بدر المقري

قال المؤرخ المغربي محمد السليماني الذي توفي سنة 1926، في كتابه (اللسان المعرب): (بيت المقريين القرشيين هو بيت العلم و الجلالة و التحقيق و الجزالة. تنبئك عن ذلك مآثرهم بالأندلس و تونس و تلمسان و فاس. حملوا لواء العلم لعدة أجيال…). و من أعلام تلك الأجيال، الإمام محمد المقري الذي عاصر السلطان أبا عنان المريني، و الفقيه العلامة المؤرخ أحمد المقري الذي عاصر السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي. و قد هاجرت أسرة المقري من موطنها الأصلي تلمسان إلى مدينة وجدة سنة 1806، ثم فاس. و من أعلام آل المقري بوجدة، الفقيه العلامة سيدي المكي بن حجي المقري، الذي ولد حوالي 1850. و قد اشتهر بتولي منصب محتسب وجدة و أمين مستفاداتها لمدة طويلة. و قد أشار المؤرخ الفرنسي المعروف (لوي فوانو) في الفصل الخاص بالحركة الاقتصادية بوجدة في كتابه المشهور (وجدة و العمالة) إلى أن محتسب وجدة عندما احتلتها فرنسا يوم 29 مارس 1907، هو سيدي المكي بن حجي المقري. و يوجد في الخزانة الملكية بالرباط، تقييد يتضمن ميزانية مدينة وجدة التي أنجزها الفقيه العلامة المكي المقري في أكتوبر 1876.
وكان نفوذه في خطة الحسبة بوجدة يغطي في أواخر سنة 1907 الأسواق الآتية: سوق الغزل\ سوق الخميس (شارع محمد الخامس حاليا) \ سوق الخضر\ سوق الخبز\ رحبة الزرع القديمة. و كان نفوذه في خطة الحسبة يغطي أيضا الفنادق الآتية: فندق بولزيز قرب باب سيدي عبد الوهاب\ فندق أولاد سيدي رمضان قرب سوق الخبز\ فندق أولاد سيدي محمد قرب قبة سيدي عبد الوهاب\ فندق دحو في سوق الغزل\ فندق مولاي منصور في رحبة الزرع.
و قد التحق الفقيه العلامة سيدي المكي بن حجي المقري رحمه الله بالرفيق الأعلى في شهر ربيع الأول 1335 هجرية \ دجنبر 1916، و دفن في المصلى القديم في الجهة المقابلة لباب مقبرة سيدي المختار بوجدة. و قد اشتهر من أبناء عمومته الصدر الأعظم الحاج محمد المقري، الذي ولد في حي أولاد عيسى، غرب الجامع الكبير بوجدة حوالي 1852 ،و توفي بالرباط في شتنبر 1957. و اشتهر من أولاد الفقيه العلامة المكي بن حجي المقري، الخير المفضال الحاج عبد القادر (1912-1997).