بدر المقري

هو مربي الأجيال العلامة سيدي مصطفى بن عبد الله المشرفي الغريسي الحسني. ولد رحمه الله بمدينة وجدة حوالي سنة 1913. و بعد تخرجه بكبار علماء القرويين بفاس، أسس بوجدة حوالي سنة 1939 خلية للكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي، رفقة أمين هاشم و محمد التوزاني. وقد اعتقل سنة 1941، ثم سنة 1944 في سجني اغبيلة بالدار البيضاء و عين علي مومن الفلاحي بسطات.
وقد اقترن اسم العلامة سيدي مصطفى المشرفي بمدرسة حرة كانت مشتلا لأجيال وطدت قواعد البناء في مرحلة ما بعد الاستقلال، في المغرب و الجزائر. إنها مدرسة زيري بن عطية المغراوي المختلطة، أو مدرسة درب العربي، التي رأت النور في وجدة سنة 1945. و قد جمع سيدي مصطفى المشرفي في تدبير شؤونها بين الكفاءة المهنية و البراعة البيداغوجية و الصرامة التي تبلغ حد القساوة. و لذلك كانت فرائص الفتية و الفتيات ترتعد كلما ذكر اسم سيدي مصطفى المشرفي.
و قد انتقمت الإدارة الاستعمارية الفرنسية من الدور الطلائعي الذي كان يلعبه سيدي مصطفى المشرفي في العمل الوطني بشقيه السياسي و التعليمي، فاعتقلته يوم 8 دجنبر 1952، و لم يطلق سراحه إلا يوم 14 يوليوز 1955.
و أحيل من باب دعوة المتلقي إلى التصالح مع الذاكرة الجماعية المحلية، على مرجعين قيمين يوفيان الرعاية بمنزلة العلامة سيدي مصطفى المشرفي السياسية و الفكرية و التربوية و التعليمية:
1- الجزء الثاني من كتاب (معتقل الصحراء) للعلامة محمد المختار السوسي (1900-1963) .
2- كتاب في (موكب الأبطال بالمغرب الشرقي) للأستاذ قدور الورطاسي (1912-1994).
و قد توفي مربي الأجيال العلامة سيدي مصطفى المشرفي، مختنقا بغاز الحمام، عشية يوم الخميس 6 أبريل 1959. و دفن رحمه الله في مقبرة سيدي المختار بوجدة، على يسار الداخل إليها. و مما يثلج الصدر أن ثانوية إعدادية بوجدة تحمل اسمه.