مغرب مشرق:

لعلني لا أجانب الصواب إن قلت إن مؤسسة المنتزه البلدي الابتدائية بمدينة وجدة تمثل نموذجا قلما تجد له نظيرا ضمن المؤسسات التربوية من حيث تكاثـف الطاقم العامل فيها، أو من حيث الأنشطة الثقافية المتنوعة، أو من حيث السهر على أن تجري العملية التربوية في جـو من الإخاء والـود، أو من حيث إيلاء المتعلمين الاهتمام الكبير سواء في يخص تكوينهم، أو حتى دعم المتفوقين منهم في الدراسة والذين يحرزون مراتب أولى. أقول هذا وقد حضر معي هذا الاحتفال أسرة من مدينة المحمدية وأبدوا إعجابهم واندهاشهم من الحفل وجوائزه وبرنامجه الفني المتكامل، وأكدوا لي أنهم لم يسبق لهم أن شاهدوا مثل هذا الحفل أو رأوا تلاميذ يتسلمون جوائز.

وهكذا نجد أن المؤسسة تقيم احتفالا بمناسبة انتهاء الموسم الدراسي بتاريخ :07/07/2008، وتحتفي فيه بالتلاميذ النجباء المتفوقين لتكريمهم بالجوائز ـ وهي بالمناسبة جوائز قيمة تكلف مبالغ مالية ليست باليسيرة ـ دعما لمسيرتهم التعليمية وتشجيعا للباقين على الانخراط في التنافس التعليمي الشريف.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد كانت المفاجأة كبيرة عندما كشف الأساتذة العاملون بالمؤسسة عن تقديرهم العميق والقوي للسيد المدير من خلال مساهمتهم في شراء جائزة قيمة ليست بالرمزية وتقديمها للسيد المدير مشفوعة بكل معاني التقدير والامتنان لهذا الشخص والمسؤول الذي عرف كيف يحول العمل التعليمي الحافل بالمشاق والملل إلى أعمال يحتضنها الإخلاص والمبادرة والحافز الداخلي. بل ولقد رأيتهم يصرون ويحرصون على أن تُنقل تلك الهدية (مطبخ منزلي) إلى منزل السيد المدير مخافة أن يقوم المدير بدوره بتسليمها إلى مطعم المدرسة.

إنني؛ باعتباري أبا لتلاميذ تناوبوا كلهم على مقاعد هذه المدرسة ونهلوا من ينابيعها الثرة وتتلمذوا على أيدي أٍساتذتها واستفادوا من التأطير والإدارة الجيدة والناجحة بكل المقاييس للسيد المدير حسين رمضان؛ لأشد على يد السيد المدير وأدعو الله مخلصا أن يجازيه وطاقمه عنا خير الجزاء ويجعل عمله وتفانيه في ميزان حسناته، وأرجو أن تكون هذه المؤسسة بكل مكوناتها نموذجا ونبراسا تقتدي به باقي المؤسسات التعليمية.

مغرب مظلم :

لكن، ومثلما يشرح صدرك أن ترى هذا الإخاء الإخلاص والمحبة والتقدير تمد ظلالها الفيحاء في هذه المدرسة الابتدائية وتبتسم روحك لعالم الغد الذي تأمل أن يكون مشرقا معطاء، فإن أملك سرعان ما يخيب وتفتر نفسك وأنت ترى مؤسسة إعدادية بنيابة جرادة تختتم موسمها الدراسي 2007/2008 بوقفة احتجاجية. فقد خاض العاملون بهذه المؤسسة يوم الخميس 10/07/2008 وهو يوم توقيع محاضر الخروج من العمل؛ وقفة احتجاجية على حدثين لا يمكن إلا أن يعودا بذاكرتنا إلا إلى تاريخ الاضطهاد الستاليني  البغيض فقد استشاط المدير غضبا على أعضاء مجلس التدبير في المؤسسة معللا غضبه بأنه جرى تكريمُه هو ـ ممثل السيد وزير التربية الوطنية على حد زعمه ـ على قدم المساواة مع موظفة ـ بسيطة حسب تعبيره دائما ـ رغم أنها قدمت الكثير لتلك المؤسسة على امتداد ثلاثة عقود. أما الحدث الثاني والذي يمثل قاصمة الظهر وانتكاسة شنيعة مقيتة إلى عصور غابرة فيتجسد في دخول زوجة المدير ـ وهي بالمناسبة مكلفة بالعمل في خزانة الإعدادية ـ على اجتماع أعضاء مجلس التدبير وإهانتهم بألفاظ نابية بدعوى أنها هي من كان يتوجب تكريمه قبل غيرها.

سيدي امدير هذه الأعدادية بجرادة، أنت لست ممثلا للسيد وزير التربية الوطنية فأنت موظف متوسط مثلك مثل السيدة الكاتبة الذي أبديتَ ترفعك عنها، ولو كنت حقا تعرف قدرا لوزير التربية الوطنية لكنت على قدر المسؤولية التي أنيطت بك. ولجعلتَ مناسبة تكريمك مجالا للتواصل والعرفان وتمتين الروابط.
سيدتي الموظفة المكلفة بالخزانة المدرسية في هذه الأعدادية، أنت حقا لا تستحقين التكريم ولا الاحتفاء ولا حتى الانتباه لوجودك في تلك المؤسسة، وإن كنت تعتقدين أنك باعتبارك زوجة المدير فستصبحين مديرة ذات أمر ونهي، فإنني ومن على شاكلتي ـ لا أقول أهمس في أذنك ـ بل وأصرخ بملء فمي في وجهك: لقد ولى ذلك العصر، وإن كنت تعتقدين أنك ستجلبين لنفسك التكريم والاحترام بمثل هذه السلوكات، فإنني أواجهك بأن كل ما فعلته أنك حرمت نفسك وإلى الأبد من الالتفات إليك أو حتى التنبه لوجودك في المؤسسة، كما أنك أوقعت زوجك ـ المدير ـ في ورطة قانونية وأخلاقية لا إخاله يجد مخرجا منها إلا بشق النفس.
سيداتي وسادتي الأساتذة والأستاذات العاملون بهذه الأعدادية أشد على أيديكم وأحيي فيكم جرأتكم ووقفتكم ضد هذه الإهانة التي حاول المدير وزوجته إلحاقها بكم.

الإمضاء: مواطن غيور متطلع لغد مشرق

أ