نداء إلى السيد الوالي الجديد :المساحة الخضراء بحي الأندلس بوجدة مهددة بالجفاف بسبب الإهمال

محمد شركي

يبدو أنه قد كتب على  ساكنة حي الأندلس بوجدة أن تكون سيئة الحظ باستمرار، ذلك أنه بعد  أن تخلصت  في عهد الوالي الأسبق من كابوس بناء مركز لإيواء ما يسمى بالأمهات العازبات  فوق فضاء صمم أصلا ليكون مساحة خضراء ، تنفست الصعداء ، وظفرت بمساحة خضراء بعد انتظار طويل  في عهد الوالي السابق  مشكورا . ومعلوم أن هذه المساحة الخضراء هي رئة حي الأندلس ومتنفسه  الوحيد ، وكذا متنفس حي هكو  الشعبي المجاور . و بالرغم من أن هذه المساحة الخضراء لم تكن في مستوى انتظار الساكنة لأن  مواصفاتها التي وعد بها المقاول المكلف بتهيئتها لم تتحقق على أرض الواقع ، فإن عشبها وشجرها كان في بداية الأمر يحظى بالعناية ، ويتعهده بستاني بالسقي إلا أن الإهمال طالها مع مرور الأيام خصوصا بعد انتهاء مسؤولية المقاول عنها . ومعلوم أن هذه المساحة صارت محج ساكنة حي الأندلس وغيره من الأحياء المجاورة والمفتقرة إلى مثلها  . وقد شهدت هذه المساحة الخضراء  إقبالا كبير خلال شهر الصيام حيث كانت تعج بالزوار خلال لياليه مباشرة بعد الإفطار وإلى الفجر حتى أن مجموعة من الباعة المتجولين انتشروا في جنباتها لتسويق بعض مأكولاتهم . ولقد وجد الأطفال الصغار فيها متنفسا للعب تحت أنظار آبائهم وأمهاتهم . ولا تخلو هذه المساحة زوال كل يوم من زوار يلجئون إليها هربا من حر الصيف الذي يحاصرهم في بيوتهم خصوصا ساكنة الأحياء المجاورة التي لا تسمح هندستها العشوائية من وجود فضاءات مماثلة . ومع مرور الأيام بدأ الإهمال يهدد هذه المساحة الخضراء في غياب رقابة تتابع عن كثب مهمة الشخص المكلف بسقي عشبها وشجرها . ويبدو  أن هذا الشخص أصبح يولي اهتمامه لبعض جهات هذه المساحة دون الأخرى كما يظهر ذلك جليا من خلال الجفاف البادي للعيان والذي انتشر في جهات منها . ولا يعرف لحد الآن السر وراء ازدواجية تعامل المكلف بسقي  هذه المساحة ،علما بأن بعض سكان الحي لاحظوا أنه يهتم بالغطاء النباتي المقابل لبعض المقاهي الموجودة في الحي المجاور لها في حين يهمل غيره . ولا ندري درجة صحة هذا الخبر والذي يتعين على المسؤولين التأكد منه عن طريق المعاينة في عين المكان . ومع حلول شهر الحر يزداد تهديد الجفاف للغطاء النباتي لهذا الفضاء ، لهذا تهيب ساكنة حي الأندلس بالسيد الوالي الجديد بعد الترحيب به وتهنئته على الثقة المولوية  التي وضعها فيه صاحب الجلالة نصره الله أن يلتفت إلى ندائها من أجل إنقاذ هذه المساحة الخضراء المهددة بالزوال بسبب الإهمال ،وهي تأمل أن يجد نداءها آذانا صاغية ، وأن يتم تدارك هذا الفضاء في أسرع وقت ممكن . ولا يفوت الساكنة أن تنبه  أيضا إلى أن تنظيف هذا الفضاء المعهود قد تعطل أيضا . ولن يفوتها كذلك  أن تلف أنظار المسؤولين إلى اعتداء أصحاب قطعان الماشية  التي تربي ببعض الأحياء المجاورة على  كل عشب الحي بما في ذلك العشب الذي يزين واجهات المنازل حيث يمر أصحاب هذه القطعان بها باكرا ويستغلون غفلة الساكنة وغياب الحراسة لتسليط ماشيتهم على كل أخضر لتلتهمه .  ونختم بعقد الأمل على المسؤولين للالتفات إلى هذا النداء بدافع الغيرة على الوطن ، والحرص على جمالية الحي الذي هو من جمالية مدينة وجدة عروس الشرق ، وهو في نفس الوقت حرص على كرامة  ساكنة حي الأندلس التي هي من كرامة جميع المغاربة . وتأمل ساكنة حي الأندلس  أيضا أن تتم مراجعة طريقة تهيئة المساحة الخضراء وإتمام الشطر المتبقي منا  لتصير  تحفة  تستهوي  الزوار وتغريهم للتنزه بها . وتبادر الساكنة بالشكر الجزيل لكل مسؤول سيبذل جهدا من أجل تلبية ندائها المستعجل .