Home»Régional»من الحضور الإجباري إلى الحضور الطوعي

من الحضور الإجباري إلى الحضور الطوعي

0
Shares
PinterestGoogle+

.

صدرت مجموعة من المذكرات تنص على ضرورة محاربة الغياب و كان آخرها المذكرة رقم60 التي اقترحت الإمضاء كإجراء تجريبي للحد من هذه الظاهرة ، وإذا كانت هذه التدابير لها ما يبررها بالنسبة للغياب غير المبرر فإن محاولة فرض الحضور الإجباري على المدرسين في فترة يكون التلاميذ فيها غائبين وبعد صدور التقرير الدولي جعل هؤلاء يستنكرون مثل هذه الإجراءات التي استشعروا من خلالها بأنهم في موقع اتهام بالمسؤولية عن "تردي" مستوى اللتعليم ، ولهذا عبرت العينة المستهدفة بهذه التجربة عن غيضها و غضبها و رفضها التام لها . و إذا كان من حق أو من واجب بالأحرى أي إدارة تتبع نشاط موظفيها التوسل بالوسائل التي تراها كفيلة لضبطه فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو ألم يكن من الأجدر استعمال آليات آخرى من أجل جعل هذا الحضور طوعي لا إكراهي ، و منتج و فعال لا سلبي وزجري و خاصة مع فئة من الموظفين معروف أغلبها بالاستقامة و الجدية و باختزان الكثير من الطاقات لو فتح لها المجال للتعبير عن نفسها لطال إشعاعها كل أنحاء الكرة الأرضية ، فئة يرجع لها الفضل في تخريج أو بلغة المقاولة إنتاج مواطن الغد الذي تستفيد من خبراته و كفاياته مختلف القطاعات الأخرى و التي لولاه لما كان لها منتوج و لما كانت ذات إنتاجية أصلا ؟ أظن و أنا رجل تعليم أنتمي لهذه الأسرة النبيلة أن البدائل موجودة : فعلى سبيل المثال لما لا يتم تخصيص هذه الفترة للتكوين المستمر عن طريق التكوين الذاتي التشاركي المندمج الذي يساهم فيه مدرسون و مفتشون من خلال العمل على محاور يتم انتقاء واحد منها أو أكثر كل سنة حسب ما تقتضيه الحاجة ، كالتكوين في مادة التخصص ، التكامل بين المواد ، التقويم ، طرق التدريس ،أو النهوج…الخ . فبالنسبة للتخصص يمكن:

* تقسيم محتويات المقررات حسب التخصصات إلى محاور وتوزيعها بين مدرسي نفس المادة ( رياضيات ، عربية ،…) ليقوموا فرادى أو في مجموعات ، كل في إطار تخصصه بتغطيتها من الناحية المعرفية الأكاديمية و من الناحية الديداكتيكية . هذا الإجراء يمكن أن يتم في بداية السنة خلال الندوات التي يعقدها المفتشون لاتاحة الوقت الكافي للبحث و التنقيب فيها.

*قيام كل مجوعة بتقديم عملها على شكل عروض خلال "الفترة المعنية"-في نهاية االسنة الدراسية أمام باقي المجموعات ، تتكفل النيابة ببرمجتها و بتوثيقها عن طريق التصوير الرقمي لأن التصوير الرقمي يسمح لكل الأطراف الحصول على نسخ بدون مقابل وتقطع الطريق على من يتذرع بقلة وساءل النسخ

* الاحتفاظ بهذه النسخ في أرشيف النيابة بمكتب التكوين المستمر ، وبالمناسبة يمكن الاجتهاد في إحداث وحدات داخل هذا المكتب: وحدة الانتاج و تهتم بكل ما يتعلق بالانتاج التربوي ( انتاجا ،وتخزينا ،و توزيعا ) ، وحدة التنشيط و تقوم بالبحث على الأنشطة ذات البعد البيداغوجي و غيرها و المساهمة في تنظيمها ، وحدة التوثيق وتسهر على اقتناء الكتب و المراجع و جعلها في متناول رجال و نساء التعليم ، و أتساءل هنا لماذا لا يتم تحريك مختلف الأبحاث و التقارير التي تم إنجازها في المدارس العليا و في المراكز التربوية و في مركز المفتشين وإخراجها من دهاليز النسيان وتمكين الاكاديميات و النيابات منها لتضاف لبااقي المراجع.

