بحث علمي ينصح الآباء بان لا يضعوا شاشات التلفزيون في غرف نوم أبنائهم
عزيز باكوش
إن المراهق الذي يحتفظ بجهاز تلفزيون في غرفة نومه، تكون عاداته الغذائية وغيرها من العادات الأخرى المتعلقة بممارسة التمرينات الرياضية سيئة بالمقارنة بنظيره الذي لا يحتفظ بجهاز تلفزيون في غرفة نومه " هذا ما أكده باحثون أمريكيون ، وما خلص إليه بحث علمي أمريكي نشر مؤخرا، موجه بالأساس الى الآباء في المجتمعات المعنية بهذه الدراسة من اجل انتشال فلذات أكبادهم من كماشة التلفزيون التي تعصر دماءهم دون رحمة . حتما ، فإن هؤلاء الأطفال موضوع الدراسة ، ليسوا بالضرورة أبناءنا وإن كانت الدراسة تشملهم بالاسم والصفة العمرية ، لان واقعنا العربي من هذه الزاوية، لا يحتاج الى مقاربة او دراسة من هذا القبيل ، لسبب بسيط هو إن التلفزيون عندنا تجاوز غرفة النوم ، ليصبح ديكورا أساسيا في كل أنحاء البيت وخارجه ، في المطبخ كما في غرفة الجلوس وسلم العمارات ، في المحلات التجارية والمقاهي والمحلبات والمساجد والبراريك والسجون..
وتتفاقم المشكلة حين يؤكد البحث خطورة الشاشة على المستوى التعليمي " للمراهق في هذه الظروف ، إذ لا يستبعد أن ينزل التحصيل الدراسي الى أدنى الدرجات ،و يكون تفاعل الطفل مع المحيط كان مدرسة او كتاب ،اقل من مجايليه من المراهقين " فما حال مراهقينا مع تداعيات أضرار الإفراط في المشاهدة خارج أية مراقبة..؟
وعلى الرغم من أن دراسات كثيرة دققت في عادات مشاهدة التلفزيون لدى المراهقين يقول باحثون في كلية الصحة العامة بجامعة مينيسوتا الأمريكية إلا انه لم يكن الكثير معروفا بشأن عواقب وأضرار وجود جهاز تلفزيون في غرفة النوم ، ولاسيما بالنسبة للمراهقين الأكبر سنا ، إلا خلال البحث الأخير . في هذا الإطار ، قام الباحثون باختيار عينة لبحثهم، واختاروا حوالي 871 مراهقا تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاما في منطقة مينابوليس في عامي 2003 و2004. وتوجهوا إليها بسؤال . قال 62 في المائة منهم أن لديهم جهاز تلفزيون في غرف نومهم.
قال الباحثون أمريكيون "انه لم يكن مفاجئا أن المراهقين الذين لديهم جهاز تلفزيون في غرف نومهم كانوا أكثر ميلا لمشاهدته وقتا طويلا حيث يقضون ما بين أربع وخمس ساعات أكثر أسبوعيا أمام التلفزيون."
وإذا اعتبرنا الحاسوب المرتبط بالانترنيت شاشة ، فقد تتضاعف المشاهدة من الخمس ساعات الى عشرة او أكثر. ، في واقعنا العربي هناك من الأطفال من يشاهدون التلفزيون منذ افتتاح الإرسال الى نهايته….؟؟
وصنف كثير من المراهقين الذين لديهم جهاز تلفزيون في غرف نومهم بأنهم مشاهدون نهمون من العيار الثقيل بواقع مرتين أكثر من نظرائهم الذين ليس لديهم جهاز تلفزيون في غرف نومهم. "
ويبرز الخلل على المستوى الصحي الجسدي أيضا ، حيث تحدثت الفتيات اللائي لديهن جهاز تلفزيون في غرف نومهن عن ممارسة تمرينات بدنية فعالة أقل من نظيراتهن اللواتي ليس لديهن جهاز تلفزيون في غرف نومهن بواقع 1.8 ساعة أسبوعيا مقابل 2.5 ساعة للفتيات اللائي ليس لديهن جهاز تلفزيون في غرف نومهن."
وقال الباحثون "إن الفتيان الذين لديهم جهاز تلفزيون في غرف نومهم ابلغوا عن الحصول على متوسط درجات تعليمية اقل ممن ليس لديهم جهاز تلفزيون في غرف نومهم ، كما ابلغوا عن تناول كميات اقل من الفواكه وعن عدد اقل من الوجبات التي يأكلونها مع باقي أفراد العائلة."
وقالت دايا بار أندرسون وهي إحدى المشاركات في البحث عبر الهاتف إن «هذا يشير بوضوح فعلا الى وجود بعض المميزات من عدم السماح لطفلك المراهق بالاحتفاظ بجهاز تلفزيون في غرفة النوم.
وتخلص الدراسة الى انه " يجب على الآباء عند القيام بتحديث أجهزة تلفزيونهم في الغرف المخصصة أن لا ينصاعوا لرغبات أبنائهم بالإبقاء على الشاشات القديمة في غرف نوم أطفالهم . وان يقاوموا وضعه في إحدى غرف نوم أولادهم ". حفاظا على سلامتهم النفسية والجسدية وضمانا لمستقبل أكثر إشراقا وأملا.
في عالمنا العربي حيث التلفزيون وسيلة من وسائل الإعلام الرسمي يعمد أطفالنا الى محاكاته وتقليده لساعات طويلة ، ويتمثلون توجهه ساعة الإحباط النفسي ، من هنا ينشا العنف الواقعي في حياة الناس بدء من مشاجرات ومماحكات تودي بشباب الى الإصلاحيات او الى مستودعات الأموات ، فيغدو الأمر بذلك خارج نطاق السيطرة، فالتلفزيون هذا الفرعون الإعلامي المهيمن عربيا ليس وسيطا إعلاميا نزيها فحسب ، ولكنه فاعل و مؤثر بدرجة تفوق المتصور ، وهو الى ذلك رأس الحربة بالنسبة لنظام الحكم، خاصة على مستوى إحداث التغيير المنشود على المقاس ، أو على مستوى إيصال المعلومة كما يراد لها ، وتحقيق التواصل المخدوم في نسبه المرتفعة جدا ،لذلك يسعى نظام الحكم الى ترسيخه و المساعدة على تثبيته ليس فقط في غرف النوم 24/24 ، وإنما في المطابخ ، والمساجد، ومحلات الجزارة ، في العنابر، والأكشاك الجانبية ، والبناءات العشوائية ، فضلا عن مداشر القرى النائية، وحافلات النقل الطرقي العام ، لكن من غير التفكير في ما يمكن أن يحصل من نواتج مدمرة على مسلكيات الأطفال بالأماكن النائية ،على المديين المنظور والبعيد .
من هنا تحديدا يصبح الأمر خارج نطاق السيطرة.
وإذا كان البحث العلمي عند أبناء المسيح ينصح الآباء بان لا يضعوا شاشات التلفزيون في غرف نوم رجال غدهم ،فان فلسفة الحكم عند العرب والمسلمين تنصح باقتنائه مع كل قالب سكر يستهلك بالبلد. وتثبيته عينا لا تنام . فالمصبية إذا عمت هانت .
Azziz_bakouch@yahoo.fr
Aucun commentaire