Home»Régional»مشروع مركز الإيواء والتكوين لنساء الموقف بوجدة التفاتة محمودة صوب فئة محرومة

مشروع مركز الإيواء والتكوين لنساء الموقف بوجدة التفاتة محمودة صوب فئة محرومة

0
Shares
PinterestGoogle+

لايمكن للمارة الذين يجوبون وسط مدينة وجدة القلب النابض ونواة الحركة الذؤوبة لمختلف الشرائح الاجتماعية وعموم الوافدين إلى المدينة , أن يغطوا الطرف عن تلك الفئة من النساء اللواتي تجمعن بالقرب من باب السوق المعروف والمسمى بباب سوق مليلية , بأسمالهن البالية وملامح وجوههن التي نخرها الحزن والحرمان وعمدت ظروف الزمن الغادر على طرد الابتسامة من محياهن حتى غدت نظراتهن الثاقبة كلها حقد على كل المحيطين بها وإحساسهن بالحيف وثقل المسؤولية يقض مضجعهن ويعلو متذمرا ومدويا دون أن ينبسن بكلمة , فلا يمكنك التمييز بين الشابة والمسنة نظرا للبؤس الذي طمس معالم الجمال والحيوية فيهن .

إن تلك الصورة الدرامية التي تعيشها تلك الفئة كل يوم وفي نفس المكان {الموقف}, حيث يتجمعن منذ الساعات الأولى للصباح والبعض منهن يصطحبن أطفالهن الصغار وحتى الرضع مستجديات عطف المشغل وكرم عطائه ,عسى أن تحضى إحداهن بمصروف يومها البئيس , فما إن تقف السيارة الواحدة بالقرب منهن إلا وتنهال عليه النسوة دفعة واحدة للفوز باختياره دون أن يتركن له فرصة للتفكير ,لينتهي به الآمر في كثير من الأحيان إلى صرف النظر عن الموضوع أساسا.

وإذا كان المثل المغربي يقول{خوك في الحرفة عدوك}, فان هذا الأخير يعد ساري المفعول وبحدة لدى هته الفئة التي قد يصل الأمر بها مبلغ العدوان والضرب والتراشق بالكلام النابي, ورغم هزالة الثمن الذي يتراوح عموما مابين 50 و60درهما, اللهم إذا جاد عليهن احدهم بمبلغ 100 إلى 150 درهما وهذا لايحدث إلا لماما, مع مايلاقينه من مشاكل مع المشغل , كسوء المعاملة والاعتداء والتحرش الجنسي أحيانا ,وفي هذا الصدد تفيد أخريات عكس هذا القول إذ صرحت إحداهن قائلة:"لا ابنتي عمرشي حد ماتعدى علينا ملي كنعقل على راسي , شي كايدينا نصبنوليه , شي كايدينا لفلاحة وخا مرة مرة كيك لونا فعرقنا لكن منهم لله ….., بصح حتى لعيالات ماشي ساهلات كاين هنا لي كتسرق أولي كتغش……"وهذه حقيقة بديهية وقائمة في الآن نفسه اعتبارا للمؤثرات والضوابط التي تشكل كل شخصية على حدا.

وارتباطا بهذه الأوضاع التي تكابدها هته الفئة من النساء فان إحدى الجمعيات التنموية بمدينة وجدة التي حملت على عاتقها الهم الجمعوي وراهنت الاشتغال منذ تاسيسهاعلى محور المرأة والطفل والنهوض بوضعيتهما والرفع من مستوى عيشها, والأمر يتعلق بجمعية "جذور للثقافة والتنمية"التي آثرت الالتفاتة لتلك الثلة من النساء والتفكير بجدية في أوضاعهن المزرية في غياب لامسؤول للوزارة المعنية , فكانت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المحفز الهام للإقدام على هذا المشروع والانخراط الفاعل لتحقيق مراميه , وعليه تم التفكير في خلق مركز للإيواء والتكوين والخدمات لنساء الموقف , بشراكة مع ولاية الجهة الشرقية ممثلة في السيد والي الجهة عامل عمالة وجدة أنجاد رئيس اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية , والجمعية المذكورة في شخص رئيستها السيدة عائشة أسنوسي, ويهدف المشروع الذي يعد رائدا وطموحا ـ حسب الرأي العام الوجدي ـ إلى إحداث مركز للخدمات والتكوين لنساء الموقف مع خلق حضانة للأطفال تتكفل برعايتهم في غياب أمهاتهم أثناء مزاولتهن لاعتمالهن ,كما سيعمل المركز على تكوين نساء الموقف في مجالات الطبخ والخياطة والتدبير المنزلي, مع الحرص على حصص محاربة الأمية والتربية الصحية وإعطاء دروس الدعم والتقوية لفائدة أطفالهن.
وبهته الطريقة سيتم تنظيم هذه الفئة من المجتمع, حيث سيعمد المشغل إلى الاتصال بالمركز مباشرة للحصول على خادمة بمواصفات معقولة وبطريقة تضمن الأمان للطرفين [المشغل والخادمة ], وبالتالي سيكون مركز الإيواء الكائن بمقر الجمعية بمثابة صلة وصل بين الطرفين , وفي اتصال بالسيدة أسنوسي رئيسة الجمعية حول دواعي المشروع أعربت هته الأخيرة أن فكرة المشروع نابع من الامتعاض من ذلك المشهد اليومي المؤسف الذي يسيء إلى كرامة المرأة وسمعتها من خلال تلك الوقفة , إذ أكدت للجريدة أنها مصرة على إنجاح هذا المشروع إلى آخره بمعية فريق العمل داخل جمعيتها كما تأمل في المزيد من الدعم والمساندة من طرف الشركاء في شخص المحسنين وكافة القوى الحية بالمدينة , ورغم أنها لا تخفي وجود مشاكل تعترض سير مشروعها المندمج في إطار البرنامج الأفقي الذي يتسم بدوره بالصعوبة , إلا أنها تطمح وبقوة إلى إنجاحه على أكمل وجه , حتى تخول هذه التجربة للنساء المستفيدات من الحصول على حرفة تمكنهم من خلق تعاونية تعود عليهم بالنفع مستقبلا.

