنيته بوظيفة بعدما كانت شرف فهل تريدون ذهب بعد هذا ؟

جتكم ألف ألف خيبة فقد أكلتنا الهزائم وحولتنا لشعوب … وكفي بالله شاهداَ

سامي الأخرس

16/8/2008

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *