الحلقة –7–
بدر المقري
– ولد الفقيه العلامة سيدي أبو بكر بن عبد السلام ابن زكري، سنة 1879. و بعد تخرجه بكبار علماء القرويين، عين أمينا على فيلق الجيش المغربي الذي بعثه السلطان عبد العزيز ليرابط بمدينة وجدة في أبريل 1902، ثم عين كاتبا لدى المندوب المخزني بوجدة. وقد ولاه السلطان عبد الحفيظ خطة القضاء بوجدة ، يوم 29 دجنبر1911. و تولى تنصيبه بالنيابة عن الصدر الأعظم الحاج محمد المقري الذي ولد بوجدة سنة 1852، ولده الطيب المقري، في حفل أقيم بالقصبة المرينية بمدينة وجدة، يوم 7 يناير 1912.
و قد أضيف إليه منصب أمين الأملاك المخزنية بوجدة في ربيع 1912، إلى حدود سنة 1930. و لم تمنعه كثرة وظائفه من المشاركة العلمية الفاعلة. و قد وقع إجماع العلماء على ريادته الكبرى في علم النحو، و إن غطى ذلك تفوقه في بعض العلوم الشرعية. و قد ظل يدرس ألفية ابن مالك الطائي الجياني (600هجرية-672هجرية) ، في المدرسة المرينية الملحقة الجامع الكبير بوجدة، يوميا ابتداء من الساعة 11، باستثناء يومي الخميس و الجمعة.

و مما يقرب للقارئ شخصية الفقيه العلامة سيدي أبي بكر ابن زكري، ما وصفه به أحد تلاميذه في المدرسة المرينية الملحقة الجامع الكبير بوجدة، في ثلاثينيات القرن العشرين:
(كان قصير القامة…أبيض اللون، مع ميل إلى الشقرة…حاد النظرات…مهابا و أنيق الهندام…يجمع بين الهيبة و الوقار و سعة الصدر و حلاوة الحديث…له شغف كبير باقتناء الكتب، و لذلك كانت خزانته عامرة…و كان العلامة الحاج العربي سيناصر الحسيني أحب العلماء إليه، و كان يقول فيه: هذا عالم وجدة المفرد، الذي لا نظير له…و كان من عادته إذا أراد حل العقد العلمية في حلقات الدرس، أن يقول: آها… آها… آها…رد بالك…شوف…شوف).
و قد توفي الفقيه العلامة سيدي أبو بكر ابن زكري، حوالي سنة 1946، و دفن في مقبرة سيدي المختار. و اشتهر من أولاده، الفاضل سيدي الحاج محمد ابن زكري، الذي توفي في أكتوبر 2002. و مما تجب الإشارة إليه أن الإدارة الاستعمارية الفرنسية أرادت مصادرة خزانته العامرة سنة 1947، فبيعت سرا في سوق دلالة الكتب بفاس، تحت إشراف الحاج محمد البلعوشي رحمه الله، صاحب أقدم مكتبة بوجدة.