إن العمل وفق هذا الأسلوب سيفرض على الأطراف المعنية الانكباب على كيفية تدبير الوقت لإنجاز هذه الأنشطة في ظل وجود امتحانات يتم برمجة تواريخ إجرائها و تصحيحها على الصعيد المركزي و الجهوي ، عوض البحث في كيفية إلزام المدرس بالحضور ولو في فترة يكون التلاميذ فيها غائبين عن المدرسة ، بالمقابل سيكون بمثابة حافز يدفع المدرس للحضور بطواعية و عن رغبة لأنه سيكون هو المعني بالدرجة الأولى بهذه الدورات التكوينية تنظيما و تنشيطا ، و وسيلة للحصول على عدد قياسي من الوثائق في فترة زمنية وجيزة لا تتعدى خمسة عشر يوما ، إذ يمكننا بعملية حسابية بسيطة إدراك العدد الهائل من الوثائق التي سنحصل عليها كل سنة دراسية ، فإذا افترضنا بالنسبة للثانوي و الإعدادي أنه تم إنجاز 10عروض بالنسبة لكل تخصص و إذا افترضنا أن لدينا 9 تخصصات و 50نيابة فقط فإن مجموع هذه العروض سيكون هو 10.9.50 أي 4500 عرضا ستكون من نصيب خزانات مختلف النيابات وتحت تصرف المدرس ، ولنا أن نتخيل المنافع التي ستوفرها هذه الوثائق للمدرس المبتدئ بصفة خاصة و المدرس بصفة عامة ،كما لنا أن نتخل أيضا لو أن كل هذه الوثائق تم وضعها على الأنترنت أفلن يصل سيطها و إشعاعها إلى كافة أرجاء المعمور ، إشعاعا يفرض على باقي المجتمعات النظر إلى رجل التعليم ببلادنا بصفة خاصة ومنظومتنا التربوية بصفة عامة باحترام وتقدير .

أتمنى أن يكون اقتراحي هذا لبنة من لبنات بناء مشروع هدفه تدبير "الفترة المعنية " وفق منظور شمولي يأخذ في الاعتبار جميع العوامل و الظروف التي تحكمها ، و يعطي الأولوية للأنشطة التي تعود بالنفع على كل أطراف العملية التعليمية التعلمية ، أنشطة شعارها الرفع من جودة التعليم بإعادة الاعتبار للتكوين الذاتي كما تنص على ذلك كل الوثائق الرسمية و على رأسها مييثاق الأمة ، الميثاق الوطني للتربية و التكوين ، و هدفها وأد كل ما من شأنه أن يخلق مناخا خصبا للتشنجات و السراعات وتباادل التهم التي لا تخدم تطوير التعليم بهذا الوطن العزيز.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

12 Comments

  1. موظف
    14/06/2008 at 23:38

    لا جدوى من حضور المدرس بعد انسحاب التلاميذ من فصول الدراسة. والإمضاء إجراء يتسم بالعنف ويقصد منه تحميل رجال ونساء التعليم مسؤولية فشل إصلاح المنظومة التعليمية. إن من أولى بالحضور اليومي واللحظي هم موظفوا الإدارات العمومية الذين يجب أن يحضروا إلى مقرات عملهم ويوقعوا الحضور والقيام بالخدمات الموكولة إليهم لفائدة المواطنين الذين يقفون طوابير أمام مختلف المكاتب في انتظار من يقدم لهم الخدمات المرغوب فيها. فالطبيب لا يحضر إلا عند حدود الساعة العاشرة أو الحادية عشرة والمرضى يئنون تحت وطأة الألم، ورئيس الجماعة المحلية لا يحضر إلا بعد أن يصيب الملل المواطنين الذين ينتظرون توقيع وثيقة. وقس على ذلك وفي كل المجالات. فمن يحاسب هؤلاء المتأخرين والمتغيبين الذين لا يوقعون أي ورقة ولا يتم مراقبتهم وقضايا المواطنين تضيع هباء منثورا؟