وفي هذا السياق يتعين التذكير أن الفئة المستهدفة لهذا المشروع هي نساء الموقف اللواتي يعانين التهميش والفقر ويشتغلن بشرف , وليس تلك اللواتي يحشرن معهن في تلك الوقفة وذلك المكان [ الموقف ]ولكن بغرض الفحشاء والبغاء ويتخذن من الدعارة وسيلة لكسب المال, وهنا نتمنى أن يشكل هذا المشروع حصارا على تلك الفئة الباغية وفرصة للمسئولين لاتخاذ كل الأساليب الزجرية لمحاربتهن وتطهير المجتمع من تصرفاتهن.
ولان الإعلام الفاعل, يجب أن ينخرط في مواكبة مشاريع المبادرة, فان للجريدة عودة للموضوع لتتبع أشغال المشروع وترصد خطواته المنجزة……..

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. احد رجال الموقف
    25/06/2008 at 09:47

    هي فكرة جميلة تستحق التشجيع بالرغم من انها لا تحل المشكلة والا سيتم اللجوء الى تقسيم الفئات النسائية بالمغرب الى مجموعات من المفروض من باب المساواة الاهتمام كل فئة على حدة..الامهات العازبات لهن مركزهن.. ونساء الموقف لهن مركزهن.. وبائعات الخبز بباب سيدي عبدالوهاب لهن مركزهن.. وبائعات الملابس والاشياء المستعملة لهن مركزهن…وهلم جرا ….ان اكبر الاخطاء اننا نواجه مشكلة ونحاول خلها من خلال اجتهادات تبقى محترمة لكن الضروري هو منع حدوث وانتشار هذه الظواهر اصلا من مجتمعنا. وللتذكير فان المنظر « المشين » الذي نواجهه امام البوابة الرئيسية لسوق مليلية للنساء طالبات العمل يقابله في نفس المشهد ويمكن اكثر قساوة وبؤس لشباب و رجال وهم ينتظرون من يلتفت اليهم بفرصة عمل لاعالة اسرهم. اذن المشهدان يتطلبان وقفة والتفاتة لمعالجة الوضع من اصله. والاهتمام بالمرأة لا يجب ان يشغلنا عن الاهتمام بنفس المستوى او اكثر بالرجل وهي يجب قبل كل شيء ان تكون في صلب اهتمامات الحكومة لايجاد انجع الحلول … اما في نظري وهذا ليس للتقليل من جدوى الفكرة المطروحة عن المركز لفائدة نساء الموقف قبالة بوابة سوق مليلية اعتقد انها تبقى  » موضة  » قد تدفع كما تمت الاشارة اليه اعلاه الى تقسيم شريحة النساء الى فئات وتخصصات واهتمامات قد يصعب معها توفير مراكز لكل منها بعد ان يصبح، الالتفات اليها ومعاملة حالاتها بالمثل بنفس الاهتمام كسابقاتها من الحالات، امرا يدخل في خانة الحق المكتسب عوض فكرة الاهتمام بحالة .

  2. مجرد رأي
    28/06/2008 at 17:37

    … اما في نظري وهذا ليس للتقليل من جدوى الفكرة المطروحة عن المركز لفائدة نساء الموقف قبالة بوابة سوق مليلية اعتقد انها تبقى  » موضة  » قد تدفع كما تمت الاشارة اليه اعلاه الى تقسيم شريحة النساء الى فئات وتخصصات واهتمامات قد يصعب معها توفير مراكز لكل منها بعد ان يصبح، الالتفات اليها ومعاملة حالاتها بالمثل بنفس الاهتمام كسابقاتها من الحالات، امرا يدخل في خانة الحق المكتسب عوض فكرة الاهتمام بحالة .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *