خبايا الاتحاد المتوسطي
كما هو معلوم بادرت فرنسا الى اطلاق مبادرة الاتحاد الاورومتوسطيأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن انطلاق الاتحاد المتوسطي، وهو هيئة دولية جديدة تضم في عضويتها 43 دولة وترمي إلى إنهاء الصراعات وتحقيق التنمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط وهي اهداف معلنة لكن هناك امور وخبايا قد يجعل الكثير يشكك في مصداقية هذه الهيأة ان وجدت على ارض الواقع لكن من خلال جديد المبادرة الفرنسية، أنها طرحت صيغة للعلاقات الأوروبية المتوسطية أعلى من سقف مسار برشلونة، لا بل هي ترقى إلى مستوى العلاقات بين أعضاء الإتحاد الأوروبي، ما دام الأمر يتعلق باتحاد وليس بشراكة، وهي أتت صدى للانتقادات اللاذعة والمتنوعة التي صبّـها أصحابها، من الجنوب والشمال على حد سواء، على المسار الأوروبي المتوسطي الأعرج، وخاصة بمناسبة إحياء الذكرى العاشرة لانطلاقه في برشلونة نفسها، ولعل هذا ما حمل سياسيين وأكاديميين من الضفة الجنوبية، على إبداء تفاؤلهم بالمشروع الفرنسي الجديد.
وقد سبقت هذه المبادرة تحركات من قبل شيراك
فمشروع ساركوزي ومبادرة سلفه شيراك، التي عرضها رئيس وزرائه دومينيك دوفيلبان في خطاب ألقاه في معهد العالم العربي في باريس سابقا، والذي طرح من خلاله شراكة جديدة على بلدان المغرب العربي.
وقد تفطنت تركيا الى الطرح الفرنسي فرفضت رفضا قاطعا الانضمام الى الاتحاد والرفض من حجم تركيا ماهو الا دليل قاطع ان هناك اهداف غير معلنة تخدم مصالح فرنسا على وجه الخصوص والسؤال الذي يطرح بشدة لماذا رفضت تركيا من الاتحاد الاوروبي من طرف سياسة ساكوزي مع العلم ان مجموعة من دول الاتحاد قبلت عضويتها؟ بالاضافة الى هذا السؤال الهام هناك خلافات جوهرية في المفاهيم التي تسود المنطقة كالارهاب والهجرة السرية والمشكل الفلسطيني…..كلها عوائق تجعل من المشروع مهدد بالفشل .
Aucun commentaire