  2. كادح في التعليم
    15/06/2008 at 21:56

    اقتراحك الأخ حموتي بشأن استثمار » الفترة المعنية » يتسم بالوجاهة ويعبرعن حس تربوي صادق،
    غيرأن المرسل إليه لن بستلم هذه الرسالة لسبب بسيط هواعتبار نفسه غير معني بها، لأن مايعنيه
    ومايشغله هوالكمي والتقني والرقمي والتكلفة…ألم يختزل أزمة التعليم الجذرية في مجرد إختلالات؟
    ألم يصغ حلول تلك الإختلالات في مجرد إجراءات تقنية ورقمية: الحد من الهدر المدرسي برفع نسب المرورإلى المستويات الأعلى ، النفخ في وعاء الزمن المدرسي بإحتساب عدد أيام توقيع
    المدرسين ..؟ فأين الهم التربوي وصدق الطوية من هذا الهروب إلى الأمام الذي يبخس معضلات
    التعليم باختزالها الى مجرد اختلالات؟ إن المؤلم في كل هذا هوأن المسؤول عن فشل الإصلاح عوض أن يعترف ويتحمل تبعات فشله أقلها تقديم استقالته عوض دلك نجده من خلال إجراءاته
    يكيل التهم العلنية والمضمرة لسادته المدرسين ، ساعيا إلى « تطويعهم » كما طوع اسلاك الحديد
    في الماضي لهندسة قناطره..

  3. متتبع للشأن التربوي
    15/06/2008 at 21:56

    إلى السيد المفتش المحترم ما سميته اقتراحا هو من صميم عملكم بموجب المذكرات التنظيمية التي تقضي بان اللقاءات التربوية تكون خارج أوقات العمل ولا توجد فترة أفضل من هذه حيث ينصرف التلاميذ وتكون الفرصة مواتية لعقد اللقاءات التي في الغالب ما تعقدونها خلال أيام الدراسة على حساب أوقات التلاميذ. فالقضية ليست مجرد اقتراح بل هي واجب غير مفعل .

  4. zaid Tayeb
    15/06/2008 at 21:56

    Monsieur Hammouti Bonjour : vous êtes le premier inspecteur à oser prendre la parole sur un sujet qui a fait se terrer et se taire ceux qui nous avaient habitués à leurs écrits. Ce que vous dites fait partie de la vérité : les professeurs ne sont pas contre le travail, ils sont contre la séquestration. Personnellement, je ne peux pas concevoir ma présence au lycée juste pour signer et m’en aller. Le professeur est un homme de terrain formé pour le travail en classe non pour venir dans la salle des professeurs s’étendre sur le ‘’seddari’’ et papoter comme une vieille commère en attendant qu’il signe une feuille vulgaire et idiote. Si jamais le ministère avait quelque chose d’utile en tête, il l’aurait formulé en terme de redressement du système éducatif, de réflexion sur les programmes et sur les méthodes, de discussion sur les difficultés des élèves et sur leurs échecs,…Mais le ministère a la tête creuse.
    De plus, une note ministérielle a un caractère national, alors que la note 60 a un caractère régional comme si elle émanait de la délégation et non du ministère. Ce qui me semble contraire à l’égalité des professeurs devant les prises de décision du ministère.
    La note ministérielle me rappelle curieusement le système carcéral des pays développés. Dans ces pays, pour désengorger les prisons, on relâche le détenu mais on lui fait porter le bracelet électronique pour suivre ses déplacements. Voilà je crois ce à quoi le ministère veut en venir.

  5. ملاحظ
    15/06/2008 at 21:58

    يقول المثل الشعبي »من تعيى يا ميمون انقل الحجر »وكأن نقل الحجر سهل بالنسبة لما كان يقوم به ميمون قبل أن يتعب وهدا ينطبق على رجال التعليو فبعد الكد والجد طول العام الدراسي والالجري الماراطوني مع المقررات الطويلة الجوفاء وفي فترة الامتحانات والتتصحيح عليهم أن يقوموا بتقديم عروض وأنشطة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  6. مدرس
    15/06/2008 at 21:58

    هذا هو المطلوب ، وهذه هي اليات الانخراط الفعلية لمن يريد حقا دفع عجلة الاصلاح الى الامام بساعد مشمر ..المذكرة 60 تقتضي مجموعة من التدابير تخص المدرس والادارة وجهات اخرى .. بالنسبة لنا معشر المدرسين فهي وقائية وعلاجية للفئة القليلة المستهدفة ( وهي المعنية لها علاقة مباشرة باسباب النزول) تمنيت من زملائي ان يعتبروا ان ماطلب منا عمل ذوطبيعة تلقائية فالتواجد من قبيل التعاقد والواجب نسجل انخراطنا ونطالب باجراة باقي المقتضيات كالتقليص من الاكتضاض ومن…
    انهي مداخلتي وانا حائر بين الاستثناء والقاعدة وافضل ان ايشملني الاستثناء …
    أثمن هذه المقاربة واحيي صاحب المقال

  7. nadia
    15/06/2008 at 21:58

    شكرا اخي الكريم على المجهود المبدول و بالفعل اوافقك الرْأي اصلاح المنضومة التعليمية يتوقف على اصلاح البرامج و المناهج من خلال مجهود مشترك للفاعلين التربوين .

  8. nadia
    15/06/2008 at 21:59

    شكرا اخي الكريم على المجهود المبدول و بالفعل اوافقك الرْأي اصلاح المنضومة التعليمية يتوقف على اصلاح البرامج و المناهج من خلال مجهود مشترك للفاعلين التربوين .

  9. متتبع
    15/06/2008 at 21:59

    ماذا سيحصل اذا ما تم تطبيق التوقيع اليومي لهيئة المراقبة التربوية بجميع مكوناتها.هناك مفتشون يقطعون ما يفوق1000كلم للوصول الى مقر عملهم.

  10. م/ن وجدة
    15/06/2008 at 21:59

    اني متفق مع الاستاذ كما ان اقتراحه يصب في الاتجاه الصحيح وبهذه ا لا نشطة سنساهم جميعا في رفع الجودة والمردورية .اما ان يحضر الاستاذ لكي يتفقد المقاعد ويساهم في كثرة القيل والقال فهذالايخدم لاالتلميذ ولاالاستاذ ولاحتى الوزارة .
    وليس باعلان الحرب كما جاء في المذكرة 60 -محاربة ظاهرة الغياب -سننتمكن من تطوير التعليم والرفع من جودته. اني ارى ان صدور هذه المذكرة في هذه الفترة من السنة الدراسية هو اثارة البلبلة في صفوف رجال ونساء التعليم من اجل ابعادهم عن انشغالاتهم الحقيقية.

  11. أبو العزم
    15/06/2008 at 21:59

    لما لانكون نحن المثال والقدوة ؟ لماذا لايكون تغيير الظواهر السلبية انطلاقا من نحن أهل الفكر والعلم والتربية ؟ لماذا نقاوم حتى كل شيء حتى انفسنا ؟ لماذا يتغيب التلاميذ ؟ اليس هناك من الأساتذة من يدفعهم إلى الغياب؟ أين هو البحث يا ترى ؟ أين هي المساهمة في رفع شأن مؤسسته ؟ ما الذي يمنع تلك الكفاءات من الابتكار وإظهار قداراتهم في مؤسساتهم … كفانا سلبية فهي سلاح العاجز……

  12. حموتي
    16/06/2008 at 12:16

    إلى المسمى أبو العزم إعلم بأني لآ أتكلم على المدرسين الذين يدفعون التلاميذ إلى الغياب كما أشرت وهم قلة قليلة، وإنما أقدم اقتراحا عمليا بديلا انطلاقا من تجربتي لمعالجة وضعية تحدث في فترات تتخلل مرحلة إجراء الامتحانات وتصحيحها و إجراء المداولات في شأن نتائجها… و كنت اتمنى عوض أن تطرح نقط استفهام عن أسباب الغياب المبكر للتلاميذ – وهذا موضوع آخر جدير بالدراسة صدرت و مازالت تصدر في شأنه العديد من المذكرات المحلية و الجهوية و الوطنية – أن تقدم حلولا له باعتبارأنك تنتمي لأهل الفكر والعلم والتربية كما أشرت في تعقيبك عوض أن تحصر المشكل كله في المدرس ، وهذا أمر لاتقول به حتى الأطراف الرسمية ، فأين دور أولياء الأمور ، و الإدارة…

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *